ذاهبون إلى معرض الهند ولن يمنعنا الفيروس من بيع سلاحنا الاسرائيلي
24 ساعة من الخوف مرت على كبار رجالات الصناعات الأمنية في إسرائيل. حتى مساء أول أمس، بقيت لجنة الاستثناءات الحكومية متمسكة برفضها للمصادقة على الإعفاء من إغلاق الأجواء. ورفضت المصادقة لمجموعة تضم 80 إسرائيلياً من السفر جواً أمس من مطار بن غوريون في رحلة جوية خاصة إلى الهند. الجالسون في وزارتي الصحة والمواصلات ليسوا أغبياء، فهؤلاء لن يتطوعوا لأخذ هذه المصادقة الاستثنائية على مسؤوليتهم بخرق الإغلاق الجوي، ولا لهدف تجاري، خصوصاً وهم يغرقون في طلبات من أجل الإنقاذ والإخلاء على خلفية إنسانية. في البداية، توجهت الشركات بنداءات استغاثة للمنظم المأسور في وزارة الدفاع، الذي استجاب تقريباً بصورة فورية، وتوجه باستعطافات لمكتب رئيس الحكومة. بعد ذلك، رفع شخص ما الهاتف مباشرة إلى مكتب الرئيس، ولم تتأخر الإجابة. وفي الليل وصل إلى البريد الإلكتروني لوزير الصحة، يولي ادلشتاين، ونائبه يوآف كيش، بلاغ مختصر يقول “رئيس الحكومة صادق على خروج البعثة”.
الذريعة: معرض سلاح في الهند. الشرط: أن يكون أعضاء البعثة قد تلقوا الجرعة الثانية من التطعيم، مع “بدلة شخصية” لكل مسافر للصمود أمام قيود كورونا، الأمر الذي لم يتم. وكان وقّع على القرار العميد آفي بلوط، السكرتير العسكري لرئيس الحكومة.
يعتبر معرض “آيرو اينديا” الثاني من حيث الحجم في فرع الطيران العالمي بعد الصالون الجوي في باريس. وهذا المعرض يعقد مرة كل سنتين في القاعدة العسكرية الجوية الهندية في بنغلور، برعاية وزارة الدفاع الهندية، وهي أحد زبائن السلاح الكبار في آسيا، وهي أيضاً زبون استراتيجي للصناعات الأمنية الإسرائيلية.
إلى أي درجة تعد السوق الآسيوية مهمة للصناعة؟ إسرائيل تصدر سلاحاً بـ 7.5 مليار دولار في السنة (10 في المئة من مجمل التصدير الصناعي)، حيث 40 في المئة من المبيعات تتم في آسيا، و50 في المئة من المبيعات هي في مجالات اهتمام المعرض: الطيران، التزود بالصواريخ، أجهزة الرادار والدفاع الجوي. “أهمية المعرض بالنسبة للتصدير الأمني الإسرائيلي وللصناعة الأمنية، عالية جداً”، كتب مدير عام وزارة الدفاع، امير ايشل، للعميد بلوط، وتوسل إليه كي يتدخل رئيس الحكومة في الموضوع. “تم تجهيز مجمل الأجنحة والمعروضات الإسرائيلية في المعرض”، قال ايشل.
هناك استعداد منذ سنة لإقامة الأجنحة الإسرائيلية في المعرض. وقد كان سينضم إلى البعثة أيضاً ممثلون عن قسم التصدير الأمني في وزارة الدفاع، ولكن اندلعت ثانية موجة جديدة من كورونا وجاء معها إغلاق ثالث وقيود على المغادرين والقادمين من وإلى إسرائيل. تراجعت وزارة الدفاع عن المشاركة في المعرض، وسحبت يدها من تنظيم السفر. ولكن الشركات الأمنية الكبرى الثلاث (الصناعات الجوية ورفائيل والبيت) لم تقبل التنازل، خصوصاً في الوقت الذي وصل فيه المنافسون الكبار في العالم إلى بنغلور. هذا ما كان ينقصهم، بعد تقليص أموال المساعدة الأمنية وانخفاض سعر الدولار وفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
عندما انسحبت وزارة الدفاع، قرر هؤلاء استئجار طائرة من شركة “اركيع”، ونقل الأعضاء جواً إلى الهند وليكن ما يكون. وبعد أن قلص مكتب نتنياهو حجم البعثة ،كان يتوقع أن يقلع مساء أمس من مطار بن غوريون 50 مسافراً، من العاملين ورجال الحراسة، في طريقهم إلى المعرض.
هآرتس/ ذي ماركر
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews