وفقاً للدرس الأوكراني: هل يدرك الغرب أن مستقبل النظام العالمي سيصبح رهينة بيد طهران؟

قبل سنة، حث فولودومير زيلينسكي زعماء “الناتو” والعالم الغربي على اليقظة في ضوء أصوات الحرب التي انطلقت من موسكو: “هل نسي العالم دروس القرن العشرين؟ كيف وصلنا إلى الأزمة الأمنية الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة؟”.
في خطاب انفعالي، ناشد الرئيس الأوكراني زعماء الدول في “مؤتمر ميونخ للأمن” للعمل فوراً على كبح روسيا. وقال: “لن نحتاج إلى عقوباتكم بعد أن يبدأ القصف”. بعد أقل من خمسة أيام من ذلك، اندفعت طوابير المدرعات الروسية نحو أقاليم أوكرانيا إلى حرب لا تبدو نهايتها في الأفق بعد.
لا تزال ذكرى الأحداث حديثة لدى معظم مشاركي المنتدى في ميونخ. وقرر منظموه هذه السنة أن يقاطعوا الحكم الروسي بسبب الحرب، والنظام الإيراني – عقب أعماله ضد المتظاهرين في إيران.
الضعف يستدعي الشر! هذا هو الدرس الأول الذي يتعين على الغرب أن يتعلمه من هذه الحرب. فقد اعتقد كثيرون أنه لا يمكن للحروب المضرجة بالدماء في القرن الـ 21 أن تقع إلا في زوايا نائية من المعمورة، بين دول العالم الثالث. أما الواقع في أوروبا فجاء ليصفع وجوههم.
مزايا الحروب تتغير على نحو دائم وتتأثر بالتكنولوجيا وغيرها من التطورات، لكنها ليست طبيعة الحرب؛ فالعنصر البشري فيها يبقى الأساس الأكثر تأثيراً. بالنسبة له – “لا جديد تحت الشمس”.
كتبت مارغريت اتويد تقول: “تنشب الحروب عندما يظن بادئوها أنهم المنتصرون”.
من الصعب أن نقدر مدى أثر السياسة الأمريكية بالنسبة لأفغانستان والشرق الأوسط على التطورات في أوروبا، لكن واضح أنها لم تؤد إلى لجم أصحاب القرار في روسيا.
على الغرب أن يغير النهج
ازداد غرور إيران وثقتها بنفسها تحت سياسة أمريكا الحالية وتآكل جسد أوروبا. فإمكانية تخصيب إيران لليورانيوم إلى مستوى 84 في المئة، وقدرتها على الانتقال إلى 90 في المئة، وإنتاج اليورانيوم المعدني، وجمع كميات من المادة المشعة في مستويات تخصيب مختلفة، منع وصول مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواقع مشبوهة كلها تشهد على ذلك، هذا إلى جانب أعمالها التآمرية: تسليح وتفعيل ميليشيات وقوات في الوكالة، وتطوير وتوسيع إنتاج وتصدير المسيرات والصواريخ.
لا تشارك إيران فقط في الحرب في أوكرانيا، بل تحتل مكاناً مهماً في عملية إعادة بلورة محور الدول المعارضة للولايات المتحدة والغرب. تجندها إلى جانب موسكو في الحرب جاء بالتوازي مع توثيق علاقاتها مع الصين، التي أعرب رئيسها مؤخراً عن “تأييده لتطلعاتها في مسألة النووي”. إن النظام في طهران يشخص ضعف الغرب ويستغله حتى النهاية.
على زعماء الغرب أن يغيروا النهج إزاء إيران: عليهم أن يفترضوا بأن أفعال النظام اليوم ستكون لا شيء قياساً لما سيحصل إذا ما حاز ترسانة من السلاح النووي. كخطوة أولى، يجب الإعلان عن وفاة “الاتفاق النووي”، واستئناف كامل العقوبات وإضافة “الحرس الثوري” إلى قائمة منظمات الإرهاب. مستقبل النظام العالمي موضوع على الكفة.
بقلم: مئير بن شباط - إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews