مستشار الأمن القومي السابق لترامب يحرض على باكستان ويدعو لمعاقبتها ودعم الهند
حرض مستشار الأمن القومي السابق في إدارة دونالد ترامب، جون بولتون، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” على باكستان. وتحت عنوان “مضى وقت المراوغة حول باكستان المسلحة نوويا والصديقة لطالبان” كتب يقول “هناك الكثير من التداعيات العميقة التي تتنافس للحصول على انتباه نتيجة الرحيل الأمريكي ومستقبل باكستان يبرز وبوضوح”.
واتهم الكاتب إسلام أباد بمتابعة برنامج متهور في السلاح النووي ودعمها الجماعات الإسلامية المتطرفة- وهو تهديد طالما أساء صناع السياسة الأمريكيون تقديره ولم يتعاملوا معه بشكل جيد.
ومع سقوط كابول فقد انتهى وقت الإهمال والمراوغة. فسيطرة طالبان على الجارة أفغانستان تمثل خطرا كبيرا من ناحية محاولة المتطرفين في باكستان زيادة تأثيرهم على إسلام أباد مما يهدد بسيطرتهم في مرحلة على البلاد.
وقال إن وصفا طبق على بروسيا مرة يصلح على باكستان اليوم، فقد قيل إن بعض الدول لديها جيوش ولكن البروسيين لديهم دولة، فالهيكل الفولاذي للحكومة الحقيقية هو المتعلق بقضايا الأمن القومي، بغض النظر عن المظهر المدني. وقال إن المخابرات الباكستانية “أي أس أي” ظلت مركزا للراديكالية التي انتشرت في صفوف الجيش وحتى المستويات العليا. فرئيس الوزراء عمران خان، مثل بقية القادة المنتخبين ما هو إلا وجه وسيم. ففي أثناء الحرب السوفييتية في أفغانستان دعمت المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان ضد الجيش السوفييتي لأسباب دينية وأخرى تتعلق بالأمن القومي. وارتكبت الولايات المتحدة خطأ عندما نقلت كل مساعداتها للمجاهدين عبر باكستان، متخلية عن سيطرتها على ما يمكن للساسة والمقاتلين الحصول عليه من دعم. كما ودعت باكستان الجماعات الإرهابية لاستهداف الهند، المنافس الإقليمي الرئيسي على كشمير نقطة التوتر النابعة من عام 1947 وتقسيمها واستقلالها عن بريطانيا.
وبعد خروج موسكو من أفغانستان عام 1989 قامت المخابرات الباكستانية وبشكل يدعو للدهشة بدعم طالبان والجماعات الأخرى التي سيطرت على البلد عام 1996. وتقوم العقيدة القتالية للجيش الباكستاني على ضرورة وجود نظام “صديق” في كابول باعتباره عمقا ضد الهند، وهو ما اعتقد قادة باكستان بأن طالبان تستطيع تقديمه.
وبعد هزيمة تحالف بقيادة أمريكا طالبان عام 2001، منحت باكستان الملجأ والإمدادات لقادة طالبان رغم نفي إسلام أباد المتكرر لهذا. وبعد سيطرة طالبان على السلطة فإنها ستقوم برد الجميل لطالبان باكستان وغيرها من الراديكاليين.
ومن الواضح أن العالم لا يحتاج إلى نظام إرهابي جديد، لكن الخطر في باكستان أعظم وعلى قاعدة مختلفة وحتى عندما يقارن ببناء القاعدة أو تنظيم الدولة موطئ قدم لهما في أفغانستان. وفي الوقت الذي تطمح فيه إيران للحصول على السلاح النووي، فلدى باكستان أعداد منها، وربما 150 حسب المصادر المعروفة. فسيطرة المتطرفين على الأسلحة هذه يعتبر تهديدا للهند، وهو ما يزيد التوتر في المنطقة، هذا إن أخذنا بعين الاعتبار الدور الصيني الرئيسي ببرامج باكستان النووية والصواريخ الباليستية.
كما أن منظور نقل باكستان لرؤوس نووية لجماعة إرهابية تتبرع بها لأي جهة يجعل من 9/11 جديدة قاتلة بشكل لا يوصف. كل هذه الأسباب تدعو للحفاظ على وجود عسكري أمريكي وللناتو في أفغانستان. ويمكننا مراقبة ظهور أي تنظيم إرهابي محتمل بالإضافة لمراقبة ما يحدث على الحدود الإيرانية والباكستانية مع أفغانستان. وللأسف فقد ألغى قرار ترامب- بايدن بوليصة التأمين هذه.
فقد كان التعاون الأمريكي- الباكستاني ضروريا في الحرب الباردة ومرورا بالجهود الأمريكية بعد 9/11، وهو ما قاد واشنطن لتخفيف نقدها لباكستان بشأن نشاطاتها النووية ودعمها للجماعات الإرهابية.
وبعد سقوط كابول لم تعد أمريكا بحاجة لتعاون باكستان في المجال اللوجيستي ولا حسن نيتها. ومع اعترافنا بالوضع الغامض النابع من قدرات باكستان النووية، فيجب على الولايات المتحدة ممارسة الضغط الشديد عليها في حالة استمرارها دعم طالبان والحركات الإرهابية الأخرى. وعادة ما توصف حكومة باكستان بأنها الوحيدة التي تشمل على مخربين ورجال إطفاء، وعلى هؤلاء زيادة جهودهم. وعليهم إقناع المواطنين بأن الطريق الذي اختطته الحكومة جعل البلد أقل أمنا.
وفي غياب الأدلة عن وقف باكستان دعمها لطالبان، فعلى الولايات المتحدة وقف دعمها لإسلام أباد وشطبها من قائمة “الحلفاء الكبار من غير الناتو” وفرض عقوبات عليها لدعمها الإرهاب. كما ويجب زيادة وتسريع توجهنا نحو الهند.
وأهم من كل هذا، علينا تكريس وقت وتركيز انتباه عال لترسانة باكستان النووية ومنشآت إنتاجها، فلو قام نظام إرهابي في المستقبل بنقل الأسلحة هذه أو حتى حكومة مثل الحكومة الحالية فسنكون قادرين على وقف هذا. وهذا أمر غير مستساغ، إلا أن البديل للسماح بنقل هذه الأسلحة سيكون أسوأ. وعلى الصين أن تكون على دراية ووعي بنوايانا وجديتنا، بما في ذلك مسؤولية بيجين باعتبارها جزءا مهما من جهود باكستان النووية، في حالة إساءة استخدام الأسلحة.
وتساءل بولتون إن كان الرئيس بايدن حازما بما فيه الكفاية لعمل ما يجب؟ ويجيب بلا.
وذكر بما ورد في سيرة جورج باكر عن الدبلوماسي الأمريكي ريتشارد هولبروك، حيث نقل عن ملاحظات أخذها هولبروك في اجتماع جرى في غرفة الأزمة في البيت الأبيض أثناء إدارة باراك أوباما. ومن بين الملاحظات “كانت مداخلات خاصة” كما يقول باكر “فقد قال نائب الرئيس جوزيف بايدن إن كل مصلحة باكستانية هي مصلحة أمريكية أيضا”. ويعلق هولبروك متسائلا بدهشة “ها؟”. ويقول بولتون إن تأكيدات بايدن كانت مخطئة وصح تقدير هولبروك.
واشنطن بوست
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews