بالصور .. السامريون : أقدم وأصغر طائفة تعيش بسلام في نابلس
جي بي سي نيوز :- تمارس بدوية السامري التي تنتمي إلى طائفة السامرية أو "الإسرائيلية" حياتها بشكلٍ طبيعي داخل المجتمع الفلسطيني بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، إذ تعيش وأسرتها وبقية العائلات السامرية على جبل جرزيم جنوب المدينة.
تقول بدوية والتي تعمل صحفية في وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" لـ"جي بي سي" إن أبناء طائفتها في نابلس يعتبرون أنفسهم جزءاً من الشعب الفلسطيني، إذ يتشاركون مع سكان المدينة الأفراح والأتراح ويتبادلون التهاني والتبريكات في المناسبات، مضيفةً :"الطلاب السامرين يدرسون في مدارس نابلس وينتسبون لجامعة النجاح، ويمارسون أعمالاً مختلفة داخل المدينة من معلمين وتجَّار، ولا يشعرون بأي تمييز داخل المدينة"
متابعةً :"كوننا سامريون تميَّزنا بالكثير من الأمور، فمثلاً في الجامعة كانوا يعاملونني معاملة خاصة بحيث لا أداوم أيام السبت ويتم تأجيل الامتحانات بناءً على رغبتنا، إضافةً الى أن فرصتي في العمل كانت أكبر من غيري نظراً إلى أننا أقلية داخل المجتمع، والأقلية تُعامل معاملةً خاصة، ومن هذه المعاملة الخاصة أيضاً تكون من قبل الباعة والتجار".
وبيَّنت بدوية أنهم كونهم فلسطينيو الجنسية فإنهم شاركوا حتى في النضال الفلسطيني، حيث يقضي الأسير السامري نادر صدقة في سجون الاحتلال محكوميته خمسة مؤبدات بتهمة انتمائه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتشير بدوية إلى أن الطائفة السامرية، وهي أقدم وأصغر وأعرق طائفة دينية في العالم، هي السلالة الحقيقة لشعب بني اسرائيل من سلالة سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف، لافتةً إلى أن الخلاف الأساسي بينهم وبين اليهود إيمانهم بجبل جرزيم قِبلة السامرين، بينما اليهود يؤمنون بالقدس، وهو خلاف ديني عقائدي، وفق قولها.
وتلفت السامري إلى أن التزاوج في طائفتها لا يتم إلا بين أبناء الطائفة نفسها، مؤكدةً على أنه وبسبب قلة عددها ظهرت مشكلة منذ عشرات السنين تتمثل بقلة عدد الفتيات مقارنةً بعدد الذكور خصوصاً في سن الزواج مما يضطرهم للبحث عن نساء خارج الطائفة، إذ توجهوا إلى روسيا للزواج من نساء بعد اعتناقهن الدين السامري وتطبيق تعاليمه.
مدير المتحف السامري الكاهن حسني واصف يقول إن حياتهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وتاريخه وموروثاته، فلا يوجد فرق بين سامري ومسلم ومسيحي في مدينة نابلس، وهذا ما يُميّز المدينة، حسب قوله.
ويشير واصف إلى أن الطائفة تمتلك كنيساً مغلقة في مدينة نابلس منذ الانتفاضة الأولى، مضيفاً :"تركنا المدينة منذ الانتفاضة وسكنَّا على جبل جرزيم الذي يبعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب من نابلس لأننا لسنا سياسيين ولا نتدخل بالسياسة، لذلك انتقلنا للعيش على أقدس بقعة بالنسبة لنا وهو جبل جرزيم بكامل رضانا نظراً إلى أن الحي السامري بنابلس كان ضيق جداً إضافةً إلى أنه حينما بدأت الانتفاضة وكنَّا نشاهد الدماء سواء من الفلسطينيين أو اليهود كان من الصعب علينا الاستمرار بمشاهدته، ففضَّلنا أن نعيش بهدوء وسلام على جرزيم"
ويوضح أن الطائفة المكونة من 765 شخصا منقسمين ما بين جبل جرزيم ومدينة حولون بالقرب من تل اأيب، ولديها كنيساً على قمة جبل جرزيم لمزاولة الصلوات ليلاً ونهاراً، ويحتفلون بسبعة أعياد مقدَّسة لهم :"لدينا سبعة أعياد، هي عيد الفصح لاستقبال الصيف، والفطير، والحصاد لاستقبال فصل الحصاد، ورأس السنة، والصوم (الغفران)، والعُرش لاستقبال المطر، وعيد نهاية الأعياد، وجميعها أعياد موسمية"
ويشير حسني إلى أن دينهم يرتكز على خمسة ركائز، هي وحدانية الله الواحد الأحد وقدسية جبل جرزيم ونبوة سيدنا موسى عليه السلام والتوارة المقدسة واليوم الاخر.
ويكشف أنه عُرض عليهم كثيراً في الماضي من قِبل دولة الاحتلال العيش داخل إسرائيل، إلا أنهم رفضوا كونهم فلسطينيون إذ يقول :"نرفض أن يجمعونا بمنطقة نحاصر فيها، ورفضنا اللجوء لأي موقع آخر على وجه الأرض ولا نرغب سوى في العيش بمدينة نابلس التي عمرنا فيها 3652 عام وما زلنا". ( المصدر : جي بي سي نيوز - محمد عثمان - غزة )
شاهدوا الصور :-







































































مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews


