للمعارضة والمتظاهرين: لا تقعوا في مصيدة نتنياهو ولفين التي أعداها لهيرتسوغ

علينا ألا نسقط في فخ الكلمات الذي حفره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير العدل يريف لفين لرئيس الدولة إسحق هرتسوغ حين أعلنا عن استعدادهما للمساومة ورغبتهما في “الحوار”. فبعد أن ضللا الرئيس، يحاولان إيقاع المعارضة والمحتجين والجمهور بعامة في الفخ.
هناك اختبار واحد ووحيد لنواياهما: الاستعداد لتجميد إجراءات التشريع. فشلا في هذا الاختبار ليلة أول أمس، حين أقرا بالقراءة الأولى التبييض القانوني الأول للانقلاب النظامي بقرع الطبول.
وثمة من أضافوا أصوات مواء، كمن يسعون لتثبيت العلاقة الوثيقة بين “الإصلاح” والبرنامج العنصري الذي كله بكامله طغيان الأغلبية وملاحقة الأقليات، لليمين بالكامل.
“ليلة عظيمة ويوم عظيم”، هذا ما تمنى نتنياهو قوله في نهاية التصويت. فما هي إذن القيمة الحقيقية لقوله عند خروجه من الهيئة العامة بأنه “ينبغي الحوار على الفور، دون شروط مسبقة”؟ إنما أراد يفعل يحتال على المعارضة بالحيلة إياها التي يفعلها مع فلسطينيين منذ نحو 30 سنة.
أما بخصوص وزير العدل لفين، فقال الوصول إلى تفاهمات مع المعارضة على الانقلاب النظامي ممكنة. كلام كلام. هذه تصريحات عديمة المعنى في ضوء استمرار حديثه: “لا حاجة لتجميد التشريع… لم يسبق في تاريخ الكنيست أن كان هناك طلب لوقف إجراءات التشريع لأجل الحوار”. ونزعاً للشك، شدد لفين على أن “كل المحاولات التي بذلت لوقف التشريع كي يذوب، لم تنجح ولن تنجح أيضاً”.
كل هذا لم يمنع الرئيس هيرتسوغ من مواصلة عزف الأسطوانة المشروخة إياها. فقد دعا الائتلاف أمس لتثبيت “سخاء المنتصرين” وإيجاد السبيل لجلب المعارضة إلى الحوار. انظر ممن طلب إبداء السخاء.
“هذا صباح عسير. هذا صباح جد عسير؛ إذ يوجد إحساس ما من الكرب وليس الاحتفال”، غرد الشاعر. ينبغي أن يقال لهيرتسوغ إن يتوقف عن أقوال المواساة.
إذا كان الصباح “عسيراً” ويوجد “إحساس للكرب”، مثلما يقول، فيكفي التحدث عن المساومة والحوار مع من تسبب بهذه الأحاسيس منذ البداية. حتى الانبطاح ينبغي أن يكون حداً سفلياً.
على أحزاب المعارضة أن توضح للائتلاف بأنهم مدعوون لمحاورة أنفسهم تحت هذه الظروف. ليس هناك من يتعاون مع مظهر الحوار مع أناس مصممين على ألا يساوموا على شيء. أسوأ من الانقلاب النظامي انقلاب نظامي بالتوافق وبعناق من المعارضة، مقابل فُتات من التنازلات عديمة المعنى.
بقلم: أسرة التحرير - هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews