Date : 26,04,2024, Time : 03:11:03 AM
4365 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 28 ذو الحجة 1443هـ - 28 يوليو 2022م 12:18 ص

العراق في خوائه الذي يقتل

العراق في خوائه الذي يقتل
فاروق يوسف

لم يشارك السفير الإيراني في الصلاة الجماعية التي أقامها أنصار الصدر شرق بغداد قبل أيام فيما كان حضوره لافتا في الاستعراض الذي قام به الحشد الشعبي. معه كان هناك ممثلون لحزب الله اللبناني.

حضور هو بمثابة رسالة مزدوجة المعاني. الحشد تنظيم عسكري إيراني مادته البشرية من العراقيين وهو أيضا تنظيم طائفي. لمَ إذن يكذب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على نفسه برعايته لذلك الاستعراض باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة؟

يبالغ الكاظمي كثيرا في محاولة إضفاء الشرعية على الحشد.

فكون الحشد جزءا من القوات المسلحة مسألة تتعلق بالتمويل ليس إلا. سوى ذلك فإن الولاء لإيران لا جدل فيه والطائفية لا يمكن إخفاؤها كما أن مهمة الحشد واضحة وهي تتركز في الدفاع عن المصالح الإيرانية مثله في ذلك مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

وإذا ما كانت صلاة الصدريين واضحة الهدف فليست الدعوة إلى إقامة حكومة ذات صبغة وطنية معناها الانحراف عن الصيغة الدينية للدولة وهو ما ينطوي على الاسترسال في المنحى الطائفي في ظل تحالف الصدر مع الأكراد باعتبارهم أكرادا ومع السنة باعتبارهم سنة.

لا مفر إذن للعراق من أن يكون الوجه الآخر لإيران. أما بشكل مباشر عن طريق استيلاء الحشد على السلطة من خلال الأحزاب الموالية لإيران، أو عن طريق التحالف الطائفي الذي سيقيمه الصدر إن سمحت له الظروف بالعودة إلى العملية السياسية التي تم احتكارها من قبل طرفين، ليس الصلح بينهما بأفضل حالا من اقتتالهما.

حين أقام الصدر صلاته فإنه أراد أن يوجه عن طريق طقس عبادي رسالة سياسية مفادها أن هذه الجماهير التي أدت الصلاة وراءه هي التي ستخرج إلى الشارع من أجل إسقاط الحكومة التي سيقيمها خصومه. أما الاستعراض الحشدي الذي جاء بعد تصريحات نوري المالكي التي تضمنت التحريض على المباشرة بحرب أهلية من أجل حسم النزاع فإنه يضع نظرية المالكي على ميزان التطبيق الواقعي. فهذه القوة العسكرية الهوجاء، غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في إمكانها أن تكون أداة ذلك الحسم.

وليس الخوف من اقتتال شيعي – شيعي إلا كذبة، يُراد من خلالها كسب الوقت وإجبار الطرف الآخر على تقديم تنازلات. أما إذا أضطر الطرفان إلى القتال فهناك فتاوى جاهزة تبيح قتل الشيعي لأخيه في المذهب.

ربما هي نظرة متشائمة. ولكن ما يجري على أرض الواقع لا يدعو إلى التفاؤل. فبعد انتصاره في الانتخابات أعلن الصدر عن هزيمته وتخلّى عن أصوات ناخبيه، بل وخذلهم واعتبر ذلك انتصارا. أما بالنسبة إلى المهزومين فإنهم بعد أن نجحوا في كسب جولة من غير قتال ها هم يواجهون بمرارة حقيقة تشتت أوساطهم واهتزاز الثقة في ما بينهم وصار البعض منهم لا يتردد في تعليق الفشل على أكتاف البعض الآخر.

تقع العملية السياسية اليوم بين طرفين فاشلين وسيكون تشكيل الحكومة مرجئا إلى أن يحسم الأكراد الخلافات بينهم وهو ما يمكن اعتباره غطاء للفشل الأكبر الذي يتعلق بالوضع داخل مجلس النواب والذي لم يحسم حتى هذه اللحظة. فالمالكي الذي أشبع العراق فسادا قد استولى على الحصة الأكبر من مقاعد الصدريين الفارغة وهو ما يمكن أن يكون سببا مقنعا لقيام حرب أهلية.

أما خارج هذه الدائرة فإن الصمت هو سيد الموقف.

الشعب العراقي ينتظر وإيران تراقب.

لقد فقدت إيران بمقتل قاسم سليماني العقل المدبر لوجودها في العراق. نصح المالكي رفاقه في الإطار التنسيقي أن يعودوا إلى قاآني وهو وارث سليماني غير أن تلك العودة لا معنى لها في ظل الانفلات المحتمل للشارع العراقي. فالصدر بعد أن مضى بعيدا في تحديه لا يمكنه أن يتحكم بالشارع في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد وحضور الحشد الشعبي باعتباره العدو المباشر للاحتجاجات.

كل هذه المعطيات لا يمكنها أن تبشر بانفراجة قريبة. فالطرف المنتصر الذي أعلن عن هزيمته أقام صلاة كان الهدف منها التبشير بقرب إقامة الدولة الدينية. أما الطرف الخاسر الذي أسكرته هبّة الانتصار المفاجئة فإنه يعلن عن ولائه للحرس الثوري الإيراني من أجل أن يحسم صراعا يتجاوز خصومه المباشرين فيكون حينها قوة إقليمية قاعدتها في العراق كما هو حال حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

قد لا يفضي ما يقع الآن في العراق إلى شيء له قيمة. ولكنه الخواء الذي يقتل.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد