وفاة غامضة لضابط كبير بفيلق القدس الإيراني.. انتحار.. تجسس أم حادث؟
تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن وفاة ضابط إيراني بارز وما تثيره الوفاة الغامضة من أسئلة.
وفي تقرير أعدته قرناز فصيحي ورونين بيرغمان، قالا فيه إن العقيد علي إسماعيل زادة هو ثاني مسؤول عسكري كبير يعمل في نفس الوحدة، يموت في ظروف غير واضحة، وقدّم الإعلام الإيراني روايات متناقضة.
وأضافت الصحيفة أن وفاة المسؤول العسكري البارز في بيته بإحدى ضواحي العاصمة طهران قبل أسبوع، أثارت أسئلة متضاربة بأنه وقع من شرفة بيته أم انتحر أم قتل؟
وجاءت وفاة إسماعيل زادة بعد مقتل العقيد صياد خدايي عندما أطلق عليه مهاجمان النار من دراجتين ناريتين أمام بيته في منطقة راقية بطهران. وجاء مقتل المسؤوليْن وسط توتر متزايد بين إيران وإسرائيل التي قامت بعمليات سرية وتخريب وقتل داخل إيران.
وجاء الاهتمام بمقتل إسماعيل زادة لأنه من نفس وحدة النخبة السرية في الحرس الثوري وهي “وحدة 840” التي يقول المسؤولون الإسرائيليون إن مهمتها قتل الأجانب في الخارج. وحمّلت إيران إسرائيل مقتل خدايي الذي وصف بأنه نائب قائد الوحدة. وأخبر المسؤولون الإسرائيليون واشنطن بأنهم يقفون وراء عملية القتل، وذلك حسب مسؤول مطّلع على الاتصالات.
إلا أن مسؤوليْن أمنيين إسرائيليين نفيا أن يكون لإسرائيل يد في مقتل إسماعيل زادة. وأعلنت قناة تلفزيونية إيرانية ممولة من السعودية يوم الخميس عن مقتل إسماعيل زادة. واعتمدت قناة “إيران انترناشونال” على مصادر لم تسمها في إيران، وقالت إن الحرس الثوري اشتبه بتجسس إسماعيل زادة لصالح إسرائيل وأخرج عملية انتحار.
ولم تستطع صحيفة “نيويورك تايمز” التأكد من صحة المعلومات، كما رفض المسؤولون الإيرانيون والإسرائيليون التعليق.
وقالت مؤسسة إعلامية رسمية إن الأخبار كاذبة. لكن الطريقة التي غطت فيها المؤسسات الإيرانية الحدث لم تكن متناسقة واتسمت بالتناقض. وتناولت “صابرين نيوز” التابعة لفيلق القدس الوفاة يوم الخميس، مشيرة إلى أنها كانت في ظروف غامضة في بيته، وأن السلطات تقوم بالتحقيق. ونفت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” مقتل العقيد إسماعيل زادة في ظروف غامضة، وقالت إنه توفي في بيته بحادث. وفي موقع إخباري على تطبيق “تلغرام” “أماريون” تابع للحرس الثوري، فإنه نشر الخبر أولا عن تعرض زادة لاغتيال، ولكنه حذف الخبر، وقال إنه انتحر بالقفز من شرفة بيته. أما وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري، فقد ذكرت يوم الجمعة، أن العقيد إسماعيل زادة وقع من شرفة منزله لأنها لم تكن مزودة بالحماية الكافية وأن عملية تشريح جثته أظهرت أسباب الوفاة. وتقول الصحيفة إن هناك ظروفا غير عادية تحيط بوفاته وأثارت شكوك الإيرانيين، منها أن السلطات الإيرانية لم تعلن عن وفاته إلا بعد أسبوع عندما نشرت قناة في لندن الخبر.
ورغم كونه عضوا في وحدة نخبة، إلا أن الحرس الثوري لم يصدر بيانا أو يقدم التعازي لعائلة إسماعيل زادة، وهي أمور عادية عندما يقتل ضابط. وجرت الجنازة بعيدا عن كاميرات الإعلام في بلدة بعيدة بمحافظة همدان، وذلك حسب أخبار نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ومسؤولين حضروها.
وبعد وفاته، تدفقت قوات الأمن لثلاثة أيام على منزله في كرج بطهران، وذلك حسب صحافي طلب عدم الكشف عن هويته. وأدى التناقض في الرواية لتساؤلات بين الإيرانيين حتى المحافظين حول ظروف مقتل إسماعيل زادة. وتساءل آية الله حسيني، أحد القادة السابقين في الجيش بتغريدة على تويتر: “من لديه القوة لقتل العقيد إسماعيل زادة ولماذا؟” وقال عباس قادري، المحلل العسكري في تورنتو: “من المستحيل أن ينتحر أعضاء الحرس الثوري خاصة أنهم يتجهزون طوال حياتهم للشهادة”. وأضاف أن الحرس الثوري لو شك في أحد، لقام باعتقاله والتحقيق معه “والأدلة في مكان آخر”.
وتعلق الصحيفة على أن وفاة ضابطين بوحدة 840 خلال الأسبوعين الماضيين في إيران لم تكن الوحيدة، ففي 25 أيار/ مايو، دمر هجوم بالطائرات المسيرة موقعا عسكريا خارج طهران، تستخدمه إيران لتطوير أسلحتها النووية وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، وقُتل فيه مهندس بوزارة الدفاع. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الهجوم، لكنه يتناسب مع الأشكال السابقة للعمليات الإسرائيلية.
وتعهدت إيران الشهر الماضي بالانتقام، ما دفع إسرائيل لمطالبة مواطنيها بالعودة من البلدان التي ينشط فيها عملاء إيرانيون. وقال نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطاب يوم الأحد، إن إيران قامت بهجمات ضد إسرائيل مستخدمة جماعات وكيلة لها، لكن “عهد الإفلات من العقاب قد ولى”. ورد نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني يوم الجمعة، حيث قال لصحافي في النرويج: “ربما يحلم الصهاينة فقط بضرب إيران ولو حدث هذا فلن يستيقظوا منه”.
نيويورك تايمز
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews