قره باغ.. أذربيجان تؤكد سيطرة قواتها بالجبهات وروسيا تدرس عرضا إيرانيا لوقف الحرب

جي بي سي نيوز :- أكدت أذربيجان أن لقواتها اليد الطولى في جبهات القتال بإقليم ناغورني قره باغ، وسط معارك وقصف متبادل مع القوات الأرمينية. وفي وقت دعت إيران إلى وقف هذه الحرب، قالت موسكو إنها تدرس مبادرة طهران لتسوية النزاع.

فقد قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية اليوم في بيان إن المعارك تتركز الآن في جبهات أغديرا وخوجانفيد وزينكيلان وقوبادلي.

وأضافت وزارة الدفاع الأذرية أن قواتها أجبرت القوات الأرمينية على التراجع في بعض ميادين الجبهة بعد تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري، مشددة على أن قواتها ملتزمة بقواعد الاشتباك.

كما أكدت إسقاط طائرة أرمينية مسيرة صباح اليوم، وقالت أيضا إن الوضع على الجبهة تحت سيطرة الجيش الأذربيجاني.

وفي المقابل، تقول أرمينيا إن القوات الانفصالية الموالية لها تصد الهجمات الأذربيجانية.

ومن جانبه أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أمس أن قوات بلاده استعادت 6 قرى جديدة، وكان قد دعا قبل ذلك أرمينيا للاعتراف بالهزيمة والانسحاب من الأراضي الأذربيجانية التي تحتلها.

ومنذ اندلاع الحرب الجديدة في قره باغ، والتي أوقعت حتى الآن ما لا يقل عن 1300 قتيل معظمهم من العسكريين الأرمن، تمكنت القوات الأذرية من استعادة السيطرة على 4 مدن بينها فضولي وقوبادلي و3 بلدات ونحو 200 قرية، فضلا عن تلال إستراتيجية. وفي وقت سابق أكد علييف أن قواته باتت تسيطر على حدودها مع إيران.

وكانت القوات الأذربيجانية تقدمت مؤخرا لتصبح على بعد كيلومترات قليلة من مدينة شوشي الإستراتيجية، وحينها حذر قائد أرميني من أن سقوط المدينة يعني خسارة الإقليم برمته.

قصف متبادل
ومع استمرار المعارك، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن الجانب الأرميني استهدف مواقع قواتها وبعض التجمعات المدنية في وقت مبكر اليوم وخلال الليلة الماضية.

وكانت أرمينيا اتهمت أمس القوات الأذربيجانية بقصف بلدة داخل أراضيها مما أسفر عن مقتل مدني، ولكن باكو نفت مرارا تنفيذ أي عمليات داخل الأراضي الأرمينية.

وتقول باكو إن يريفان تريد عبر هذه الاتهامات استدراج روسيا للتدخل عسكريا إلى جانب أرمينيا التي تربطها بها معاهدة دفاع مشترك.

وقد شجبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه أمس ما وصفتها الهجمات العشوائية المستمرة على المناطق المدنية، محذرة أرمينيا وأذربيجان من أن مثل هذه الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب.

كما أعربت باشليه عن قلقها بشأن مشاهد فيديو "مقلقة للغاية" تظهر القوات الأذربيجانية وهي تعدم جنديين أرمينيين أسيرين.

من جانبها، جددت الخارجية الأرمينية تحذيرها مما وصفتها بقضية استقدام المقاتلين الأجانب من قبل تركيا للقتال في الإقليم.

وقالت الخارجية الأرمينية إن ذلك يكشف عن نية القيادة التركية والأذرية لإعطاء الصراع طابعا دينيا.

روسيا وإيران

في الأثناء، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم إلى وقف الحرب في إقليم ناغورني قره باغ، وعودة الأراضي المحتلة لأذربيجان، وضمان الأمن للأرمن هناك.

وأعلن خامنئي رفضه وجود من سماهم "إرهابيين" على حدود بلاده، قائلا إن طهران سترد بقوة عليهم إذا اقتربوا من الحدود.

من جهتها، قالت الخارجية الروسية اليوم إن من المبكر الحديث عن لقاء ثان في العاصمة بين وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا.

وأضافت الخارجية الروسية أن موسكو تدرس بعناية المقترح الإيراني لتسوية النزاع في قره باغ.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال أمس إن مبادرة بلاده لتسوية أزمة قره باغ تسعى لإنهاء ما وصفه باحتلال الأراضي، وانسحاب المحتلين منها، وضمان حقوق المدنيين.

وأضاف ظريف أن هذه المبادرة لا تسعى لإيجاد وقف مؤقت لإطلاق نار فحسب، بل لحل الأزمة في الإقليم بشكل نهائي، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر "ردود أصدقائنا من أرمينيا وأذربيجان وروسيا وتركيا".

وفي إطار المساعي لتسوية النزاع، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس محادثات هاتفية مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، ومع الرئيس الأذري.

يشار إلى أن علييف أكد مرارا أن "الحل يكمن في انسحاب أرمينيا من كل الأراضي الأذربيجانية المحتلة" منذ الحرب التي وقعت مطلع تسعينيات القرن الماضي، وخلفت 30 ألف قتيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات