توالت الأحداث عاصفة
انتهت الأسبوع الماضي علاقة رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ بقطاع الشباب والرياضة بعد نحو 15 شهراً شهدت من الأحداث ما يحتاج إلى سنوات لاستيعابه، وخلال هذه الفترة الوجيزة ملأ "الرجل القوي" الدنيا وشغل الناس، تاركاً الشارع السعودي ينقسم بشأنه ما بين معجب بقراراته السريعة ورشاقته في تخطي البيروقراطية، وبين ممتعض من تدخلاته الكثيرة في شؤون الأندية، وتعامله بشدة مع بعض منسوبي الوسط الرياضي!.
ومهما كانت الآراء بشأن حقبة آل الشيخ في هيئة الرياضة، إلا أن بعض الإجراءات غيّرت وجه كرة القدم السعودية تحديداً، ومن أهمها تبني القيادة السياسية لمشروع "تصفير" ديون الأندية، وإعادتها إلى الحياة مجدداً، فضلاً عن إبعاد ومحاسبة بعض رؤساء الأندية الذين صنعوا صيتاً من خلال إيهام البسطاء بدفع المال، بينما كانوا يغرقون الكيانات الرياضية بالديون دون حسيب أو رقيب، ويكفي شاهداً فترة رئاسة إبراهيم البلوي لنادي الاتحاد!.
غادر تركي آل الشيخ هيئة الرياضة، وترك تساؤلات كثيرة في الوسط الرياضي، عن مصير الدعم المالي الكبير الموجه للأندية والمنتخبات، واحتمالات توقف هذا الدعم، ما قد يضع غالبية رؤساء الأندية أمام مصير الرحيل، خاصة الذين جاء بهم آل الشيخ إلى الوسط الرياضي بترشيح ودعم منه، وتبقى هذه التساؤلات مطروحة برغم عدم منطقيتها، لاعتبار أن الدعم المالي لم يكن مصدره "جيب" تركي آل الشيخ، ولم تكن الاستراتيجية التي نفذها اجتهاداً شخصياً منه، والأهم أن الدولة لم تغير يوماً توجهاتها وخططها لمجرد تعيين مسؤول أو رحيله!.
والتساؤلات تأتي أيضاً على شكل همهمات من الإعلام الرياضي الذي "حبس" آل الشيخ أنفاس مشاغبيه طويلاً، حول إمكانية اختراق السقف مجدداً، وتخطي التنظيمات التي حددت علاقة الإعلاميين بممارسة المهنة، وهنا غالباً سيأتي الاختبار الحقيقي لفعالية التنظيمات وعدم اعتمادها على وجود شخص بعينه في المنصب لضمان صيانتها من التجاوزات.
انتقل تركي آل الشيخ لأداء مهام أخرى في هيئة الترفيه، تاركاً الوسط الرياضي ـ الإعلامي يعمل كما لو كان في منصبه كرئيس لهيئة الرياضة، ومازالت القنوات الرياضية تعيد بث خطاباته ومداخلاته، بطريقة توحي أن لا أحد فيها يصدق رحيل آل الشيخ، أو أن الجميع يتوقع عودته في أية لحظة، وهذا بحد ذاته نجاح دائم للمسؤول السابق!.
الرياضية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews