عن ترامب وجدار المكسيك والعرب
بإعلان ترامب حالة الطوارئ يكون قد دخل في معركة قانونية لن تهدأ مع الكونجرس وخاصة الديمقراطيين الذين سيلجأون الى المحاكم كما وعدوا لإبطال قراره المتخذ بغية اقتطاع 8 مليارات دولار من رصيد الطوارئ لبناء جدار مع المكسيك .
ليس بإمكان الكونجرس ايقاف قرار الرئيس إلا بطريقتين لا ثالث لهما :
إما باستصدار قرار من المحكمة بعدم دستورية قراره.
وإما باصدار قانون ينص صراحة على رفض اقامة الجدار .
بالنسبة للخيار الأول ، فإن من المتوقع أن يلجأ إليه التشريعيون بالتزامن مع محاولتهم اصدار قانون يلغي قرار ترامب ، ولكن هذا الخيار الثاني أمامه عقبات ، يقول الدستور الأمريكي إنها تتمثل بضرورة حصول القانون المقترح على موافقة الكونجرس ، وفي هذه الحالة فإن ترامب يمتلك حق الفيتو ، وإذا استخدم حقه بالفيتو يظل أمام الكونجرس فرصة أخيرة وهي حصول القانون على موافقة ثلثي أعضاء المجلس ، وهنا يصبح فيتو ترامب لاغيا .
ولدى إجراء قراءة سريعة لخارطة التحالفات ، فإننا نكتشف بأنه من المحال تصويت ثلثي المجلس على قانون يلغي قرار الرئيس ، دون أن ننسى بأن ترامب من الذكاء لدرجة تؤكد وبلا شك ، أنه قرأ مواقف النواب والشيوخ ، وبعد أن اطمأن أعلن حالة الطوارئ بثقة يحسد عليها ، ولكن موقف القضاء سيحسم الامر لصالحه أم ضده .
ولكي نكون واقعيين ، فإن اليمين المتطرف الذي جاء بترامب الى البيت الابيض لا زال فاعلا ، وليس صحيحا أن هذا الرئيس معزول شعبيا ضمن فئة قليلة تناصره ، فوفق آخر استطلاعات الرأي ، فإنه لا يزال يحظى بثقة نصف الأمريكيين ، ومن هنا ، فإن الرجل لا زال قويا رغم كل ما يفعله من موبقات سواء في أمريكا أم في العالم .
وإذا سأل سائل : وما شأننا كعرب بجدار المكسيك فإن الجواب باختصار هو : أن الولايات المتحدة تكاد تكون البلد الوحيد في العالم الذي إذا عطس أصيب جميع العرب بالزكام . *****
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews