Date : 26,04,2024, Time : 12:38:01 PM
3840 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 22 ربيع الأول 1442هـ - 08 نوفمبر 2020م 12:54 ص

زمن الوصاية الأميركية

زمن الوصاية الأميركية
فاروق يوسف

ما من دولة خالفت الأوامر الأميركية وانتهت نهاية حسنة. من كوبا إلى إيران مرورا بتشيلي وأفغانستان والعراق وفنزويلا وليبيا. وليست كوريا الشمالية استثناء في ذلك المجال بالرغم من أن زعيمها الشاب قد تُرك لجنونه الذي هو الآخر وصفة أميركية للخراب سبق وأن جربها صدام حسين وهوغو تشافيز وفيدل كاسترو.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي انفردت الولايات المتحدة بالعالم. هل هذا صحيح؟ إلى حد ما ولكن ليس تماما. فما الذي كان الاتحاد السوفييتي يفعله لنجدة حلفائه؟ يبقيهم أحياء ولكن محاصرين. علاقتهم بالعالم الخارجي تتم من خلاله وهو الذي لم يكن يمتلك قاعدة علاقات عالمية واسعة تستند إلى اقتصاد متطور.

غير أن التجربة أثبتت أن وجود الاتحاد السوفييتي خير من غيابه.

لم تكن الصين مؤهلة للعب الدور الذي كان يلعبه الاتحاد السوفييتي. كانت الصين دولة مختلفة؛ عقائدية متشددة في الداخل ومنفتحة بطريقة مدروسة على الاقتصاد الرأسمالي. حرصها على سوقها بحجم حرصها على عقائديتها. لذلك لم تتحول إلى قطب في السياسة الدولية. أما الاتحاد الأوروبي فإنه كان في طريقه إلى الانفراد بنفسه حين أعلنت بريطانيا عن انفصالها فصارت دوله تتعامل بطريقة فردية إلى حد كبير.

ظلت الولايات المتحدة هي القطب السياسي الوحيد الذي إن فشل في مجلس الأمن بسبب حق النقض فإن قوته العسكرية الفائضة تبيح له التدخل الفوري السريع في كل مكان.

فهي تفعل ما تشاء في الوقت الذي يلائمها ضاربة في بعض الأحيان بالقانون الدولي عرض الحائط. وهو ما أدى إلى أوضاع إنسانية غاية في السوء كما هي الأوضاع في أفغانستان والعراق.

غير أن الواقع هو الواقع وعدم الاعتراف به لا يعد إلا إنكارا أعمى.

لقد انشدّ العالم كله إلى الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة بطريقة لا يمكن أن تحدث لو أقيمت انتخابات في أي مكان آخر من العالم. وهو ما يؤكد أن البشرية كلها تنظر إلى رئيس الولايات المتحدة كما لو أنه رئيس العالم. هناك مصائر دول عديدة رهينة بالرئيس المقبل.

شخصية الرئيس مهمة بسبب صلاحياته الواسعة غير أن السياسة التي تقف وراءه هي الأهم. فقد يكون الرئيس مولعا بالاستعراضات التي تجلب معها الأخطاء الجانبية مثلما حدث مع دونالد ترامب وقد يكون شغوفا بالمؤامرات السرية مثلما كان الحال مع باراك أوباما. غير أن ذلك الرئيس يبقى واجهة ثقيلة لسياسة المؤسسة الأميركية العميقة.

ولأن أميركا قوية فإنها لا تخشى التحولات، بل إنها لن تكون أميركا إذا لم تقع التحولات. تلك تحولات يدفع العالم ثمنها؛ يربح جزء ويخسر جزء. تفعل ذلك لأنها كبيرة وقوية وصلبة وعميقة وفي إمكانها أن تكون موجودة في كل مكان من الكرة الأرضية كما لو أنها ساحر.

القوة العسكرية هي مصدر ثقتها. ذلك صحيح. ولكنها أيضا قوة علمية لا يستهان بها. الجامعات الأميركية هي سر تلك القوة. لم ينفق الأميركان أموالهم على العقائد. لقد أنقذهم إيمانهم بحرية المعتقد من الوقوع في ذلك الفخ. لقد أنفقوا أموالهم على العلم. احتكروا الكثير من المؤسسات الأممية لخريجي جامعاتهم فكانوا في ما بعد حاضرين في كل مكان من العالم وبالأخص مناطق الأزمات التي تقف الولايات المتحدة نفسها وراءها.

تتوج الولايات المتحدة عملها في خدمة العالم من خلال خبرائها بعد أن يكون عسكريوها قد رسموا خرائط لخراب استثنائي لا يُمحى غباره.

لقد استطاع خبراء الإعلام أن يمحوا كلفة الحرب في فيتنام. لا أحد يتذكر فيتنام، حتى فيتنام نفسها التي لا تتعامل مع ماضيها بجنائزية.

في إمكان أميركا أن تخلق واقعا بديلا لواقع تشعر أنه لا ينسجم مع خططها. لقد محيت عقدة الذنوب ووضعت الأفلام والوثائق على الرف. ما ارتكبته أميركا من الجرائم خلال العقدين الأخيرين يتفوق في بشاعته على ما ارتكبته في فيتنام غير أنها استطاعت أن تخرج نظيفة.

“العالم قد تغير” ولكنه العالم الذي صنعته بنفسها. ذلك هو العالم الذي يطوي ملف جرائمها ليقف مشدود الأعصاب في انتظار الإعلان عن الرئيس المقبل الذي انتخبه شعبها كما لو أن العالم كله قد صغر وصار مجرد صندوق اقتراع.

لا تحتاج أميركا إلى أن تصدر أمرا ليقيس العالم درجة حرارته قياسا لما يجري فيها.

مشكلة العالم هي وعقدته غير أن البشرية لم تفعل شيئا من أجل أن تتخطاها فظلت سادرة في غيها من غير أن يغير ذلك من حقيقة أنها لا تزال هي القوة الأذكى في العالم.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد