الفلسطينيون أمام “رسالة جلبوع”: المنظومة الإسرائيلية ضعيفة وقابلة للاختراق
تقع قرية أم الغنم، وهي مكان القبض على المفارين ، في أسفل الضلع الشرقي لجبل طابور. هي مزرعة بدوية تطورت في الخمسين سنة الأخيرة لتصبح بلدة صغيرة. مدخلها على بعد مئات الأمتار من مفترق قرية دبوريا الملاصقة لجبل طابور من الجنوب.
قال المفتش العام للشرطة: “عندما نقبض على الفارَّين المتبقيين – سنحتفل”. ولكن من الأفضل ألا نحتفل. ثمة دروس مريرة من قضية الفرار من سجن جلبوع تمس كل المنظومات التي يتعلق بها أمن إسرائيل. فهي ليست قصة نسقطها فقط على مصلحة والمجندة التي غفت.
وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام عن مسار التفتيشات، يبدو أن زكريا الزبيدي ورفاقه توجهوا إلى مركز الجليل. ربما حاولوا الوصول إلى “المناطق” [الضفة الغربية] أو عبور نهر الأردن، ولكن لن نعرف ذلك حتى يقبض على الاثنين المتبقيين أو تتم تصفيتهما. فقد عبروا قرية الناعورة، كما علم بعد تفتيشات في المنطقة التي بين السجن والطابور. وكان ينبغي لهم أن يمروا على بضع “كيبوتسات” حين كان يمكن لبعض العضوات في مشيهن الرياضي الصباحي كفيلات بأن يلتقين بهم. وبالإجمال، فإن المسافة التي قطعها الزبيدي وشريكه العارضة عن السجن لا تزيد عن 15 كيلومتراً. في هذه المنطقة، التي بين الناعورة وأم الغنم و”كفار نيتسر”.كان هناك نشاط معادٍ مكثف في فترة الاضطرابات تزامناً مع حملة “حارس الأسوار”، فقد أغلقت محاور وخربت سيارات، بينما كانت الشرطة تشارك في الأحداث كمسجلة إحصاءات. ولكن في هذا الفرار تبين أنه بخلاف نظرية ماو تسي تونغ، فإن المخربين لم يسبحوا كالسمك في الماء. مواطنو الناصرة العرب، وعلى ما يبدو سكان أم الغنم، حرصوا على أن يسلموهم. بمعنى أنهم لم يروا فيهم مقاتلي حرية يقاتلون في سبيل حرية المواطنين العرب “المقموعين”، بل العكس: رأوا فيهم أنباء سيئة. لم يتحمسوا من بشرى الإرهاب الفلسطيني، كما عبر بعض النواب العرب ورجال اليسار. وبالعطف الذي عبروا عنه تجاه الزبيدي ومخربيه، تشوشوا بين سطاة البنوك على نمط تلينجر، وبين القتلة المواظبين الخطيرين الذي يهددون المحيط.
والسؤال الآن، ما هو الأخطر: فرار بسيط واستغلال فرصة دون تخطيط ذكي، أم عملية فرار يشارك فيها مساعدون من داخل السجن وخارجه؟ المسافات التي قطعوها، بين 15 و30 كيلومتراً، تدل على أن لا سيارة كانت تنتظرهم في الخارج. يبدو أن فراراً بسيطاً، وإن دل على الجسارة، يثبت انعدام أداء منظومة الحبس والحراسة. إن أثر العملية هو رسالة للفلسطينيين ولعرب إسرائيل: المنظومة الإسرائيلية ضعيفة، قابلة للاختراق وخائفة من استخدام قوتها وصلاحياتها. كل واحد يحاول إنهاء ورديته بسلام. اليهود يخافون من تنفيذ سيادتهم في البلاد، ويقبلون بخضوع الحق الطبيعي للعرب في المس بهم وفي قتلهم. هذا هو مرض كل منظومات الإنفاذ والأمن، وقبل كل شيء جهاز القضاء.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews