“مندوب الوقاحة الإسرائيلية” في الأمم المتحدة: “لاهاي” تشجع الفلسطينيين على ترك طاولة السلام

وقاحة إسرائيل في الأمم المتحدة بقيادة سفيرها جلعاد اردان، سجلت رقماً قياسياً جديداً نهاية هذا الأسبوع. في رده على تبني مشروع القرار الفلسطيني أول أمس للطلب من محكمة العدل الدولية “آي.سي.جي” البت فيما إذا بقي احتلال “المناطق” مؤقتاً أم تحول إلى ضم فعلي (وهو قرار قد يؤدي إلى توصية بفرض عقوبات)، قال اردان في خطاب انفعالي: بخطواتهم أحادية الجانب، يمتنع الفلسطينيون عن إجراء مفاوضات للسلام. هل فهمتم؟ الفلسطينيون هم الذين يعيقون عملية سياسية خيالية، تريدها إسرائيل. هذا لغز سياسي حقيقي: كيف يمكن إعاقة شيء غير موجود؟
قال اردان إن إسرائيل تفضل الحوار بين الطرفين على تدخل أحادي الجانب للمحكمة في العملية السلمية (لكن أي عملية؟)، وإن كل دولة أيدت هذا القرار “قامت بعملية تأكد من القتل لفرصة المصالحة” (ما هذه المفارقة في اختيار التعابير؟). وأضاف بأن “المصادقة على الطلب ستعطي للفلسطينيين مبرراً كاملاً لمواصلة مقاطعة طاولة المفاوضات” (أين هذه الطاولة؟). وحبة الكرز فوق كريما النفاق: “لا يمكن تحقيق السلام بدون مفاوضات بين الطرفين مع تقديم تنازلات متبادلة”. بعد ذلك، انتقل اردان إلى التهديد: “سيتم الرد على خطوات أحادية الجانب من جانب الفلسطينيين بخطوات أحادية الجانب”. والخاتمة العظيمة: مقارنة التوجه إلى المحكمة باستخدام “سلاح الدمار الشامل”، ليس أقل من ذلك. المدهش أنه لم يسمّ ذلك “إرهاباً قضائياً”.
نسي السفير أنه يمثل الحكومة الحالية التي قامت على أساس خطوط أساسية لن يتم بحسبها إجراء أي عملية سياسية في فترتها، ولن تكون هناك تنازلات. فجأة، دعا إلى تنازلات سياسية. بنسخته الحالية كناشط سلام متحمس، نسي اردان أيضاً أو يأمل بأن ينسى العالم بأنه هو نفسه يجسد العكس تماماً بكل كيانه؛ هو رمز للعدوان والرفض الإسرائيلي. في عهده كعضو كنيست ووزير رعى أجندة صقورية وخطاباً قومياً متطرفاً، أيد ضم “المناطق” [الضفة الغربية] بشكل صريح. وهو القرار نفسه الذي يريد منعه الآن في لاهاي.
ما الذي تخاف منه، يا اردان؟ أردت الضم؟ تفضل، المحكمة تساعد. في عهده كوزير للأمن الداخلي، دفع اردان قدماً بتآكل الوضع الراهن في الحرم/ جبل الهيكل، وقاد ملاحقة نشطاء “بي.دي.اس” وكم أفواههم في البلاد والعالم. في هذا الإطار، روج اردان بأن حكم مقاطعة المستوطنات مثل فرض المقاطعة على إسرائيل نفسها، وأن المستوطنات وإسرائيل كيان قانوني واحد. إذا كان لدى المحكمة الدولية قطرة من السخرية، فسيستخدم كل ذلك دليلاً لصالح ادعاء الفلسطينيين حول ضم فعلي لإسرائيل، وسيستدعي الفلسطينيون أردان إلى منصة الشهود.
أملت إسرائيل سنوات بأن يترك الفلسطينيون النضال العنيف. ولكن عندما يتبنى الفلسطينيون مسارات غير عنيفة مثل التوجه إلى المؤسسات الدولية أو تشجيع مقاطعة المستهلكين، سيتبين أن هذا ممنوع أيضاً. دعاية إسرائيل منشغلة في تصنيف كل نوع من النشاطات المؤيدة للفلسطينيين بأنها لاسامية. في الوقت نفسه، تحولت المفاوضات مع الفلسطينيين إلى فكرة مرفوضة في أوساط الجمهور الإسرائيلي، وأن تقسيم وإضعاف القيادة الفلسطينية التي كان يمكن أن تكون الشريكة في المفاوضات، تحول إلى خطة عمل.
تنشغل إسرائيل منذ سنوات بجانب تصريحي ومكشوف وبتعميق الاحتلال وتثبيته إلى الأبد والضم الفعلي للمستوطنات ومناطق “ج”. عملياً، لا سبب لديها للتنكر لطلب الفلسطينيين الاعتراف بذلك رسمياً وارتداء قناع الدولة التي تريد إجراء المفاوضات. بالعكس، هذه فرصتها في لاهاي لتبرير الضم، خصوصاً مع الحكومة الحالية التي تقف على الباب.
بقلم: نوعا لنداو - هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews