سد النهضة.. إثيوبيا تتهم مصر والسودان بتعطيل المفاوضات وتحملهما مسؤولية عدم التوصل لاتفاق

جي بي سي نيوز :- حمّل وزير الري الإثيوبي سيليشي بقلي مصر والسودان مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، ويأتي هذا الموقف في سياق اتهامات متبادلة بين أديس أبابا من جهة وبين القاهرة والخرطوم من جهة أخرى بشأن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.

وفي مؤتمر صحفي الجمعة، قال بقلي إن القاهرة والخرطوم تتخذان مسارا يعطل مفاوضات تسعى بلاده إلى إنهائها.

وأضاف أن هناك جهات تسعى إلى اختلاق أزمة بين إثيوبيا وكينيا والصومال بمزاعم أن أديس أبابا تبنى سدودا تهدد الأمن المائي لهذه الدول.

وأكد أن ما يشاع من أن سد النهضة سيتسبب في تشريد وتضرر 200 ألف مزارع مصري أمر مغلوط تماما وغير صحيح، معتبرا أن الهدف مما وصفها بالادعاءات المصرية هو تشويه صورة بلاده، وسلب حقها في الاستفادة من مواردها المائية.

وكان الوزير الإثيوبي نفى في تصريحات سابقة أن تكون بلاده عطلت مساعي الوساطة التي قام بها الاتحاد الأفريقي الأشهر القليلة الماضية، والتي لم تسفر عن أي تقدم على صعيد تقريب المواقف المتباعدة بين الدول الثلاث المعنية بمفاوضات سد النهضة الذي تقول السلطات الإثيوبية إن أشغاله تقدمت بنسبة 78%.

وأكدت أديس أبابا مرارا أنها ماضية في القيام بالمرحلة الثانية من تعبئة السد سواء باتفاق أو بدونه، وأنها لا تريد التسبب بضرر لمصر، في حين ترفض القاهرة والخرطوم ما تعتبرانه فرضا للأمر الواقع عليهما.

وقبل أسبوعين، اتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري إثيوبيا بالتعنت، وقال إن بلاده لن تفرط في حقوقها، ولن تتهاون مع أي ضرر يطول مصالحها أو يمس مقدرات شعبها الذي يرتبط وجوده وحياته بنهر النيل وخيراته. وتخشى مصر أن يؤدي عدم التوصل لاتفاق عادل إلى تقلص حصتها من مياه نهر النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا.

وخلال الشهر الماضي، أكد مسؤولون سودانيون أن المفاوضات المستمرة منذ سنوات طويلة لا يمكن أن تتواصل بنفس المنهج، وطالبوا بمنح الخبراء دورا أكبر في عملية التفاوض، محذرين من أن السودان لن يسكت إذا لحقه ضرر في حال عدم التوصل لاتفاق حول قواعد تعبئة وتشغيل سد النهضة.

يذكر أن المفاوضات توقفت منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد فشل جولات عدة في تقريب المواقف بين البلدان الثلاثة المعنية -خاصة بين إثيوبيا ومصر- في ما يتعلق بقواعد تعبئة وتشغيل السد الذي يجري تشييده على النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية بتكلفة تزيد على 4 مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات