Date : 02,05,2024, Time : 12:26:16 AM
2966 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 12 جمادي الاول 1441هـ - 08 يناير 2020م 09:59 م

عندما تقول الجزائر أن طرابلس «خط أحمر»

عندما تقول الجزائر أن طرابلس «خط أحمر»
محمد كريشان

العاصمة الليبية طرابلس «خط أحمر نرجو ألا يتجاوزه أحد»… قالتها الجزائر بوضوح لا لبس فيه. وإذا ما أضيف لذلك تنديدها القوي بالمجزرة التي حصدت أرواح حوالي الثلاثين طالبا في الكلية العسكرية بطرابلس ووصفها له بجريمة حرب فإن الرسالة باتت جلية وعنوانها الأبرز : جماعة خليفة حفتر والدول العربية التي تقف وراءه.
وعندما تعلن الرئاسة الجزائرية هذا الموقف المقرون بدعوة المجموعة الدولية ومجلس الأمن إلى «فرض الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا» خلال استقبالها رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج وبالتزامن مع زيارة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى البلاد، فإن عدم التقاط هذه الأطراف لرسالة بهذه القوة وهذا الوضوح يعد أمرا شديد الغباء.
ما سبق يجب ألا يحجب أيضا أن الرئيس عبد المجيد تبون دعا كذلك إلى «إنهاء التصعيد والنأي بالمنطقة عن التدخلات الخارجية»، مع التذكير بموقف الجزائر القائم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، في إشارة ضمنية إلى القرار التركي بإرسال قوات تركية لدعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا. يأتي هذا الموقف بعد يوم واحد من تأكيد الخارجية الجزائرية رفضها أي وجود عسكري أجنبي في ليبيا ودعوتها إلى «حل بين الليبيين» وحدهم.
إذن تكاد تكون الجزائر الوحيدة التي تجمع بين إدانة صريحة لما تتعرض له العاصمة طرابلس من «عدوان»، وفق وصف وكالة الأنباء الجزائرية قبل أيام، ورفض أي تدخل عسكري أجنبي في الشأن الليبي. هي بذلك تضع حدا للحوَل الذي ميّـــــز مواقف عدد من دول، لاسيما في الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية في القاهرة حين لم تر التدخل الأجنبي في ليبيا إلا في ما أعلنته أنقرة، في إغفال متعمد لتدخل كل من روسيا بشركاتها الأمنية شبه الرسمية والإمارات بطيرانه وغاراته القاتلة ومصر وإسنادها المتعدد الأوجه فضلا عن المرتزقة الأفارقة يتقدمهم سودانيون عبر «المتعهد» محمد حمدان دقلو حميدتي وقوات «الجنجويد» سيئة الصيت.

كثير من الصارخين ضد التدخل التركي المفترض والمولولين لم يشاؤوا رؤية الأمور إلا من هذه الزاوية الضيقة المنحازة، متوقعين أن تظل حكومة الوفاق «مكتوفة الأيدي» وفق تعبير السراج تنتظر دخول «الفاتح» حفتر للعاصمة دون أن تحرك ساكنا فيما يجمع هذا الأخير كل الدعم الخارجي العسكري والسياسي دون أن يروا في ذلك أمرا شائنا أو معيبا. ومن هنا تأتي أهمية الموقف الجزائري الذي طرح الموضوع من ناحية مبدئية عامة مع التأكيد على أمرين أساسيين: رفض اقتحام العاصمة الليبية بالقوة وضرورة الحل السياسي بين الليبيين أنفسهم وهما أمران إذا ما توفرا فلا حاجة مطلقا لتدخل تركي أو لغيره.
لقد سبق لنائب الرئيس التركي أن صرح قبل أيام بأن قرار التدخل «رسالة» من بلده إذا ما التقطها المعنيون فقد لا تتكون هناك حاجة للقيام به أصلا. هنا تبدو أن الجزائر وحدها من التقط المعنى الحقيقي للتصريح التركي، رغم أنها لم تكن المعنية به، فاتجهت إلى تفعيله لتجنب الأسوأ عبر تحريك الأمور بعيدا عن لغة السلاح الداخلي والخارجي ففرضت نفسها طرفا مدعوا أخيرا لحضور مؤتمر برلين المزمع عقده قريبا حول الأزمة الليبية، فيما ظلت القاهرة وأبوظبي وجماعة حفتر تعزف على نفس النغمة.
مجرد مثال على ذلك، هذا التصريح للمتحدث باسم البرلمان الليبي في طبرق الموالي لحفتر عبدالله بليحق، فهو بعد أن أعرب عن الأمل في أن يكون «الدور الجزائري في الأزمة الليبية دورا إيجابيا رافضا للتدخل الخارجي» هرع سريعا للقول إن «الليبيين يعولون اليوم على نجاح الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر في تحرير العاصمة طرابلس من الجماعات المتطرفة والمليشيات الخارجة عن سلطة الدولة، ثم الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة دون مشاركة الإسلاميين والجماعات المتطرفة»… مع ما يعنيه ذلك أن هذا الطرف ما زال «يركب رأسه» ولم يستوعب شيئا مما يجري حوله متوهما أنه بامكانه أن يفرض ما يريد رغم أنف الجميع.
نقطة قوة الدبلوماسية الجزائرية، التي بدأت تستعيد عافيتها مؤخرا وتلتفت إلى محيطها المتوتر بعد فترة غياب شغلتها فيه الأوضاع الداخلية المضطربة، أنها قادرة على التواصل مع جميع المؤثرين من ذلك اتصالات وزير خارجيتها مؤخرا بكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومع وزراء خارجية كل من مصر والإمارات وفرنسا ومالي والنيجر وتشاد.
سيكون حفتر ومن معه مخطئين جدا إن هم ظنوا أن هجومهم العسكري على طرابلس منذ أبريل/نيسان الماضي و «ساعة الصفر» التي أعلنها متفاخرا الشهر الماضي سيؤتيان أكلهما وكأن شيئا لم يكن، وكأن الجزائر لم تقل شيئا. الجزائر باختصار شديد لا يمكن أن تقبل أن يصبح مجاورا لها شخص انقلب على شرعية حكم بلاده المعترف به دوليا (رغم الهنات التي نعرفها عن حكومة الوفاق ورغم طبيعة المحيطين بها والمؤيدين ممن عليهم نقاط استفهام)، وأن يكون فوق ذلك مدعوما من دول لا تكن لها الجزائر في الحقيقة ودا خاصا ولا تريد أن يكون مندوبها موجودا على حدودها. ربما هي ترى في ذلك، على الأرجح، تطورا أمر وأقسى من تدخل تركي محدود في طرابلس يؤدي مهمته في صد المهاجمين والعودة لاحقا إلى دياره.

القدس العربي 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد