جمعية سلاسل الإمـــــداد والمشتريات واستراتيجية الرؤية 2030 : نقـــط التــقــاء
لقد خطت المملكة العربية السعودية خطوات متقدمة في الرقي بالقطاع الصناعي ضمن استراتيجية الرؤية 2030 وما بزغ على ضوءها من برامج محفزة وواعدة على المستوى الحكومي أو على مستوى القطاع الخاص على حد سواء. فعلى المستوى الحكومي يأتي برنامج المحتوى المحلي ليضيف لبنة أخرى إلى مجموع اللبنات السابقة في تحفيز القطاع الحكومي في الاستثمار بجزء (50%) من مشترياته البالغة 230 ملياردولار في القطاع الصناعي الداخلي مما يعكس بالتالي المنافع الاقتصادية ، نحو مصلحة الميزان التجاري الداخلي للمملكة ، والمصلحة الاجتماعية ، بتوفير المزيد من الفرص الوظيفية في سوق العمل لشباب الوطن، على حد سواء.
كما يأتي برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية والذي يطمح إلى استقطاب مبلغ ترليون و 600 مليار من الاستثمارات والمتضمنة عدة قطاعات استراتيجية منها الصناعة و الطاقة و التعدين و اللوجستية و يضم 330 مبادرة بمشاركة 34 جهة و بمساهمة كبيرة للقطاعين الخاص المحلي و الدولي، كإحدى المحفزات للاقتصاد الوطني و الذي يرجى منه إضافة نوعية تعيد تموضع الصناعة السعودية لوضعها في مصاف الدول الصناعية الكبرى.
وبجانب هذه البرامج الطموحة تأتي الخدمات اللوجستية لجعل المملكة منصة عالمية للخدمات اللوجتسية و مركز لوجستي عالمي لربط القارات الثلاث للتصدير و إعادة التصدير و التي تشمل إنشاء 5 مطارات جديدة و أكثر من 2000كم من السكك الحديدية، لتكمل بانورامية هذه الصورة ولتكون داعما مساندا أساسيا للتطور الصناعي.
على صعيد آخر يأتي القطاع الخاص ليتناغم مع الأولكسترا الحكومية و يضيف برنامج "واعد" و المنبثق من عملاق النفط السعودي أرامكو وبرنامج " نساند" و المنبثق من عملاق صناعة البتروكيماويات سابك في دعم الصناعة الوطنية.
ثــــــــــم مـــــــــاذا؟
لا يمكن لأحد أن يجادل ما لهذه البرامج من قيمة عظمى في الدفع بالاقتصاد الوطني وازدهاره. ولكن ما يمكننا إثارته نحن الأكاديميون و المختصون هو تساؤل يأتي ليضمن ديمومة واستمرارية مثل هذا القطاع الحيوي و الذي يضيف قيمة مضافة أعلى من الاستثمار في مواد الخام الأولية كالبترول والمعادن. و التساؤل هـو؟
" ماذا نحتاج لتكون صناعتنا ذات كفاءة وقيمة تنافسية عاليتين ؟ "
و الجواب يكمن في جملة واحدة " ســـــــلاسل إمـــــداد بمستوى عال من الكفاءة"
عند كتابة هذه السطور زف إلى مسامعي الأخ العزيز المهندس " خالد صالح الغامدي" بشرى انعقاد اللقاء الأول ل" جمعية سلاسل الإمداد والمشتريات" وهو خبر كبشرى يوم العيد.
إن ما تحتاجه صناعتنا الوطنية حقا هو الانفتاح على المفاهيم و الأساليب و الأدوات الفاعلة التي تـتـيحها سلاسل الإمداد كعلم ولتكون محفزا علميا "إن شأت" إضافة إلى المحفزات الداعمة الأخرى، إذ لا يمكن للصناعة أن تزدهر بدون استراتيجية تنفيذية واعدة تستند على المفاهيم العلمية ، تأخذها إلى طريق النجاح و الاستمرار.
إن ما نأمله من الجمعية الوليدة هذه أن تتناغم هي الأخرى مع استراتيجيتنا الصناعية الوطنية الواعدة وأن تكون داعمة على صعيد الفكر، فكما هو المطلوب من الصناعيين نقل و توطين التقنية الفنية، كذلك المطلوب من هذه الجمعية أن تكون منفذا علميا لنقل الأساليب و المفاهيم و الرؤى و أفضل الممارسات العلمية من عمالقة الصناعة العالمية إلى صناعتنا الوطنية لتتلاقى الاستثمارات العملاقة مع الفكر والطاقات البشرية تحت استراتيجية واحدة واعدة تأخذ هذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة.
إنه ليملؤني الشوق إلى الانضمام إلى الأخوة الكرام في حفل الافتتاح، لا لنتبادل التحايا و التشريفات فحسب، وأن كان حقا علينا ذلك، بل لأسمع من القائمين كيف تكون هذه الجمعية رافدا من روافد التطور و الازدهار للصناعة الوطنية و كيف هي استراتيجيتها في ضوء الأستراتيجية الوطنية 2030 و ما هي نقاط الالتقاء؟.
مال السعودية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews