Date : 16,12,2025, Time : 01:36:43 AM
1442 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 29 شعبان 1444هـ - 22 مارس 2023م 12:27 ص

هل أصبحت تشاد مركز الحرب الباردة الجديدة بين أمريكا وروسيا

هل أصبحت تشاد مركز الحرب الباردة الجديدة بين أمريكا وروسيا
نيويورك تايمز

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير لمراسلها في أفريقيا ديكلان وولش، إلى آخر بؤرة توتر في النزاع على التأثير بين روسيا والولايات المتحدة: تشاد. وقال إن الولايات المتحدة تستخدم نفس طرقها في أوكرانيا من ناحية فضح النشاطات الروسية وخططها للحرب ونشرها عبر الإعلام، أو تسريبها لدول أخرى، وهو ما فعلته بتشاد، حيث حذّرت الرئيس التشادي من خطط مرتزقة شركة “فاغنر” لاغتياله، ودعمها قوات المعارضة التي تحتشد في جمهورية أفريقيا الوسطى، في وقت تتقرّب فيه من النخبة المعارضة للرئيس، بمن فيهم أخوه غير الشقيق، ووزراء كبار.

وقال الكاتب إن التنافس الروسي- الغربي على أفريقيا مثل الماضي يدفعه السلاح والذهب، وبإضافة جديدة، هي وسائل التواصل الاجتماعي.

وتنبع أهمية دولة تشاد، الصحراوية المترامية الأطراف، من كونها واقعة على مفترق التجارة للقارة، ولهذا أصبحت هدف روسيا عبر مرتزقتها الذين ينتشرون في دول أفريقيا، لدرجة أن مجلة “فورين بوليسي” حمّلتهم مسؤولية خروج فرنسا من مناطقها التقليدية في غرب أفريقيا.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقريرها، أن الولايات المتحدة حذّرت في الفترة الأخيرة من المرتزقة الروس الذين يخططون لقتل الرئيس التشادي مع ثلاثة من كبار مساعديه، وأن موسكو تدعم المتمردين التشاديين الذين حشدوا مقاتليهم في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة.

وقالت الصحيفة إن مشاركة إدارة بايدن معلومات حساسة مع رئيس دولة أفريقية هي واحدة من الطرق التي تعمل من خلالها الإدارة الأمريكية في أفريقيا، وتستخدم تكتيكات جديدة لإحباط المكاسب الروسية في القارة. وهو نفس ما فعلته في أوكرانيا لفضح الخطط العسكرية الروسية ومع الصين لتحذيرها من تقديم أسلحة لموسكو دعماً لغزوها في أوكرانيا

وتعلّق الصحيفة بأن هدف الجهود الأمريكية الأخيرة في أفريقيا، على الأقل جزئياً، هو تعزيز الموقف المتدهور لفرنسا، حيث أفسح خروجها من مستعمراتها السابقة، مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، المجال لمرتزقة شركة فاغنر. وتعلق الصحيفة بأن الروس يتطلعون الآن للإطاحة بالمزيد من قطع الدومينو الفرنسية في وسط وغرب إفريقيا، والولايات المتحدة ترد على ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن مؤامرة الاغتيال في تشاد تمثّل “فصلاً جديداً” في جهود “فاغنر”، القوة العسكرية الخاصة المدعومة من الكرملين، من أجل دفع المصالح الروسية في أفريقيا. مضيفة أن مؤسس الشركة يفغيني بريغوجين، الذي يقود وجوداً لروسيا في عدد من الدول الأفريقية الضعيفة، التي أرسل إليها قواته لتعزيز وضع الحكام الديكتاتوريين، وبثمن عادة مثل التأثير أو رُخَص لاستخراج الماس والذهب، كما هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وتقول الصحيفة إن بريغوجين مستعد، كما في مؤامرة تشاد، للإطاحة بالمزيد من الزعماء الذي يقفون في طريقه، ولهذا ردّت الإدارة الأمريكية، في محاولة منها إلى “إبطاء، وكبح، وتقييد، وعكس اتجاه” توسّعه في إفريقيا.

وحذّرَ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في زيارة للنيجر يوم الخميس، من أن “فاغنر” خلّفت في الأماكن التي دخلتها “أشياء سيئة”. وتعهّدَ بلينكن، في زيارته، بتقديم 150 مليون دولار كمساعدات لمنطقة الساحل. وهي الرابعة لأفريقيا من قبل شخصية أمريكية بارزة هذا العام، ولقد سبقته وزيرة الخزانة جانيت ييلين، والسفيرة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، والسيدة الأولى جيل بايدن. كما ستبدأ نائبة الرئيس كامالا هاريس جولة في غانا وتنزانيا وزامبيا هذا الشهر، وقد وعدَ الرئيس بايدن بزيارة أفريقيا في وقت لاحق من هذا العام.

ويعلق الكاتب بأن المراقبين في داخل وخارج أفريقيا باتوا يشبّهون التنافس الحالي بين القوى العظمى بالحرب الباردة، التي دارت بين الغرب، أمريكا تحديداً، والاتحاد السوفييتي السابق. وهي مقارنة تحاول إدارة بايدن تجنّبها، وهو ما ألحّ عليه بلينكن في جولته، العام الماضي، في عدد من دول جنوب القارة، وتحدّث عن العلاقة من خلال لغة “الشركاء”، وليس كون دول القارة مجرد “بيادق” في تنافس عالمي.

ويرفض زعماء القارة الانحياز إلى جانب في التنافس. ونقلت الصحيفة ما قاله ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر: “لقد عانت أفريقيا بما فيه الكفاية من عبء التاريخ. ولا تريدها أن نكون أرضاً خصبة لحرب باردة جديدة”.

وكانت روسيا ناجحة في استعادة علاقتها مع دول القارة، نظراً لتجذّرها في الحقبة السوفيتيية، عندما دعمت موسكو الحكومات التي تعاطفت معها وحركات التحرر الوطني، واستمرت في السنوات الأخيرة حيث أصبحت روسيا أكبر مزود للأسلحة في القارة.

إلا أن الجهود الأخيرة بدأت بشكل جدي قبل حوالي خمس سنوات، عندما بدأ مرتزقة “فاغنر”، ومعظمهم من الروس، إلى جانب سوريين وصرب ولبنانيين، يَظهَرون في المناطق المضطربة بالقارة. ونفى بريغوجين، في بيان، أية علاقة بتشاد أو حميدتي، الجنرال السوداني، محمد حمدان دقلو الذي يتمتع بنفوذ واسع في تشاد.

ويمتد الجهد الروسي عبر القارة، ولكن أثره الأكبر كان في منطقة الساحل. ويقاتل مقاتلو “فاغنر” المتمردين الإسلاميين في مالي، وهم حراس شخصيون لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، ويقومون باستخراج الذهب في العديد من البلدان، بما فيها السودان.

وتدير الشركة حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لصورة الرئيس فلاديمير بوتين، أو الاستفادة من حنق سكان هذه الدول من فرنسا. وبسبب وصول “فاغنر”، اضطر الجيش الفرنسي للانسحاب من عدة دول. ففي تشرين الثاني/ نوفمبر، أنهت فرنسا رسمياً “عملية برخان”، حملتها العسكرية التي استمرت ثماني سنوات ضد المتمردين الإسلاميين في منطقة الساحل، والتي شملت في ذروتها قوات من خمس دول أفريقية.

وبانسحابها، تحولت دولة مالي إلى مساحة تأثير روسي. ويقول المسؤولون الأمريكيون أن حرب أوكرانيا لم تضعف من التأثير الروسي بأفريقيا، ويقدّرون أن فاغنر لديها ما بين 3500 و 4500 عنصر في القارة. بل وتحاول روسيا توسيع مجالها في القارة. وفي زيارة قام بها قبل فترة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى غينيا وبوركينا فاسو وتشاد قال إنها دول كانت روسيا تأمل في استخدام مكافحة الإرهاب لتدخل الباب.

وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين اكتشفوا علامات عن روابط جديدة لـ “فاغنر” في إريتريا، مما يشير إلى رغبة في مجال نفوذ من الساحل إلى منطقة القرن الأفريقي، ومن المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. وزار لافروف سبع دول في القارة، واستغل التناقض بشأن الحرب في أوكرانيا، والاعتراف علانية بعلاقة روسيا مع “فاغنر”. وفي الوقت الذي أدانت فيه 30 دولة أفريقية العدوان الروسي في تصويت حديث في الأمم المتحدة إلا أن 22 دولة اختارت عدم التصويت. وتعتقد الصحيفة أن روسيا لديها شريك قوي في السودان وهو، الجنرال حميدتي، الذي تلقّت قواتُه شبه العسكرية الأسلحة والتدريب من “فاغنر”، والذي يسافر على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة. في الأسبوع الماضي، سافر إلى إريتريا، إحدى الدول القليلة التي تصوّت باستمرار لصالح روسيا في الأمم المتحدة.

ومع ذلك يظل الحديث الغربي عن تأثير روسي مبالغ فيه، فهي تعمل في دول تعتبر من أفقر دول العالم. وجهودها تبدو متعثّرة ومبعثرة ومن دون موارد كبيرة، وتحفزها الرغبة في إثارة غضب الغرب. لكنها أثبتت أنها معطلة للغاية، وإن على المدى القصير، ودفعت القوى الغربية البحث عن طرق للرد. ففي بوركينا فاسو، التي استولى على السلطة فيها النقيب إبراهيم تراوري، ضابط الجيش الشاب، الخريف الماضي، حثّت فيكتوريا نولاند، المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية النقيب على عدم اللجوء إلى “فاغنر” لطلب المساعدة، بحسب مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية. إلا أن آخر جندي فرنسي غادر البلاد في كانون الثاني/ يناير، وبأمر من تراوري، بشكل أثار التكهنات بأن الروس قادمون.

وتظل مؤامرة الاغتيال في تشاد، التي أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال” لأول مرة، هي التي دفعت أمريكا للتحرك. فهي أكبر مساحة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وظلت الحليف الموالي لفرنسا طوال العقود الماضية، واستخدمها الجيش الفرنسي للتدريب وكمركز للعمليات، في الثمانينيات من القرن الماضي، وقامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) بدعم زعيمها الديكتاتوري حسين حبري، الذي أدين لاحقاً بجرائم حرب. ووصل الرئيس الحالي لتشاد، محمد إدريس ديبي، إلى السلطة في عام 2021 بعد مقتل والده، الزعيم الديكتاتوري إدريس ديبي الذي حكم مدة ثلاثة عقود، في معركة مع المتمردين.

وظلَّ ديبي قريباً من فرنسا، لكن التحالف تعرّضَ للاهتزاز بسبب حملة قمع وحشية ضد المطالبين بالديمقراطية، في تشرين الأول/ أكتوبر، والتي خلّفت 128 قتيلاً، وفقاً لهيئة حقوق الإنسان الوطنية في تشاد. وهناك إشارات عن ميل أعضاء في النخبة المقربة لديبي نحو روسيا. وقال مسؤول تشادي بارز، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن سعيد الأخ غير الشقيق لمحمد ديبي والرئيس السابق لشركة الطاقة الحكومية في تشاد، زار موسكو ثلاث مرات في العام الماضي، واجتمع مرة واحدة على الأقل مع بريغوجين. وعلى صفحته الشخصية على فيسبوك، يظهر سعيد ديبي وهو يقف خارج الكرملين. ونفت روسيا في كانون الثاني/ يناير، بأن “فاغنر” خططت للإطاحة بالرئيس، وأعلنت أن ديبي يعتزم حضور القمة الروسية الأفريقية الثانية في تموز/ يوليو، والتي يستضيفها بوتين. وقال المسؤول التشادي إن الأمريكيين قدّموا بعد أربعة أسابيع للرئيس أدلة رفعت عنها السرية تُظهِر خطط “فاغنر” لاغتياله، مضيفاً أن قائمة القتل ضمّت أيضاً رئيسَ أركان الجيش التشادي، ووزيرَ دولة، ورئيسَ الحرس الرئاسي. ولم يرد سعيد ديبي والمتحدث باسم رئيس تشاد على طلبات للتعليق.

وتواصل أمريكا استهداف جهود بريغوجين في القارة، من خلال العقوبات ضد مصالحه وأمواله وشركاته. وفي زيارة أخيرة، جال فيها إيمانويل ماكرون في أربع دول، اعترفَ بحالة الاستياء من بلاده، إلا أن تواضعه جاء متأخراً.

نيويورك تايمز




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد