Date : 26,04,2024, Time : 11:24:30 PM
3330 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 03 رمضان 1444هـ - 25 مارس 2023م 12:37 ص

مفتاح السلام الوحيد الذي بيد جين بينغ

مفتاح السلام الوحيد الذي بيد جين بينغ
علي الصراف

توحي الأوصاف التي يطلقها المسؤولون الصينيون والروس عن العلاقات بين بلديهما وكأنها تسبح في فضاء لا حدود له. تعابير من قبيل “تعميق الشراكة الشاملة” و”الشراكة بلا حدود” و”التوافق التام والشامل” تقدم تصورا يتعمد المبالغة للتغطية على شيئين كبيرين: الأول، هو أن البلدين ما يزالان على سطح الأرض. وهو ما يعني أن هناك توازنات قوى ومصالح تحد من قدرتهما على السباحة في فضاء بلا جاذبية. ومن هذه التوازنات والقوى، حقيقة أنهما لا يستطيعان العيش بمعزل عن الغرب. الولايات المتحدة، لو قررت أن تقاطع الصين كما تقاطع روسيا، فإن اقتصاد الصين سوف ينهار.

إعادة التذكير بالفائض التجاري مع الولايات المتحدة الذي يزيد عن 400 مليار دولار سنويا لصالح الصين، تفي بالغرض لبقاء الأقدام على الأرض. هذا الفائض يعادل بمفرده نحو 40 في المئة من إجمالي الفائض التجاري الصيني مع بقية دول العالم. هذا لكي تعرف أن الأقدام ليست على الأرض فقط. إنها تغوص عميقا بالطين.

لو شاءت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، أن تقاطع الصين، فإن أضرارا جسيمة سوف تلحق بها وبالعالم بأسره. هذا صحيح تماما. ولكن الحقيقة هي أنك إذا كنت تريد أن تدمر توازنات هذا العالم وتقيم عالما على مقاس حذاء فلاديمير بوتين فلسوف يكون من المناسب تماما للولايات المتحدة وحلفائها أن ترى انهيارا عالميا شاملا، على أن تسمح لبوتين بأن يفرض شروطه.

والثاني، هو أن شراكتهما التي “بلا حدود” لا تكفي لبناء نظام عالمي جديد. لن يُسلّم أحد لهما بذلك أصلا. وهما يدركان أنهما، حتى لو أقاما سوقا مشتركة، فإن ناتجيهما الإجمالي المشترك لن يرقى إلى مستوى الناتج الإجمالي الأميركي وحده، كما أن هذا الناتج لا ينطوي على تنوع يكفي لبناء عالم مستعد للانفصال عن العالم الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. والذين يدورون في فلكهما أقل من عدد أصابع اليد الواحدة. أما دول العالم الأخرى التي تقيم وشائج مفتوحة مع الجميع، فإنها لن تجد لنفسها مصلحة في انقسام عالمي جديد.

لو تُرك الأمر لعناد بوتين والذين يدورون من حوله، فإنه مستعد لعمل أي شيء. إلا أن الواقع واقع في النهاية. والرئيس شي جين بينع يعرفه جيدا. دفتر حسابات بلاده يخبره بذلك.

سوف يوقّع جين بينغ مع بوتين اتفاقات “عظيمة” و”تاريخية” و”شاملة” تحلّق بهما في فضاء كوني جميل. إلا أن هناك مفتاحا واحدا للسلام على الأرض، يمكنه أن يبرر رؤية النجوم تتلألأ حولهما. هذا المفتاح يتألف من جملة واحدة، إذا استخدمها جين بينغ، وألزم “صديقه العزيز” على القبول بها، فإن الطريق إلى استعادة الاستقرار سوف يُفتح من جديد. ولكنه إذا اكتفى باتفاقات التعاون التي هي “بلا حدود” فلسوف تظهر الحدود، وترتفع الأسوار بين الصين وروسيا من جهة، وبين العالم الغربي برمته من جهة أخرى.

تلك الجملة يجب أن تدعو إلى “انسحاب روسيا إلى حدود 24 فبراير 2022”.

الغموض الذي تعمدته مبادرة النقاط الـ12 التي طرحها جين بينغ قبل أسابيع أسقط قيمتها عندما اقتصر على القول بـ”احترام ميثاق الأمم المتحدة”. هذا الميثاق ينص على احترام وحدة وسيادة الدول، ولا يجيز احتلال الأراضي بالقوة. ولكن جين بينغ أبقى مسافة القول أقصر مما يجب.

الانسحاب إلى حدود 24 فبراير 2022 هو الحد الأدنى المقبول لاستئناف مباحثات سلام تتناول القضايا الأمنية الأخرى. لن تشمل هذه الدعوة انسحابا من شبه جزيرة القرم، مما يوفر مهربا معنويا لبوتين. ولسوف يظل من الممكن بالنسبة إلى أوكرانيا أن تقبل بإرجاء البحث في مستقبل القرم، على اعتبار أنه يرتبط بسجال العلاقات التاريخية بين روسيا وأوكرانيا. ولكن لا شيء أقل من أن تستعيد أوكرانيا سيادتها على أراضيها كما تقرّرها وثائق الأمم المتحدة.

هذا المفتاح هو الوحيد. وهو الأخير أيضا. فإذا ما فشل جين بينغ باستخدامه، أو عجز عن أن يقنع به “صديقه العزيز”، فإن الطريق إلى الجحيم سيكون مفتوحا على الممرّين معا.

لا تجوز التمنيات بالأسوأ. ولكن الفشل هو ما يبرّرها. عالمٌ يفرض فيه المستهترون شروطهم يستحق أن يتهدم على رؤوسهم. بلدٌ مثل روسيا هو الأكبر مساحة على سطح الأرض ليس في حاجة إلى أن يتمدد إلى أراضي دول مجاورة. بوتين لم يفهم أن عالم الإمبراطوريات القديمة قد زال. وككل مَنْ لا يفهم فمن الصحيح والمنطقي والواجب أن يدفع الثمن. الإمبراطوريات الحديثة ليست إمبراطوريات توسع في الأراضي. إنها إمبراطوريات توسع في العلم والتكنولوجيا والمال والنفوذ الدبلوماسي. وحيث أن الكرملين تحول إلى مجلس مستهترين مستعدين لاستخدام أسلحة نووية، لأجل كسب شبرين إضافيين من الأرض، فإن هذا المجلس يحسن أن يساق إلى النهاية التي اختارها المستهترون لأنفسهم.

هم لم يتركوا للعالم خيارا عندما أهانوا شعبا في الجوار، وعندما قرروا سحقه وتدميره، بهستيريا “شاملة” من القصف “الشامل”، وعندما أرادوا إعادة بناء نظام دولي لا يملكون إلا حصة محدودة فيه، لا تتجاوز 1.7 تريليون دولار في اقتصاد عالمي يبلغ 101 تريليون دولار، وعندما لوّحوا كالمجانين بأسلحتهم النووية، وهم يقولون: أعطونا ما نريد أو ندمر الكرة الأرضية!

هم بأنفسهم قالوا إنهم أخطر على الوجود البشري من أن يمتلكوا تلك الأسلحة أصلا. وإن مكانهم الطبيعي ليس المحكمة الجنائية الدولية وإنما مستشفى للأمراض العقلية.

المبالغة في أوصاف العلاقات بين روسيا والصين، قد توحي، من جانبها الآخر، بأن هناك “أوهاما بلا حدود”. وإنها أوهام كلما زادت ابتعادا عن الواقع كلما زادت خطرا.

بوتين قاد بلاده إلى جهنم، بناء على حسابات خاطئة. الصين ليست مضطرة لأن تكون شريكة في هذه الحسابات أو أن تدفع ثمنها. وحيث أنها قوة التأثير الوحيدة الباقية لكي يستعيد الكرملين رشده، إذا بقي له رشد، فإنها ملزمة بأن تقول له: إلى هذا الحد، ويكفي. لأن عالما يسير على حافة هاوية لن يخدم روسيا كما لن يخدم الصين.

العرب اللندنية




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد