الديموقراطيون يستعجلون " عزل " ترامب ويطمحون لما هو أكثر

جي بي سي نيوز :- مضى الديموقراطيون قدما في مساعيهم لعزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بعدما رفض نائبه مايك بنس طلبهم بتفعيل التعديل 25 بالدستور الذي يخوله القيام بذلك.

ويبدو انهم يسعون الى ما هو أبعد من عزله اذا يطالبون بحرمانه من اي منصب رسمي مستقبلا في محاولة ربما للقضاء على مساعيه للترشح للرئاسة مجددا في 2024.

وبعد أسبوع من اقتحام انصار ترامب لمبنى الكونغرس في السادس من يناير الجاري والذي خلف خمسة قتلى في واشنطن، تمكن مجلس النواب الأميركي من تمرير مشروع قرار يقضي بتفعيل «التعديل 25» من الدستور الذي يطلب من نائب الرئيس بنس استخدام صلاحياته على الفور بموجب القسم الرابع من التعديل لإعلان ان ترامب غير أهل للمنصب.

وقال بنس في رسالة إلى نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب «لا أعتقد أن مثل هذا الإجراء يصب في مصلحة أمتنا أو يتفق مع دستورنا». ورغم رفض بنس رسميا اللجوء إلى التعديل 25، وافق عليه 223 عضوا مقابل رفض 205 أعضاء، وأصبح القرار الآن رمزيا.

واستباقا لرفض بنس، كانت الأكثرية الديموقراطية في مجلس النواب، طرحت «مساءلة» تتضمن اتهام ترامب بالتحريض على العنف وتعريض الأمن للخطر، وحظيت بدعم نحو 217 نائبا من الديموقراطيين، إضافة إلى حفنة من الجمهوريين.

وأكد نواب خلال جلسة مناقشــة بنـــود الاتهــام التصويت عليها أمس ان الحاجة مستعجلة لعزل الرئيس ترامب ويجب ان يخضع للمحاسبة.

وقال زعيم الأغلبية الديموقراطية ستيني هوير إن «أفعال الرئيس ترامب تستدعي ردا مستعجلا» واتهم ترامب بأنه «خرق القسم وحرض على التمرد المسلح وأفعاله تستدعي ردا مستعجلا». وأشار إلى أن هناك عددا من الجمهوريين الذين يعتقدون أن هذه الإجراءات ضرورية.

واشارة الى تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء المقبل، قال هوير «هناك وقت قصير متبق ولكن لم يفت الأوان بعد».

وأضاف «ما قام به الرئيس يستدعي العزل والحرمان من تقلد أي منصب حكومي في المستقبل». واتهم زعيم الأغلبية الديموقراطية ترامب بالقيام «بكل شيء من أجل تخويف المسؤولين الذين يكشفون الحقيقة».

وأعلن هوير قبل الجلسة وهو ثاني أهم شخصية ديموقراطية بعد بيلوسي، أن مجلس النواب يعتزم رفع بنود مساءلة الرئيس لمجلس الشيوخ في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع.

وأضاف في مقابلة مع (أم.إس.إن.بي.سي) «ليس هناك سبب يمنعنا من إرسالها هذا الأسبوع.. نعتزم فعل ذلك»، مشيرا إلى مناقشات مع رئيسة المجلس نانسي بيلوسي.

من جهتها، أكدت النائبة الديموقراطية جودي تشو «تعرضنا لهجوم من إرهابيين جندوا بالولايات المتحدة وترامب حرضهم ويجب عزله».

وظهرت مزيد من العلامات على تراجع سيطرة ترامب على حزبه، حيث اعلن عدد من النواب الجمهوريين التصويت لصالح مساءلة ترامب.

وقال النائب الجمهوري رودني ديفيس خلال الجلسة: ما رأيناه الأسبوع الماضي أفزعنا وقد أظهر للخصوم كيف يمكن استهداف الحكومة.

وقبل ذلك اعتبرت ليز تشيني، إحدى قادة الأقلية الجمهورية في مجلس النواب وابنة نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني «سأصوت لمصلحة توجيه قرار اتهامي إلى الرئيس».

وأضافت أن «هذا التمرد تسبب بسقوط جرحى وقتلى وبحصول دمار في قدس أقداس جمهوريتنا».

وأعلن أربعة نواب جمهوريين آخرين هم جيمي هيريرا بويتلر وجون كاتكو وآدم كينزنغر وفريد أبتون أيضا التصويت لصالح المساءلة.

وعلى عكس الإجراء الاعتيادي، لم يحث زعماء الجمهوريين في المجلس نوابهم على التصويت ضد عزل ترامب وقالوا إنها مسألة ترجع إلى ضمير كل فرد.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ سعيد بحملة الديموقراطيين لمساءلة ترامب، في مؤشر جديد على أن الحزب الجمهوري يتطلع للتخلي عنه بعد تحريضه انصاره على اقتحام الكونغرس.

وبذلك يصبح الرئيس الأميركي الخامس والأربعون أول رئيس في التاريخ يواجه مرتين نص اتهام في الكونغرس ضمن إجراء عزل خلال ولايته الأول.

ومن شأن تصويت أغلبية في المجلس لصالح المساءلة أن يؤدي تلقائيا إلى محاكمة الرئيس أمام مجلس الشيوخ الذي لايزال يسيطر عليه الجمهوريون، رغم أنه لم يتضح ما إذا كانت مثل هذه المحاكمة ستجرى في الوقت المناسب لإخراج ترامب من البيت الأبيض قبل تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه في 20 الجاري.

ويتعين موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لإدانته، وهو ما يتطلب موافقة 17 جمهوريا على الأقل من أعضاء المجلس المائة لصالح الإدانة.

وفي أول ظهور علني له منذ الاقتحام، لم يبد ترامب أي ندم على خطابه الذي أدلى به الأسبوع الماضي ودعا فيه أنصاره للاحتجاج على فوز بايدن بالزحف إلى الكابيتول.

فقد قال للصحافيين «ما قلته كان ملائما تماما». وقال نواب جمهوريون يعارضون مساعي المساءلة إن الديموقراطيين يبالغون نظرا لأن ترامب على وشك ترك السلطة.

واعتبر النائب الجمهوري جيم جوردان، الذي كان حليفا رئيسيا لترامب أثناء مساءلته في 2019 بسبب تشجيعه حكومة أوكرانيا على فتح تحقيق لإلحاق ضرر سياسي ببايدن «ما ذهب إليه هذا الأمر مخيف جدا، لأن الهدف أكبر من مساءلة رئيس الولايات المتحدة. الهدف إلغاء الرئيس وإلغاء كل من يختلفون معكم».

ومع ذلك، كان ترامب مازال مقتنعا بأن أحدا لن يعجل بمغادرته البيت الأبيض حتى نهاية فترة ولايته في 20 يناير وقال ان احتمالات عزله معدومة.

ومن ألامو في ولاية تكساس، حاول اتخاذ موقف أقل عدوانية مما كان عليه الأسبوع الماضي مستحضرا وقت «السلام والهدوء».

كذلك، رأى أن الإجراء الذي يستهدفه مجرد مناورة من الديموقراطيين، وهي «استمرارا لأكبر حملة مطاردة في التاريخ» لكنه حذر من انها قد تتسبب في «غضب هائل».

وسائل اعلام امريكية