استخدام أسلحة الناتو في هجمات ضد روسيا يثير أسئلة حول سيطرة أوكرانيا
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن استخدام أسلحة الناتو في ضربات ضد روسيا يثير أسئلة حول سيطرة أوكرانيا على الأسلحة التي أرسلها الغرب إليها. وفي تقرير أعده أليكس هورتون وجون هدسون وصمويل أوكفورد قالوا إن المقاتلين الروس الذين تعاونوا ضد موسكو ونفذوا عمليات حدودية من أوكرانيا في منطقة بيلغورد الروسية الأسبوع الماضي، استخدموا أربع عربات تكتيكية أرسلتها الولايات المتحدة وبولندا إلى أوكرانيا، حسب قول مسؤولين أمريكيين. وهو ما يثير أسئلة حول الاستخدام غير المقصود للأسلحة التي زود بها الناتو أوكرانيا والتزام الأخيرة بتأمين المواد التي حصلت عليها من داعميها.
وبحسب مصادر أمنية عليمة، لم يكشف عن المعلومات هذه من قبل، فقد استخدم المقاتلون المعادون لروسيا ثلاث عربات مقاومة لحقول الألغام وتعرف العربات المحمية من كمائن الألغام أو أم أر إي بي ومصدرها من الولايات المتحدة أما العربة الرابعة فقد أرسلتها بولندا. وحمل المقاتلون معهم بنادق مصنعة في بلجيكا وجمهورية التشيك، وعلى الأقل سلاحا مضادا للدبابات من نوع إي تي-4 وتستخدمه القوات الأمريكية والغربية، وذلك حسب صورة تأكدت من صحتها “واشنطن بوست”.
ويؤكد المسؤولون الأمريكيون والغربيون أن أوكرانيا لديها سجل في متابعة الأسلحة التي تقدر بمليارات الدولارات الأمريكية وتدفقت إلى البلد. ويقول داعمو كييف إن المسؤولين يمنعون استخدام الأسلحة الغربية والمعدات لاستهداف التراب الروسي. إلا أن العملية الأخيرة في روسيا تؤكد كيف يتم تداول الأسلحة من يد إلى أخرى وبطرق غير متوقعة، بشكل خلق تحديا يتعلق بالرقابة لا يريد أحد في واشنطن أو كييف الاعتراف به.
وسيطر الروس على صاروخين مضادين للدبابات من نوع أم أر إي بي، بحسب الصور التي فحصتها “واشنطن بوست”. وقام بالهجوم “فيلق روسيا الحرة” ومجموعة أخرى “فيلق المتطوعين الروس” وهم مقاتلون روس يعارضون فلاديمير بوتين ومن بينهم مواطنون روس يقولون إن هدفهم تحرير وطنهم. ومن بينهم أشخاص يحملون مواقف متشددة ومؤيدة للنازيين الجدد.
وقال إيليا بونوماريف، المنسق السياسي لفيلق روسيا الحرة إن جماعته هي جزء من الفيلق الدولي، وهو مجموعة من المتطوعين من مختلف الجنسيات والذين تشرف عليهم القوات الأوكرانية. أما فيلق المتطوعين الروس فهو مجموعة مستقلة وإن كان بعض أفرادها مرتبطا بالفيلق الدولي، ولم يرد هذا على أسئلة الصحيفة للتعليق.
وجاء هجوم الأسبوع الماضي وسط توقعات بعملية أوكرانية محتومة، وتبعتها ضربة بمسيرة ضد موسكو وقصف شديد على بيلغورد. وأعلن فيلق المتطوعين الروس مسؤوليته يوم الخميس عن ضربة أصابت العمق في بيلغورد. وفي رسالة عبر الفيديو وضعته المجموعة على حسابها في تيلغرام أعلن المقاتلون عما أسموه “المرحلة الثانية” من العمليات داخل روسيا. وأعلن فيلق روسيا الحرة عن إصداره فيديو يوم الخميس أظهر هجمات للقوات الروسية والذي تأكدت “واشنطن بوست” بأنه بعيد عن نوفايا تافولجنكا التي تبعد ميلا بمنطقة بيلغورد.
وفي يوم الجمعة نشرت المجموعة شريط فيديو لدبابة قالت إنها تعمل في المدينة وإنها تخوض قتالا. وقال المسؤولون في بيلغورد إن المناطق الحدودية ظلت تحت القصف وتحدثوا عن مقتل شخصين. ووصف المسؤولون المحليون والصحافيون في المنطقة موجة الغارات على المنطقة بأنها الأكبر منذ بداية الحرب العام الماضي. واندلع حريق في بنايتين سكنيتين في شيبكينو، حسبما كتب حاكم بيلغورد فياتشسلاف غلادكوف على حسابه في تيلغرام، مضيفا أن 850 قذيفة هاون ضربت المنطقة منذ يوم الخميس. وتم إجلاء آلاف السكان من بيوتهم حسب الصحافة المحلية، ورد آخرون بالغضب من عدم تحرك المسؤولين. وقال أحد سكان شبيكينو “لقد أجبرنا على ترك بيتنا وهربنا من القصف ولجأنا إلى أصدقائنا. وعدنا يوم أمس لأخذ كلابنا ولم يسمحوا لنا”.
وفي موسكو واصل المسؤولون تقديم صورة عن الهدوء. ولم يشر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى الوضع خلال لقائه مع الصحافيين. وعندما سئل عن الأسلحة الأمريكية في الأراضي الروسية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “لا تشجع الولايات المتحدة ولا تساعد على العمليات داخل روسيا. وكنا واضحين بأننا لا ندعم استخدام السلاح الأمريكي في هجمات داخل روسيا، بما في ذلك مع الأوكرانيين كما حدث في الأسبوع الماضي. وتركيزنا هو دعم أوكرانيا بالمعدات والتدريب الذي تحتاجه من أجل استعادة سيادتها على أراضيها وهو ما فعلناه”.
وقال مسؤول أمريكي “كل بلد يتخذ قراراته السيادية حول الدعم الذي يقدمه لأوكرانيا وما هي الشروط التي يضعها”. و”طلب الكثيرون نفس ما طلبناه من الأوكرانيين”. وأحال متحدث باسم القوات المسلحة أسئلة الصحيفة إلى الاستخبارات العسكرية التي لم ترد. واعترف بونوماريف بأن العربات أمريكية لكن تداولها من يد إلى أخرى جعل من استخدامها داخل روسيا مقبولا. وقال إنهم استخدموا “غنائم” أخذها الجيش الروسي من الأوكرانيين واحتفظوا بها.
وقال فيلق المتطوعين الروس في بيان للصحيفة إنهم لم يستخدموا معدات أجنبية في عملياتهم، لكن صورا أرسلت إلى الصحيفة تظهر أن مقاتليهم كانوا يحملون بنادق بلجيكية وتشيكية الصنع. وقدمت بلجيكا والتشيك أسلحة لأوكرانيا ومن المحتمل أن هذه الأسلحة وقعت في أيدي المقاتلين الروس حسب أندرو غالير، وهو خبير بالأسلحة بمجموعة جينز. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع البلجيكية تقديم معلومات حول كيفية وصول كميات كبيرة من الأسلحة إلى المقاتلين الروس أو يحدد واحدة من الأسلحة التي وفرتها الصحيفة له. واكتفى بالقول “يتم إرسال الأسلحة دائما إلى السلطات المسؤولة والجيش النظامي المسؤول عنها”. ولم ترد سلطات الدفاع في جمهورية التشيك.
ولم تسجل أية أحداث بشأن خرق اتفاقيات الدعم العسكري، لكن الحادثة تثير أسئلة حول المحاسبة وإن كانت الولايات المتحدة ستتسامح مع هذا. وقال مارك كانيكان، المتقاعد من المارينز والمستشار البارز في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية إن الأوكرانيين “متواطئون هنا” وإن “الولايات المتحدة أظهرت مواقف خلافا لسياستها”.
واشنطن بوست
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews