ليبيا.. حكومة الوفاق ترد على تهديدات حفتر وواشنطن تدعو لمواصلة العملية السياسية
جي بي سي نيوز :- ردت حكومة الوفاق الوطني الليبية على تهديدات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بإشعال حرب جديدة في البلاد، وأكدت استعدادها لصد أي عدوان محتمل، في حين دعت واشنطن إلى مواصلة العملية السياسية وتنظيم انتخابات عامة في ليبيا أواخر العام المقبل.
فبعد التصريحات التي أطلقها حفتر أمس الخميس في بنغازي خلال مشاركته في عرض عسكري بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا -والتي تضمنت دعوة إلى مواجهة عسكرية مع القوات التركية في ليبيا- رد وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش بالقول إن الحكومة المعترف بها دوليا لن تسمح بتكرار سيناريو الهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس ومدن أخرى بالغرب الليبي في أبريل/نيسان 2019، والذي انتهى بهزيمة قواته في يونيو/حزيران الماضي.
وفي تصريحات لقناة ليبيا الأحرار الخاصة، رفض النمروش تلك التصريحات، وقال إن قوات الوفاق ما زالت حتى الآن تحترم اتفاق وقف إطلاق النار برعاية المجتمع الدولي، متهما اللواء المتقاعد بأنه حاول مرارا خرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلال محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5).
وأضاف أن حفتر يواصل حشد القوات، مشيرا بذلك إلى ما سبق أن أعلنته حكومة الوفاق عن إرسال تعزيزات جديدة من المرتزقة الروس والسوريين والتشاديين إلى سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) والجفرة التي تقع جنوبا (وسط ليبيا)، وتضم قاعدة عسكرية مرتزقة من شركة فاغنر الروسية وطائرات حربية نشرتها روسيا قبل أشهر من الآن.
وأكد الوزير الليبي أن تعليمات صدرت لقوات الوفاق بالاستعداد التام وانتظار تعليمات فايز السراج القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الرئاسي للتعامل والرد على مصادر النيران في المكان والزمان المناسبين دون هوادة.
كما قال النمروش إن أي حل سياسي في ليبيا لن يكون طرفا فيه مجرمو حرب كانوا سببا في كل المجازر والدمار، وأكد أن حكومة الوفاق لا يمكن أن تقبل بأي مبادرة تعطي غطاء للجرائم التي ارتكبها حفتر خلال هجومه على طرابلس ومدن أخرى في الغرب الليبي، بما في ذلك عمليات القتل وزرع الألغام.
وفي مقابلة مع الجزيرة مساء أمس اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري اللواء المتقاعد خليفة حفتر المنصب من قبل برلمان طبرق قائدا عاما للجيش بالسعي لإشعال حرب جديدة، قائلا إنه أصبح خارج التسوية السياسية.
وفي كلمة ألقاها أمس في بنغازي قال حفتر إن المواجهة مع من وصفه بالمستعمر التركي وجنوده تلوح في الأفق القريب.
وطالب حفتر قواته بالاستعداد لما وصفها بالمواجهة الحاسمة المقبلة لطرد المستعمر، حسب تعبيره.
ومنذ تدخل الجيش التركي دعما لقوات حكومة الوفاق بموجب اتفاقية أمنية وعسكرية بين أنقرة وطرابلس أطلق حفتر تهديدات مماثلة، وردت تركيا بتحذيره من أنه سيكون هدفا مشروعا لها في حال تعرضت مصالحها في ليبيا لأي هجوم من قبله.
الهدنة والانتخابات
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن واشنطن مهتمة بشكل خاص بقرار تنظيم انتخابات عامة في ليبيا في اليوم الوطني الليبي من العام المقبل.
وأضاف بومبيو في بيان هنأ فيه رئيس الوزراء الليبي فايز السراج بمناسبة العيد الوطني لليبيا أن واشنطن تدعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا والمضي قدما في العملية السياسية.
وتابع أن واشنطن تدعم ليبيا آمنة ومزدهرة وموحدة في حكومة شاملة تصون أمن البلاد وتلبي مطالب الليبيين الإنسانية الاقتصادية.
وتأتي تصريحات الوزير الأميركي فيما تواجه العملية السياسية في ليبيا شبح الانهيار في ظل اتهامات متبادلة بين حكومة الوفاق وحفتر بالتحضير لعمل عسكري حول سرت والجفرة، وفشل الأطراف المتحاورة في الاتفاق على تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
وكانت جولة الحوار السياسي -التي عقدت الشهر الماضي في تونس برعاية أممية- شهدت اتفاقا على تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، فيما شددت قوى ليبية على أن تكون الأولوية لتنظيم استفتاء على مشروع الدستور الحالي.
وكان السراج عبر أمس عن أمله في تنظيم الانتخابات في الموعد المتفق عليه.
وقال إن بلاده تواجه تحديات ومخاطر عدة تستدعي توحيد الجهود وإعادة بناء المؤسسة العسكرية لتكوين جيش وطني مهني تحت مظلة دولة مدنية.
المصدر : الجزيرة + وكالات
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews