مخاوف من أن يؤدي الوضع الصعب في غزة إلى تصعيد عسكري
يبدو أن هنالك تسهيلاً في أزمة الوقود والكهرباء في قطاع غزة. حسب اتفاق تم بلورته في الأسابيع الأخيرة، سوف تأخذ قطر على عاتقها تمويل شراء وقود ستستخدمه في المحطة التي تولد الكهرباء في القطاع. الاتفاق الذي سيدخل حيز التنفيذ في الأيام القريبة المقبلة، سيمكن من زيادة تزويد الكهرباء لسكان القطاع بدرجة كبيرة. وفي إسرائيل يأملون بأن التحسين الذي من شأنه أن يؤثر فورًا بالإيجاب على سكان القطاع، سيقلص من خطر اندلاع مواجهة عسكرية مع حماس.
متوسط تزويد الكهرباء في القطاع تتراوح حول 4 ساعات يوميًا، وفي السنة الماضية تعطلت محطة توليد الكهرباء عدة مرات بسبب النقص في السولار. المساعدة القطرية التي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، من شأنها ـ حسب التقديرات ـ أن توصل المتوسط إلى 8 ساعات يوميًا، وكما ورد في «هآرتس» في الأسبوع الماضي، فإن الاتصالات بهذا الشأن جرت في الأشهر الأخيرة، تحت قيادة مبعوث الأمن العام للأمم المتحدة للمنطقة، نيقولاي ملادنوف. قطر مثلها مندوبها لدى إسرائيل والمناطق محمد العمري. من الجانب الإسرائيلي تولى هذا الأمر بالأساس رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات. تحقق الاختراق في الأسبوع الماضي في لجنة الدول المانحة للفلسطينيين، التي عقدت في نيويورك على هامش مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في مباحثات سابقة، طرحت إسرائيل تحسين خط الكهرباء ما بين إسرائيل والقطاع، بيد أن هذا الأمر يواجه صعوبات حتى بسبب معارضة السلطة الفلسطنيية. التفاهمات التي تم التوصل إليها في الماضي كانت مرتبطة بالتزامات قانونية ومالية للسلطة. وبسبب الأزمة ما بين السلطة وحماس يرفض رئيس السلطة محمود عباس المساعدة في تحسين الكهرباء في القطاع، دون أن يحدث تقدم في محادثات المصالحة الفلسطينية الداخلية. بالرغم من جهود الوساطة المصرية، فإن الفجوة بين مواقف حماس والسلطة بقيت كبيرة. في قلب الخلاف يقف رفض حماس إخضاع أجهزة أمنها للسلطة، حتى وإن وافقت هذه أن تتولى الصلاحيات المدنية في القطاع، والعودة لنشر رجالها هناك.
في الأسابيع الأخيرة يظهر هنالك تصعيد تدريجي في التوتر بين حماس وإسرائيل في القطاع، حماس زادت وتيرة التظاهرات على طول جدار الحدود، والتي تجري تقريبًا كل ليلة. «وحدات الاقتحام» الليلية التي شكلتها حماس مؤخرًا تضع عبوات ناسفة وتلقي قنابل بالقرب من الجدار، ورجالها يتسللون عبر الجدار من أجل تخريب الأعمال التي تجري لبناء الحائط ضد الأنفاق. في يوم الجمعة الماضي قتل في التظاهرات على الحدود 7 فلسطينيين، وهو أعلى رقم منذ شهرين. اليوم، أعلنت وزارة الصحة عن مقتل فتى عمره 15 عامًا جراء نيران الجيش الإسرائيلي في مواجهات جرت شمال القطاع بعد يوم من الإعلان عن مقتل فلسطيني ابن 78 عامًا بأيدي الجنود الإسرائيليين.
في الجيش الإسرائيلي أبدوا قلقًا في الآونة الأخيرة من احتمالية أن مواصلة الأحداث والوضع الإنساني الصعب في القطاع يمكن أن يتدهور عسكريًا بصورة واضحة. وحسب مصدر سياسي إسرائيلي، فإن رئيس الحكومة نتنياهو طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأيام الأخيرة الضغط على عباس من أجل رفع العقوبات عن القطاع بهدف «منع انفجار لا أحد يرغب به». هذا الأسبوع قالت شخصيات كبيرة في حماس لـ«هارتس» إن اللقاءات التي عقدها ممثلو التنظيم مع شخصيات رفيعة المستوى في المخابرات المصرية، منعت حتى الوقت الراهن ردًا فلسطينيا على قتل المتظاهرين وحدوث تصعيد آخر. على خلفية استمرار المواجهات التي اندلعت، فإن ثمة خلافات علنية ما بين وزير التعليم نفتالي بينيت ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان. بينيت يتهم ليبرمان بإدارة سياسة انهزامية مع حماس، وليبرمان يدعي بأن بينيت يهاجمه لاعتبارات سياسية، من خلال افتراضه بأنه عما قريب سيعلن عن إجراء انتخابات.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews