خطر ترامب سيظل قائما حتى مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات
قال ديفيد إغناطيوس في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” إن المخاطر تظل قائمة من توريط الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة في مواجهة جديدة، محلية أو خارجية ويتخذها ذريعة للتمسك بالسلطة.
ولهذا يرى أنه طالما لم يتم التأكيد على فوز الرئيس المنتخب، جوزيف بايدن والمصادقة عليه في 6 كانون الثاني/ يناير فالمخاطر تظل قائمة.
ويقول إن هذا التهديد من المحتمل عدم تحققه، إلا أنه يثير قلق المسؤولين البارزين بمن فيهم الجمهوريون الذي دعموا ترامب في الماضي، لكنهم يعتقدون أنه يهدد بتجاوز ما يفرضه الدستور من محدودية على سلطته.
ووصفوا ما قالوا إنها حملة متعددة الوجوه من المؤيدين المتحمسين لترامب والقيام بحالة الإرباك في الداخل وربما التهديدات في الخارج من أجل دعم مصالحه. وستكون المواجهة الكبرى في 6 كانون الثاني/ يناير عندما يجتمع الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ لعد والمصادقة على ما قام به المجمع الانتخابي في 14 كانون الأول/ ديسمبر، والذي منح بايدن 306 أصوات وترامب 232 صوتا. والمصادقة عادة ما تكون شكلية، لكن ترامب اليائس يطالب الجمهوريين في المجلسين بتحدي العد ومنع تولي بايدن السلطة قبل أيام من تنصيبه. ويرى الكاتب أن المحاولة الأخيرة لترامب ستفشل بالتأكيد في الكونغرس.
ولكن الخطر الأكبر نابع من الشوارع التي تهدد فيها القوى المؤيدة لترامب ببث الفوضى في البلاد. وطلبت مجموعة تطلق على نفسها “نساء من أجل أمريكا أولا” السماح لها بعقد تجمع في واشنطن يوم السادس من كانون الثاني/ يناير. وبدأ ترامب بقرع الطبول: “هناك احتجاج في العاصمة واشنطن، كن هناك، وسيكون شرسا”.
ويخشى مسؤولو الحكومة من انتشار العنف بشكل يدفع ترامب لكي يستخدم قانون التمرد ويعبئ الجيش. وعندها يمكن لترامب استخدام “الصلاحيات العسكرية” لرفض نتائج 3 تشرين الثاني/ نوفمبر في الولايات المتأرجحة كما اقترح مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق. وفي مقابلة مع نيوزماكس في 17 كانون الأول/ ديسمبر، قال إن ترامب “يمكنه استخدام القدرات العسكرية ووضعها في تلك الولايات وإعادة الإنتخابات”.
وسيكون البنتاغون مركز أي تحرك، وهناك تحركات غير عادية قام بها مؤيدون لترامب تقترح تعبئة من أجل السيطرة على مفاصل السلطة. فكاش باتيل، مدير طاقم القائم بأعمال وزير الدفاع، كريستوفر ميلر عاد بشكل مفاجئ من جولة في آسيا بداية الشهر الحالي، بحسب مراسلة “فوكس نيوز” جينفر غريفين. ولم يشرح باتل، لكن ترامب ناقش في منتصف كانون الأول/ديسمبر إمكانية استبدال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كريستوفر ري وتعيين باتل مكانه.
وكانت هناك محاولة غريبة في منتصف كانون الأول/ ديسمبر، حيث اقترح ميلر فصل وحدة فك الشيفرات عن القيادة الإلكترونية التي يترأسها الآن الجنرال بول ناكسون، وفشلت المحاولة بسبب رفض الكونغرس. ولكن لماذا يقترح الموالون لترامب فصل القيادة المركزية الإلكترونية في وكالة الأمن القومي؟ والجواب هو ما قيل إن البيت الأبيض خطط لتعيين مدير جديد للوكالة هو عزرا كوهين- واتكين، المحافظ الذي كلف في الفترة الماضية بمتابعة نشاطات البنتاغون الإستخباراتية.
وفي حالة سيطرة الموالين على (إف بي آي) ووكالة الأمن القومي، فإنهم سيقومون بتسريب معلومات حساسة عن أصل التحقيق في التدخل الروسي في عام 2016. وحاول مدير وكالة الأمن القومي جون راتكليف الكشف عن المعلومات الحساسة هذه قبل الإنتخابات رغم احتجاج قادة الإستخبارات؛ لأن كشفها سيضر بالأمن، وتراجع ترامب بعد ضغط من وزير العدل في حينه ويليام بار.
وستكون أسابيع ترامب الأخيرة مثل علبة كبريت، محملة بالمخاطر والإضطرابات في الخارج. ففي يوم الأحد الماضي أطلقت الجماعات الموالية لإيران في العراق أكثر من 20 صاروخا على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد، حيث أصابت تسعة منها المجمع بدون سقوط ضحايا.
وأرسلت الولايات المتحدة رسالة شديدة، عبر القنوات الخاصة والعلنية لإيران وحذرتها من أي استفزاز. وكانت الرسالة الأشد في تغريدة لترامب نشرها يوم 23 كانون الأول/ديسمبر محذرا/ “لو قتل أي أمريكي فسنحمّل إيران المسؤولية، احذروا”. وقالت وزارتا الخارجية والدفاع إن تهديدات ترامب حقيقية.
وهناك نقطة مواجهة أخرى، وهي الذكرى الأولى لمقتل الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بغارة أمريكية في بغداد يوم 3 كانون الثاني/ يناير، وأي تصعيد قد يقود لمواجهة بين أمريكا وإيران. ويرى الكاتب أن الأمل في تحول سلمي للسلطة نابع من القضاة الفدراليين والمحكمة العليا التي عين ترامب بعض قضاتها ومراقبي الانتخابات وعدد قليل من أعضاء مجلس الشيوخ وبعض أعضاء دائرة ترامب المغلقة مثل بات كيبولوني، المستشار القانوني للبيت الأبيض الذي كما قيل بعضا من خطط ترامب المربكة.
ولن ينجح ترامب في تجاوز الدستور، لكنه سيترك أثرا مخربا في الأسابيع المقبلة. وقبل 6 كانون الثاني/ يناير يجب على وفد من الجمهوريين البارزين زيارته والتأكيد له أن بايدن فاز، وعليه وقف كل محاولاته.
واشنطن بوست
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews