الإجراءات الأمنية في الصومال تهوي بمبيعات سوق السيارات
جي بي سي نيوز :- في مؤشر غير مسبوق، يشهد قطاع سوق السيارات في العاصمة مقديشو، حالة ركود مستمرة طيلة الشهور الماضية، نتيجة إجراءات أمنية مشددة، تشهدها العاصمة، في محاولة التصدي لهجمات إرهابية متكررة، حيث يحظر دخول السيارات إلا بكفالة أو عملية تفتيش دقيقة.
إغلاق الطرق الحيوية في العاصمة مقديشو، شل قطاع سوق السيارات، وألقى بظلاله على حركة البيع والشراء، فآلاف السيارات تتكدس في المعارض الخاصة بها، بعد عزوف ملحوظ من المواطنيين عن الشراء.
وتسببت عمليات تفجيرية عبر السيارات المخصصة، أبرزها في ديسمبر/ كانون أول الماضي، في مقتل أزيد من 90 شخصا، في انفجار سيارة خلال ساعة الذروة الصباحية في العاصمة الصومالية مقديشو.
والشهر الماضي، قالت الشرطة الصومالية إن سيارة مفخخة انفجرت، مستهدفة مجموعة من المتعاقدين الأتراك بمدينة أفجوي شمال غربي العاصمة مقديشو، بينما أعلنت حركة الشباب المجاهدين مسؤوليتها عن التفجير.
وتشن حركة الشباب، وهي مجموعة من الإسلاميين المتحالفين مع تنظيم القاعدة، تمردا منذ أكثر من 10 سنوات؛ وتم طرد الحركة من العاصمة في 2011، لكنها ما تزال تسيطر على بعض مناطق البلاد.
** لا زبائن
في مرآب عادل لبيع السيارات الجديدة، تصطف المركبات على مدى البصر بأنواعها المختلفة، لكن لا حركة فيها سوى لرجال نظافة وتلميع السيارات كعمل يومي لفض الغبار عنها.
عثمان صوفي مالك المرآب، وعضو لجنة مستوردي السيارات، يقول للأناضول، إنه يعمل في مجال بيع السيارات قرابة 30 عاما، ولم يشهد ركودا مثل الموجود في الفترة الحالية، حيث باتت السوق بلا حركة تجارية خلال الفترة الأخيرة.
ومضى قائلا: "في السابق أي قبل حوالي 6 أشهر، كانت الحركة الجارية في السوق مربحة.. كان يترواح عدد السيارات التي تباع يوميا بين 10 و15، وهو عدد كبير بالنسبة لنا، لكن الآن لم نبع سيارة واحدة في الأسبوع".
وعزا التجار تراجع مبيعات السوق السيارات، لعوامل عدة، منها غياب السيولة المالية في البلاد، إلى جانب الإجراءات الأمنية التي تفرضها السلطات الأمنية على مداخل وأحياء العاصمة، بغية تصدي للهجمات الانتحارية.
** السيارات المستعملة
الركود يكاد أن يغلق أبواب سوق سيارات المستعملة، الذي كان أكثر حركة في سوق بيع سيارات الجديدة، حيث كان رواده يصلون تباعا للبحث عن موديلات مناسبة لجيوبهم ولا تتوقف الحركة فيه حتى ساعات متأخرة يوميا.
وتتوافد على سوق سيارات المستعملة يوميا، عشرات السيارات معروضة للبيع، بعد أن اشتكى أصحابها من صعوبة التنقل في العاصمة، واضطروا إلى استخدام عربات التوك التوك للوصول إلى أعمالهم.
وتحت ظلال الأشجار يجتمع عشرات السماسرة في سوق السيارات، مترقبين حركات الزوار في السوق، ليلاقي الزائر فجأة عشرات العروض من قبل السماسرة بغية بيع ولو سيارة واحدة في اليوم.
محمود محمد إبراهيم، أحد سماسرة سوق السيارات، يقول للأناضول: "كعادتنا نصل للسوق مبكرا، للاستعداد لاستقبال الراغبين في شراء السيارات، لكننا نعود لمنازلنا خالي الوفاض".
وأضاف أن بعض السماسرة "توقفوا عن أعمالهم، بسبب الركود، حيث توجهوا لأعمال أخرى، لسد احتياجاتهم اليومية، هربا من لعنة تراجع المبيعات في السوق السيارات".
وحمل السماسرة الحكومة الصومالية وبلدية مقديشو، مسؤولية حالة الاضطراب التي تعاني منها السوق، نتيجة إغلاق الشوارع الرئيسية في العاصمة، ونشر نقاط تفتيش أمنية عند مداخل أحياء العاصمة.
ورغم غياب احصائيات رسمية حول قائمة العلامات التجارية من حيث المبيعات في السوق، إلا أن تويوتا اليابانية تعد الأكثر مبيعا في السوق، حيث تعتمد سوق السيارات الصومال بشكل شبه كامل على سوق اليابان، بنسبة تترواح بين 75-80 بالمئة بحسب لجنة مستوردي السيارات.
فيما أكدت اللجنة أن المبيعات في سوق السيارات، تراجعت بنسبة لا تقل عن 85 بالمئة، معتبرة هذه الحالة الأولى من نوعها خلال السنوات الخمسة الماضية.
** إجراءات أمنية
تتعقد الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الأمنية يوما بعد الآخر، في محاولة لتصدي الهجمات الانتحارية، التي تنفذها حركة الشباب عبر السيارات المفخخة، حيث نشرت عشرات النقاط الأمنية في تقاطعات الشوارع الرئيسة.
وتخضع السيارات الخاصة لإجراءات التفتيش والتدقيق لساعات، بينما لا يسمح أحيانا العبور إلا للسيارات الحكومية، ناهيك عن الزيارات الرسمية والمناسبات الوطنية، حيث يتم إغلاقها طيلة يوم أو يومين.
يقول جمال يوسف وهو مستشار اقتصادي، للأناضول، إن الحكومة الصومالية أعطت في المقام الأول تثبيت أمن العاصمة، من دون دراسة أو مقارنة انعكاسات هذه الإجراءات على التجارة أو الأسواق.
وذكر يوسف أن "السيارات المرخصة في العاصمة وحدها، ربما تتجاوز 80 ألف سيارة، في حال استمرار هذه الإجراءات من دون البحث عن خيارات بديلة تنصف هذا القطاع، سيتضرر تجار سوق السيارات إلى حد الإفلاس".
الاناضول
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews