شهيد السويس وبطل الجمباز

لا أحد يمكننى الكتابة عنه اليوم أهم وأغلى وأجمل من إبراهيم سليمان.. فالرابع والعشرون من أكتوبر هو يوم السويس.. يوم المقاومة والعناد والكبرياء والاستشهاد دفاعا عن السويس وعن مصر كلها وانتصارها الكبير فى أكتوبر.. وإبراهيم سليمان هو أحد شهداء السويس الذين وقفوا يوم الرابع والعشرين بصدورهم وشرفهم وانتمائهم والقليل جدا من السلاح والرصاص فى أيديهم يتصدون لمدافع وقنابل إسرائيل ودباباتها ويمنعونها من دخول السويس.. وكان إبراهيم سليمان من أوائل الذين خرجوا لمواجهة العدو المسلح دون خوف من الموت ومن أى سلاح.. وكان أيضا من أوائل الذين ماتوا هذا اليوم فى السويس دفاعا عن السويس.. وقد سمعت حكاية هذا البطل الشهيد من كثيرين من أهل السويس الذين كانوا هناك فى مدينتهم يوم الرابع والعشرين من أكتوبر..

وعرفت منهم كيف قرر إبراهيم سليمان فى لحظة أن هناك ما هو أغلى من الأم التى كان إبراهيم يرعاها وأصبح سندها فى هذه الحياة الصعبة.. وأن هناك ما هو أجمل من الحب وحكايته التى ربطت بين إبراهيم وفتاة اتفق معها على تأسيس بيت واقتسام حياة.. وأن هناك ما هو أهم من لعبة الجمباز التى أحبها إبراهيم وفاز فيها ببطولة الجمهورية.. السويس كانت هى الأغلى والأجمل والأهم.. وبعدما نجح إبراهيم ورفاقه فى الدفاع عن السويس وأثناء قيامه بتسلق سور قسم شرطة الأربعين لمحه جندى إسرائيل وأطلق عليه النار.. واستشهد إبراهيم سليمان بطلا مثل كثيرين غيره ماتوا لكى تبقى السويس ولكى تعيش بيوت السويس.. ومثل كثيرين أيضا استشهد إبراهيم سليمان وغاب دون أن يعرف الناس حكايته وتضحياته.. فهو فى النهاية ينتمى للسويس.. مدينة سيدى الغريب.. فعاش كثير من أبنائها غرباء.. لا يتذكرهم الناس هم ومدينتهم الجميلة المنسية دوما.. ولم يعد هناك من يحفل أو حتى يعرف حجم تضحيات السويس وأهلها بداية من الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1973 وطيلة مائة يوم تالية حاصرت إسرائيل خلالها السويس ومنعت عنها الماء والكهرباء والسلام والأمان والعلاج والغذاء.. ورغم ذلك لم تسقط السويس ولم تستسلم.. رفض أبناؤها بتضحيات الألم والدم السماح لإسرائيل دخول مدينتهم للمحافظة على كبريائها وعلى انتصار مصر فى أكتوبر.

المصري اليوم