الغرب يراقب بقلق الخطوة المقبلة لأردوغان
نشر موقع “بوليتكو” تقريرا تساءل فيه عن الخطوة القادمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي التقرير الذي أعدته إليشين بورازلر قالت فيه إن الرئيس أردوغان وطد من هيمنته على السياسة التركية بعد عقدين من الحكم بفوزه في انتخابات يوم الأحد، والسؤال الذي يواجه تركيا وبقية العالم، ما هي الخطوة القادمة للرجل القوي؟
باعتباره زعيما لقوة حيوية في الناتو، تربط أوروبا والشرق الأوسط، إن تأثير أردوغان الدولي مهم، ولكن في الداخل يعاني اقتصاد البلاد من مشاكل وتضخم عال، وعليه فمهمته في الداخل صعبة.
وكانت انتخابات الاحد أكبر تحد لحكمه حتى الآن، فهو أهم زعيم تركي بعد مصطفى كمال أتاتورك الذي بنى تركيا الحديثة قبل 100 عام. وفاز بنسبة 52% مقابل 48% في حملة عززت حكمه الأتوقراطي. وقال إمير بيكر، مدير مجموعة أوراسيا- فرع أوروبا ” تظهر النتائج أن الرئيس يستطيع استخدام سياسة الهوية من أجل الفوز، رغم الأوضاع الاقتصادية التي تعتبر الأسوأ منذ أزمة عام 2001″. في إشارة للأزمة التي جلبت أردوغان للحكم.
ويقول نقاد الرئيس إن انتصاره يعكس سيطرته على موارد الدولة ويتهمونه بجعل البلد ديكتاتوريا،عبر تأثيره على كل المؤسسات الإعلامية وسجن المعارضين البارزين ورموز المجتمع المدني. وعبروا عن مخاوفهم من أن خمسة أعوام أخرى لأردوغان قد تؤدي إلى ضرب الديمقراطية التركية. ويرد أنصار أردوغان أن نتائج الإنتخابات تعكس شكر الأتراك لحكم أردوغان على مدار عشرين عاما، كرئيس للوزراء ثم كرئيس. ويقولون إن البلد أقوى مما كان عليه قبل عشرين عاما، نظرا للنمو الإقتصادي وتحسن البنى التحتية والدور الناشط في شؤون العالم، إلى جانب عدم تردد الرئيس من اتخاذ مواقف مستقلة عن الغرب، رغم وضعية تركيا كعضو مؤسس لحلف الناتو.
ويقول بيكر الذي يتحدث عن مجتمع تركي منقسم بين أنصار أردوغان ومعارضيه إن انتصاره يعكس”الكيفية التي وطد فيها قاعدته وأن نصف الناخبين هم من يتخذون القرارات وعلى مدى عقدين”. ولاحظ أن أردوغان وفي كل حملة انتخابية تبنى الخط القومي المتشدد والمحافظ.
ولم يعبر أردوغان في خطاب النصر عن أي ميل للتنازل عن مواقفه وبخاصة في موضوع السياسي الكردي المعتقل، صلاح الدين دمرتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي والمرشح الرئاسي السابق.
لكن التحدي الاقتصادي يبقى خارج عن إرادته، وتعاني تركيا من معدلات تضخم عالية وصلت العام الماضي إلى أكثر من 80% وعملة ضعيفة، حيث وصلت قيمتها يوم الجمعة لأدنى مستوياتها أمام الدولار، ويواجه المصرف المركزي نقصا في الإحتياطي. والسؤال هو عن سماح تركيا بهبوط العملة بعد نهاية موسم الانتخابات أو أن الأسواق ستجبرها على ذلك، وهناك سؤال آخر يتعلق بسياسات اردوغان الإقتصادية وإن عاد إلى السياسات التقليدية أم سيواصل أسلوبه الحالي بالمزج بين سياسة النفقات العامة ومقاومة رفع الفائدة. ويرى عدد من الإقتصاديين أن محاولة الجمع بين الأمرين لا يمكن استدامته وقد يقود إلى أزمة في مرحلة ما بعد الإنتخابات حيث ستفقد الليرة مزيدا من قيمتها.
ولم يظهر أردوغان أي إشارة لتغيير موقفه، ففي خطابه بأنقرة وعد بالحفاظ على سعر الفائدة متدنيا من أجل إبقاء التضخم منخفضا، وهو رأي يراه الاقتصاديون غريبا. ولعل أهم تحد لأردوغان هو ما يعينه إعادة انتخابه لموقع تركيا في العالم. ففي ظل حكمه لعبت تركيا دورا مهما ومتحد في القضايا الحيوية، وليس أقل من الحرب الروسية ضد أوكرانيا، حيث رفضت تركيا فرض عقوبات على روسيا في أعقاب الغزو ولكنها لعبت دورا مهما في التفاوض على مرور شحنات الحبوب عبر البحر الأسود. وكعضو في الناتو وافقت على عضوية فنلندا في التحالف ولكنها لا تزال ترفض المصادقة على عضوية السويد.
ويتوقع بيكر من مجموعة أوراسيا أن تستمر العلاقات التركية- الروسية على مستواها القوي فيما ستظل أنقرة حليفا حيويا وإن كان صعبا للناتو. وسيوافق أردوغان على عضوية السويد حالة حصل على موافقة أمريكية لبيع مقاتلات اف-16 له. وستظل علاقة تركيا مع الاتحاد الاوروبية صعبة، ليس لأن الكتلة الأوربية تتهم أردوغان بتقويض حكم القانون في بلده بل ولتهديده بإرسال ملايين اللاجئين إلى القارة.
وقال أردوغان في خطابه الصدامي “أرسلت تركيا رسالة إلى الغرب بهذه الإنتخابات” و “هذا البلد لا يبدو كما يقول الغرب لا عندما يقاتل الإرهاب ولا في تحديد سياساته الإقتصادية”. وبعد نهاية الإنتخابات، أصبح أردوغان قويا أكثر من الماضي، وسيراقب حلفاء تركيا بقلق إن كان سيحقق ما وعد أو ينفذ تهديداته.
بوليتكو
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews