نصر الله: نلتزم بما تحدده الدولة في ترسيم الحدود مع إسرائيل

جى بي سي نيوز :- أعرب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، عن سروره “بالسقوط المذل” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكنه حث الحلفاء الإقليميين على توخي الحذر من أي “حماقة” أمريكية أو إسرائيلية خلال الفترة المتبقية من ولايته.

ووصف نصر الله إدارة ترامب بأنها “من بين الأسوأ إن لم تكن الأسوأ” في الولايات المتحدة، لكنه قال إن الرئيس الأمريكي الجديد لن يغير سياسات واشنطن الموالية لإسرائيل في الشرق الأوسط.

جاء ذلك في خطاب تلفزيوني نصرالله، مساء الأربعاء، للتحدث في ذكرى “يوم الشهيد”، وتناول فيها عدد من الملفات أبرزها ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل والمناورة الإسرائيلية ونتائج الانتخابات الأمريكية والعقوبات الأمريكية.

ترسيم الحدود

وأكد نصرالله في مسألة الترسيم أن “المقاومة تلتزم بما تحدّده الدولة اللبنانية في موضوع الترسيم وبالتالي تساعد مع الجيش اللبناني في تحرير أي ارض محتلة”. وقال “منذ التحرير قلنا إن ترسيم الحدود لا شأن لنا به لأن هذه المهمة هي مسؤولية الدولة التي تقرّر أين هي الحدود البرية والبحرية للبنان”، موضحاً أنه “نتيجة وجود النفط بدأ الحديث بشكل حيوي حول ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة”. وأشار إلى أن “الرئيس نبيه بري هو من كان يقوم بإدارة مساعي التفاوض وكنا نحن كمقاومة قد وافقنا على ذلك لكي يتم الترسيم من أجل البدء بالتنقيب عن النفط “. وأكد أن “المفاوضات هي لترسيم الحدود فقط وليس لأي مقدمة أخرى، وقد أكدنا سابقاً على ضرورة اقتصار قضية ترسيم الحدود على الموضوع التقني فقط”، ولفت إلى أن “البعض حاول ربط قضية ترسيم الحدود بأنه بداية للتطبيع مع إسرائيل، وهذا كلام لا قيمة له وهدفه التغطية على التطبيع الذي تقوم به دول عربية مع الكيان الإسرائيلي”، مشدداً على أن “الحديث عن توجّه حزب الله للتطبيع مع إسرائيل هو مجرد أكاذيب وتزوير ولا يستحق النفي من قبلنا”.

وتحدث نصرالله عن أن إدارة ملف التفاوض هي لدى الرئيس ميشال عون، و”نحن لدينا كامل الثقة بفخامة الرئيس ونحن نعرف صلابته وحرصه على السلامة الوطنية وعلى تحصيل حقوق لبنان، وقد اختلفنا مع الرئيس عون على أن يكون الوفد اللبناني عسكرياً وكذلك الوفد الإسرائيلي وذلك من أجل أن لا يكون هناك أي تلميح أو شبهة”، لكنه استطرد قائلا “لدينا الثقة بالرئيس والوفد اللبناني يلتزم بالضوابط والرئيس عون يوجّهه بطريقته ونحن يهمّنا أن يحصل لبنان على حقوقه”، وأضاف “على الوفد اللبناني أن يعلم أنه يمتلك عناصر قوة وهو ليس في موقع ضعف ومن يريد أن يمنعنا من الاستفادة من نفطنا نستطيع أن نمنعه بالمقابل”.

مناورة إسرائيلية

وتطرق نصرالله للمناورة الإسرائيلية الأخيرة حيث تم الحديث عن جهوزية إسرائيلية لعمل ما في لبنان أو الجولان. وقال في هذا الإطار”المقاومة في لبنان تنقل للمرة الأولى إسرائيل من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع”. ورأى في “إصرار العدو على المناورة تأكيداً لحقيقة لطالما تحدث عنها جنرالات إسرائيليون هي أن القوات البرية الإسرائيلية تعاني من أزمة حقيقية وعميقة، وهناك أزمة جهوزية وأزمة ضباط ومقاتلين على المستوى النفسي والروحي”. واعتبر أن القوة البحرية الاسرائيلية “ستكون أعجز مما سبق، وأن سلاح الجو وحده غير قادر على صنع انتصار أو حسم معركة”. وكشف “أن المقاومة في لبنان كانت في حالة استنفار وجهوزية، بحيث إذا فكّرت اسرائيل في ارتكاب أي حماقة فسيكون ردّنا سريعاً”، مشيراً إلى أنه “كان استنفار لدى المقاومة دون أن يشعر الشعب اللبناني في القرى والبلدات بأي شيء وهذا ما يميّز هذه المقاومة”.

الانتخابات الأمريكية

وفيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، أعرب نصرالله عن فرحه “للسقوط المذلّ لترامب نتيجة جرائمه وقتله للقائد الكبير قاسم سليماني”. لكنه قال “مصيبتنا في المنطقة أن السياسة الأمريكية هي سياسة إسرائيلية وهي من الثوابت أكان الرئيس الأمريكي جمهورياً أم ديموقراطياً، ولذلك تعليق آمال على السياسات الأمريكية في المرحلة المقبلة غشّ للذات”. وأضاف “مع خروج ترامب يسقط أحد الأضلاع الثلاثة لصفقة القرن التي يمثلها إلى جانب نتنياهو وبن سلمان”. ودعا “محور المقاومة الى جهوزية عالية لرد الصاع صاعين في حال حصول أي حماقة أمريكية أو إسرائيلية”، معتبراً “أن كل الاحتمالات مفتوحة خلال هذين الشهرين وأدعو المقاومة إلى الحذر واليقظة والاستعداد لمواجهة اي خطر”.

العقوبات

تناول الأمين العام لحزب الله مسألة العقوبات الأمريكية “بعد فشل محاولاتهم لإحداث الفتنة”، وقال “يوم حُجز سعد الحريري في السعودية كان الهدف إستهداف سلاح المقاومة وفشل المشروع”. وأكد أن الأمريكيين بدأوا منذ 3 سنوات مشروعهم لتأليب بيئة المقاومة عليها. وبعد اتهام السفارة الأمريكية بأنها “هي التي كانت تدير وتموّل الجمعيات الأهلية غير الحكومية”، عرض لفرض العقوبات وقال “بالنسبة لحزب الله أفرضوا العقوبات التي تريدونها وهذا لا يقدّم ولا يؤخّر وليس لدينا اموال بالخارج بل نحن سكان هذا البلد نسكن فيه والقناعة كنز لا يفنى ولدينا ايمان بالقضية التي نضحّي لأجلها”. ورأى في وضع على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وضع الوزير جبران باسيل على لائحة العقوبات بأنه “ضمن مسار أمريكي بدأ بالوزيرين على حسن خليل ويوسف فنيانوس”، مشيراً الى “أن البعض في الداخل اللبناني حرّض الأمريكيين على فرض عقوبات على الوزير جبران باسيل لحسابات شخصية وسياسية”. وكشف أن الوزير باسيل “أبلغني أن الأمريكيين خيّروه بين إنهاء التحالف مع حزب الله ووضعه على لائحة العقوبات، وقال لي إنني على خياراتي ولن أترك هذا التحالف لأن ذلك يمسّ بخياراتنا واستقلالنا ومصلحة البلد. وأبلغت الوزير باسيل أننا نتفهّم أي موقف للتيار الوطني الحر نتيجة الظروف التي تفرضها العقوبات وهو كان خياره مصلحة لبنان”. ونوّه يشجاعة باسيل وموقفه الوطني والشريف والمقدّر، سائلاً “بأي حق للولايات المتحدة تصنيف الناس وهي رأس الارهاب ورأس الفساد”.