مع توقعاتهم بإلغاء “الإصلاح”.. الإسرائيليون بعد خطاب “مهم” لنتنياهو: أين “المهم”؟

إسرائيل هذه الأيام في طريق بلا مخرج. فالكراهية تستشري، والمظاهرات تتعاظم، والنبرات تعلو، ومعها القلق على المستقبل. داخل كل هذه الفوضى واضح كالشمس بأن رجلاً واحداً فقط يمكنه أن يوقف الانجراف المقلق: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذلك رغم أنه يكاد يكون كل من عمل معه أو إلى جانبه في الماضي يقول اليوم بقلق: “هذا ليس بيبي إياه، شيء ما حصل لبيبي الذي عرفناه، ما كان لبيبي ليسمح للدولة أن تتدهور ذات مرة إلى هذا الواقع”.
الأربعاء الماضي، شعر كثيرون في الدولة بنسمة أمل حين علم أن “رئيس الوزراء نتنياهو سينقل هذا المساء رسالة مهمة إلى الأمة”. كان هناك من قدر بأن نتنياهو سيعلن بأنه من الواجب وضع حد لهذا التدهور الخطير، ولهذا فقد قرر مع شركائه الائتلافيين وقف ماراثون تشريع قوانين الإصلاح ودعوة ممثلي المعارضة للحوار مع موضوع الإصلاح.
وأعرب مقر الرئيس أيضاً عن التفاؤل. غير أن الواقع كما هو معروف كان مختلفاً تماماً: مع أن نتنياهو وقف أمام الشعب، فهو بدون أي بشرى جديدة.
تساءلت بيني وبين نفسي للحظة إذا كان نتنياهو أيامنا هذه لا يشبه الشخصية المأساوية للكاتب الاسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون في كتابه المعروف “د. جاكل ومستر هايد”. كما يذكر ستيفنسون يروي قصة عن طبيب بريطاني يعنى بالبحوث ويبحث عن علاج للقضاء على الشر الذي في المخلوق البشري. يجرب الدواء على نفسه. وعقب ذلك تتغير مرآته بشكل كاسح، تخرج منها الحيوانية، وهو يرتكب جرائم خطيرة ويمنع نفسه من أخذ الدواء بحيث يعود إلى أفضل حاله. وبينما تبحث الشرطة عن مستر هايد، فإن د. جاكل، شطره الطيب، يحاول إنقاذ نفسه من مستر هايد – وهي محاولة تفشل. هذه القصة عززت نظرية سيجموند فرويد القائلة بأن كل إنسان فيه خير وشر،حضاري ومتوحش، وعقل الإنسان وحده ينجح في توجيهه في هذه المتاهة ويكبت الدوافع السلبية.
يخيل أن نتنياهو هو الآخر يظهر في الفترة البشعة هذه كل مرة في صورة مختلفة – مرة كمن يعد الأمريكيين بأنه يمسك بدفة الدولة ويوجهها كما هو مرغوب فيه وصحيح للدولة الديمقراطية، ويتحدث عن الحاجة للحوار؛ وبالمقابل كمن هو بعد قمة العقبة يدعي بأننا “اتخذنا سلسلة قرارات… لتوسيع الاستيطان، سيطرتنا في الوطن”؛ من يطالب بضرب المتظاهرين يشبههم بالإرهابيين اليهود الذين أحرقوا المنازل والسيارات في حوارة؛ ومن ينتقد جهاز القضاء والنيابة والشرطة، بالمقابل يتحدث عن الحفاظ على قواعد اللعب الديمقراطية.
بقلم: أفرايم غانور - معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews