القضاء النيجيري يحظر الحوزة الشيعية ويتهمها بـ«العنف والحرابة»

أصدر القضاء النيجيري، الإثنين، قرارا يجيز للحكومة الاتحادية حظر الحوزة الشيعية بزعامة الإمام إبراهيم الزكزاكي، والمسماة بـ «الحركة الإسلامية النيجيرية».

وأرجع القرار الإغلاق «لممارسة العنف والحرابة»، إثر تظاهرة عنيفة نظمها نشطاء الحركة يوم الإثنين الماضي، مطالبين بتحرير الزكزاكي. وقد قتل في هذه التظاهرة ستة أشخاص بينهم صحافي، وجرح فيها المئات.
وأكد بيان للرئاسة في نيجيريا «أن الحكومة قررت حظر الحوزة الشيعية التي تتوسع بشكل ملفت خوفا من أن تصل الأمور إلى درجة لا تمكن السيطرة عليها، ولكيلا يستخدم الدين ضد سيادة القانون».

أحد قادتها ندد بالخطوة … واعتبرها «تطورا خطيرا سيكون له ما بعده»

وأكد أن «حظر الحركة الإسلامية النيجيرية لا يعني التضييق على الشيعة النيجيريين غير الأعضاء في الحركة، والذين يمارسون شعائرهم الدينية بالطرق السلمية».
وندد يحيى طاهر، أحد قادة الحوزة الشيعية في نيجيريا، الإثنين في مؤتمر صحافي، بقرار المحكمة. ووصفه بأنه «تطور خطير سيكون له ما بعده».
وخاطب الحكومة قائلا «إنكم لن تتمكنوا من وقف إيديولوجيا صامدة راسخة، إنكم لن توقفوا ديننا أبدا». وقال إن «التظاهرات لن تتوقف حتى يطلق سراح إبراهيم الزكزاكي».
وأسست الحركة الإسلامية النيجيرية عام 1978 بصفتها حركة طلابية قبل أن تقع في قبضة مجموعة ثورية متطرفة متأثرة بالثورة الإيرانية، وأن تتحول بعد ذلك إلى حوزة شيعية ممولة وموجهة من طرف القيادة الدينية الإيرانية.
وتواجه الحركة اعتداءات واسعة من طرف النخبة السنية في نيجيريا التي لا تخفي تبعيتها للمدرسة الوهابية السعودية.
والزكزاكي زعيم شيعة نيجيريا (65 عاما) هو قيد الاعتقال السري منذ عام 2015 وذلك إثر أعمال عنف حدثت في العام نفسه أثناء مناسبة دينية شيعية.
واقتحم الجيش النيجيري مقرات الحركة في مدينة زاريا إثر الأحداث المذكورة حيث اشتبك مع كمين لنشطاء الحركة واضطر، حسب قادته، لإطلاق الرصاص الحي، مما أسفر عن مقتل 350 من أعضاء الحركة. ولم تتوقف منذ حادثة 2015، التظاهرات اليومية المطالبة بتحرير الزكزاكي.
وازداد الطابع العنيف للتظاهرات الشيعية في نيجيريا مؤخرا بعد نشر إشاعات تتحدث عن تدهور صحة الزكزاكي.
ويتخوف محللون مختصون في هذا الشأن من أن تتحول الحركة الشيعية في نيجيريا تحت القمع والضغط إلى حركة متطرفة مثل حركة «بوكو حرام»، التي لم تتمكن الحكومة النيجيرية من القضاء عليها بعد عشر سنوات من المطاردة والمواجهة.
ويؤكد جون كامبل السفير الأمريكي الأسبق في نيجيريا (2004-2007) الباحث حاليا في مجلس الشؤون الخارجية الأمريكي «أن تعامل السلطات النيجيرية مع الأقلية الشيعية في نيجيريا يشبه تعاملها مع حركة بوكو حرام عند ظهورها».
وقال «إن الحركتين تسعيان لإقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة، ولا تأثير للغرب عليها في أي مجال وبخاصة في المجال التعليمي، كما أن الحركتين معارضتان للهيمنة التقليدية السياسية والدينية لنخبة منطقة الشمال».
ويتمتع الزكزاكي بقبول كبير داخل الشباب النيجيري المتحمس لخطبه المنددة بالولايات المتحدة وبإسرائيل اللتين قام أنصاره مرات عدة بحرق علميهما أثناء تظاهرات عامة.
وتمكن الزكزاكي من اكتتاب وتنظيم ميليشيا مؤلفة من الشباب مستعدة لحمايته والقتال دونه.
وأمام القمع الذي تتعرض له أكبر حركة مناصرة لها في غرب افريقيا، تجد إيران صعوبة شديدة في إسماع صوتها في هذه القضية بعدما انهارت الأسس التي تقوم عليها سياستها في افريقيا إثر اعتراض الأمن النيجيري عام 2010، باخرة إيرانية محملة بالأسلحة موجهة إلى غامبيا وخارقة للحظر المفروض على حكومة بانغول.
وقطعت دول أفريقية عديدة بينها السودان حليف إيران القديم، علاقاتها مع طهران.
كما قطعت المملكة المغربية هي الأخرى علاقاتها مع إيران في أيار/ مايو 2017 بعد أن حصلت على أدلة تثبت تورط حكومة طهران بتسليح جبهة بوليساريو.
ويلعب قياديو الحركة الشيعية النيجيرية بمهارة ورقة المساس بحقوق الإنسان في نيجيريا، مستغلين اعتقال زعيمهم دون محاكمة، وهم يسعون عبر ذلك للحصول على تعاطف المجتمع الحقوقي الدولي مع قضيتهم. ويرفض نظام الرئيس محمد بخاري أي تفاوض مع شيعة نيجيريا، ويعتبرهم «حركة إرهابية خطيرة على استقرار نيجيريا وعلى وحدتها».

القدس العربي