37 سنة في الأسر و”لن يعيش أكثر من عامين”: هل يعيد وليد دقة سيناريو خضر عدنان؟
قبل نحو شهرين أنهى وليد دقة قضاء كامل العقاب الذي فرض عليه، 37 سنة على مشاركته في خلية قتلت الجندي موشيه تمام في 1984. تبقت له الآن سنتان ونصف في السجن، بعد أن أدين على دوره في تهريب الهواتف الخلوية إلى السجن من قبل النائب السابق باسل غطاس. هو السجين الأقدم، وأحد القلائل الذين لا يزالون محبوسين منذ قبل اتفاقات أوسلو.
دقة مريض بمرض دم خبيث. في الأسابيع الأخيرة، نقل إلى مستشفى “أساف هروفيه”، وكان يوضع على أجهزة التنفس بين الحين والآخر. في الأيام الأخيرة، أعيد إلى المركز الطبي التابع لمصلحة السجون، وقضى ضابط الطب هناك في فتواه بأن أيامه معدودة وأن حياته معرضة لخطر حقيقي. وفي بعض الفتاوى التي رفعت، تقرر أنه تبقت له سنتان للعيش في أقصى الأحوال.
كل هذه التفسيرات لم تهم الدولة، التي أعلنت من خلال النيابة العامة بأنه “جدير بأن تفسر عبارة “أيامه القليلة بشكل دينامي يأخذ بالحسبان أيضاً خطورة الجريمة”. من خلف هذه الصياغة التي تتجمد لها الدماء تختبئ حملة الضغط من أبناء عائلة “تمام” الذين يضغطون بكل سبيل ممكن لعدم تحرير دقة من السجن.
ينبغي احترام مشاعر العائلة الثكلى، لكن اعتباراتها لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تكون الوحيدة هنا. لدقة عائلة أيضاً – امرأة تزوجها وهو من خلف القضبان، بل وأنجبت طفلة من نطفة هربت إلى خارج السجن، ولم يحظَ بتربيتها. جدير مراعاة مشاعرهم أيضاً.
تنعقد اليوم لجنة الإفراجات للبحث في قضيته. في العام 2014 كان دقة يوشك على أن يتحرر من السجن في إطار النبضة الثالثة، لكنها ألغيت في اللحظة الأخيرة بسبب اعتبارات سياسية. منذئذ انقضت تسع سنوات أخرى مكث فيها في السجن. فضلاً عن الظلم البنيوي للسجناء الأمنيين ممن لا يتلقون أي إجازة أو حتى مكالمة هاتفية إلى بيوتهم، فإن المدة الزمنية التي حبس فيها دقة شاذة جداً حتى لمن أدين بالقتل.
ثمة زمن يتعين فيه على الدولة أن تبدي بعضاً من الرحمة والإنسانية حتى لأسوأ أعدائها. 37 سنة في السجن هي معظم حياة رجل ابن 61 كدقة، أيامه معدودة. محظور أن يموت في السجن، ليس فقط من الجانب الإنساني بل أيضاً من الجانب السياسي والأمني: فقد سبق أن رأينا ما حصل حين سمحت إسرائيل بموت خضر عدنان. فقد أعطى الأمر الإشارة لبدء جولة قتال أخرى مع “الجهاد الإسلامي”.
لا حاجة لتسويغ أفعال دقة كي نفهم بأن حان وقت خروجه إلى الحرية. فقد عوقب بما يكفي ويزيد.
أسرة التحرير - هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews