انقسام.. قوى الشيعة تفشل باختيار رئيس حكومة بالعراق

جي بي سي نيوز:- قالت مصادر سياسية خاصة، الأحد، عن فشل توصل "اللجنة السباعية" المشكّلة من الكتل السياسية الشيعية في العراق، التوصل إلى اتفاق حول رئيس الحكومة المقبل.

ويعد اليوم الاثنين آخر موعد أمام الكتل السياسية الشيعية لترشيح شخصية لمنصب رئاسة الوزراء، حتى يكلفها الرئيس العراقي برهم صالح بتشكيل حكومة انتقالية خلال مهلة أقصاها 30 يوما ،  وفق "عربي21"

وقالت المصادر التي تنتمي إلى تحالف "البناء" وطلبت عدم كشف هويتها إن "الكتل السياسية لم تتمكن في اجتماع عقد مساء الأحد واستمر إلى ساعة متأخرة، من التوصل إلى اتفاق حول المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة نعيم السهيل".

انقسام شيعي

ولفتت إلى أن "الكتل السياسية الشيعية، ربما تؤجل الاجتماعات إلى ما بعد انتهاء حظر التجوال في العاصمة بغداد بسبب فيروس كورونا، والذي من المقرر أن ينتهي يوم 23 آذار/مارس الجاري".

لكن مصادر سياسية أخرى من التحالف ذاته أكدت في حديث لـ"عربي21" أن خلافات حادة بين الكتل السياسية الشيعية حالت دون التوصل إلى الاتفاق على نعيم السهيل مرشحا لرئاسة الحكومة.

وأكدت أن "انقساما حصل بين اللجنة السباعية على ترشيح السهيل، حيث رفضه تحالف النصر برئاسة حيدر العبادي وكتلة عطاء بقيادة فالح الفياض، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رغم قرب المرشح من الائتلاف، وفي المقابل دعمته سائرون التابعة لمقتدى الصدر وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري".

مقبول إيرانيا

وحول أسباب طرح اسم السهيل دون غيره، كشفت المصادر أن اتفاق الكتل السياسية الشيعية على ترشيح الأخير لاعتقادهم بأنه سيكون مقبول غربيا من خلال علاقته برئيس الجمهورية برهم صالح.
وعمل نعيم السهيل مديرا عاما في ديوان الرئاسة، ثم كلفه برهم صالح مؤخرا برئاسة ديوان الرئاسة بالوكالة، بعد إخراج رئيسه السابق نصير العاني.

وبخصوص قبوله لدى الجانب الإيراني، قالت المصادر السياسية إن "إيران حتى الآن تؤيد ترشيحه بشكل لا بأس به".

موقف الأكراد

من جهته، رأى النائب الكردي في البرلمان العراقي أحمد الحاج رشيد أن "المرشح لرئاسة الحكومة يحتاج إلى إجماع شيعي، ونأمل أن يتوصلوا إلى اتفاق على شخصية معينة قبل انتهاء المهلة الدستورية".

وقال الحاج رشيد في حديث لـ"عربي21" إن "أي شخص مرشح لمنصب رئيس الوزراء لابد أن يراعي مسألة التوازن بين المكونات، وأن يدرج في برنامجه الحكومي إجراء انتخابات برلمانية شفافة خلال مدة عام، وكشف قتلة المتظاهرين والقوات الأمنية، وإحالة ملفات الفساد للقضاء حتى نؤسس لدولة المؤسسات".

أما بالنسبة لموقف إقليم كردستان، فقد رأى رئيس كتلة الجماعة الإسلامية الكردستانية، ضرورة أن "يراعي مسألة رواتب الموظفين التي طالما كانت مسألة خلافية بين الإقليم وبغداد، وإبعادها عن التجاذبات السياسية، وكذلك إعطاء مستحقات الفلاحين في الإقليم، وجعل قوات البيشمركة جزءا من المنظومة الدفاعية، ومراعاة بنود الدستور".

وشدد الحاج رشيد على أن "كتلته ليس لديها خطوطا حمراء على أية شخصية، لكن لابد من الاطلاع على سيرته الذاتية ونزاته وكفاءته، لأننا قطعا نرفض موضوع الفساد، لكن ننتظر الترشيح حاليا وساعتها يكون لنا موقفا واضحا من ذلك".

رفضه المتظاهرون

وسرعان ما أعلنت ساحات الاحتجاج رفضها ترشيح السهيل لرئاسة الحكومة، فغداة تسرب أنباء عن طرح اسمه، انتشرت في ساحة التحرير مكان المظاهرات وسط العاصمة بغداد، صور كتب عليها "نعيم السهيل مرفوض".

واعتبر المحتجون العراقيون أن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، هو من أتى بالمرشح الجديد نعيم السهيل، رافعين صوره مع المالكي في ساحة التحرير وسط بغداد مكتوب عليها "مرفوض أنت ومن جاء بك بأمر الشعب.. لسنا حقلا للتجارب".

كما أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#نعيمالسهيلمرفوض"، ردا على محاولات الكتل السياسية الشيعية تسميته مرشحا لرئاسة الحكومة الانتقالية المقبلة، مصرين على تشريح شخصية مستقلة تلبي مطالبهم.