حين يستجدي غانتس الفلسطينيين.. على شكل تهديد!
تمتم بني غانتس لفترة طويلة جداً بكلمات غير مفهومة عندما أراد أن يشرح، بدون نجاح، موقف حزبه من الضم في الضفة الغربية. لا لضم أحادي الجانب، نعم لضم أحادي الجانب. بالموافقة “غير الممكنة” للمجتمع الدولي، بالموافقة “غير الممكنة” للأردن.. ضم في الغور فقط.. في الكتل الاستيطانية فقط.. وفقط في إطار خطة ترامب الواسعة.. في خطوة رمزية ضيقة.. مع تقديم بادرات حسن نية للفلسطينيين، ولكن في الأصل يريد من الفلسطينيين: لا تطلبوا منا التوسع في ذلك. هكذا ظهر تقريباً. لم يحسم “أزرق أبيض” شيئاً حتى الآن ولم يوضح أمره في هذه المسألة.. ليس مع وليس ضد. لهم قائمة شروط غير ممكنة لتطبيق هذه الخطوة. ولكن إذا تحققت هذه الشروط، فهيا إلى الأمام – فليكن ضماً. سياسة الغموض هذه ظهرت غريبة بشكل خاص على خلفية تصريحات شركائهم في الحكومة الذين يعتبرون الضم مهمتهم السامية.
عملياً، لم يقدم غانتس، أمس، رداً واضحاً ما لإذا كان ضد أم مع. لقد ظهرت أقواله في محادثته مع مراسلين عسكريين وكأنها تهديد للفلسطينيين الذين يرفضون إنقاذه من هذه الفوضى. وفي الأسبوع الماضي، قال أعضاء في “أزرق أبيض” للصحيفة بأن الفلسطينيين يمكنهم إنقاذ الوضع إذا وافقوا على إجراء المفاوضات. فعندها لن تكون هناك خطوة أحادية الجانب، وعلى الأقل ستؤجل كل هذه العملية المعقدة إلى موعد غير معروف.
يعلن غانتس في الوقت الحالي بأن الفلسطينيين إذا لم يعودوا إلى طاولة المفاوضات، فستضطر إسرائيل إلى “التقدم بدونهم”.
يعلن غانتس في الوقت الحالي بأن الفلسطينيين إذا لم يعودوا إلى طاولة المفاوضات، فستضطر إسرائيل إلى “التقدم بدونهم”. “لن نواصل انتظار الفلسطينيين. الفلسطينيون يواصلون رفض التحادث والبقاء في حالة سبات عميق”، قال. وفعلياً، غانتس نفسه هو الذي يعيش حالة سبات، فهو غير قادر على تأييد الضم أو معارضته. وكل ما تبقى لديه هو استجداء الفلسطينيين. استجداء على شكل تهديد. هيا إلى طاولة المفاوضات وإلا ستخسرون كثيراً. لأنهم لا يعرفون إلا لغة القوة فقط، هكذا -كما يبدو- علموه في الجيش.
في اللقاء نفسه، قدر غانتس بأن الضم “لن يؤثر” على روتين حياة الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة، وأن هذه الخطوة ستذيب “الجمود السياسي”. هذه التفسيرات أخذت مباشرة من رسائل إدارة ترامب. ولتليين الأقوال، عاد إلى صفحة الرسائل المشوشة للحزب التي، بحسبها، سيعمل “على تقليص خطر تحويل دولة إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية بقدر الإمكان، مع الحفاظ على أمن الدولة، من خلال حوار وطيد مع الولايات المتحدة ودول العالم والفلسطينيين، إذا أرادوا أن يكونوا جزءاً من الحوار”. هذا منطقي: غانتس يريد إذابة الجمود السياسي بإبعاد الفلسطينيين عن المعادلة. السلام يبدأ وينتهي في داخلنا، أما نحن فلسنا بحاجة إلى شركاء.
حسب غانتس، يمكن القيام بالضم بسهولة بموافقة العالم والمنطقة كلها والدفع قدماً بالسلام دون الطرف الثاني، بل ويمكننا أيضاً تنفيذ ضم أخلاقي جداً في العالم: “لن نأخذ فلسطينيين إلى داخل أراضينا، ولن نمس بحقوق الإنسان وحرية الحركة”، وعد. وكأنه لم يكن موجوداً في المناطق يوماً ما.
مؤخراً، قلب “أزرق أبيض” نظام المتحدثين بلسانه؛ فقد أبعد أشخاصاً قدامى وجنّد جدداً. “ثمة مشكلة في الدعاية”، قال الحزب. لا يوجد لـ”أزرق أبيض” بالضبط مثلما لإسرائيل، أي مشكلة مع الإعلام. المشكلة هي في الواقع؛ فمن لا توجد له أيديولوجيا واضحة لا يمكن شرحه وعليه اختراع أيديولوجيا كهذه وتسويقها له. وعلى ذلك تدل تلك الجملة التي قالها غانتس في اللقاء، وهي أن على حكومة إسرائيل “عدم إدارة الصراع فقط، بل يجب أن تشكله أيضاً”. ليس غانتس، بل حكومة إسرائيل، يجب عليها إنهاؤه. أما الإدارة والتشكيل فتتركهما للتلاميذ.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews