نووي إيران.. أين ذهبت تحذيرات أوروبا لترمب؟

يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطه على حلفائه الأوروبيين للتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران أو على أقل تقدير إعادة النظر فيه باعتباره الاتفاق الذي يمثل "الكارثة" على حد وصف سيد البيت الأبيض.
ومع وصفه الاتفاق بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق" فقد هدد ترمب بإعادة فرض عقوبات على إيران ما لم يوافق الحلفاء الأوروبيون (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) على تعديله.

ويبدو أن المواقف الأوروبية بدأت بالاستجابة لضغوط ترمب، فالبيان الذي صدر اليوم عن مكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي هو الذي سيبلور الموقف الأوروبي الجديد من الاتفاق، إذ يقول إن زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا اجتمعوا على أن الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل سبيل لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

واستدرك بالقول إن ماي أجرت اتصالات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وإنهم اتفقوا على أن الأمر قد يحتاج توسيع نطاق الاتفاق ليشمل قضايا، مثل الصواريخ البالستية وما سيحدث عند انقضاء أجل الاتفاق وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وأضاف البيان أنهم "ملتزمون بمواصلة العمل معا ومع الولايات المتحدة عن كثب فيما يتعلق بكيفية معالجة مجموعة التحديات التي تشكلها إيران، بما فيها القضايا التي قد يشملها أي اتفاق جديد".

ميركل وماكرون
وهنا تبرز تصريحات المستشارة عن الاتفاق أثناء القمة التي جمعتها بالرئيس الأميركي، إذ قالت إنه غير كاف لكبح طموح طهران النووي رغم أنه ساهم في إبطاء خطواتها نحو امتلاك سلاح نووي. وعقب ترمب بالقول إنه اتفق معها على مواجهة سلوك إيران "المتطرف" في سوريا وإعادة النظر في الاتفاق النووي معها.

سبقت هذه القمة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جاء إلى البيت الأبيض قبل أيام لإقناع ترمب بعدم المساس باتفاق النووي على أساس أنه أحسن صفقة يمكن أن تبرم، لكنه فاجأ الجميع بضرورة إدخال تعديلات على الاتفاق.

وقال ماكرون في تغريدة على تويتر إن فرنسا "لن تترك الاتفاق لأننا وقعناه، قررنا مع الرئيس ترمب العمل بشأن اتفاق جديد شامل".

الموقف الروسي ألمح إلى إمكانية فتح باب التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني وفق المرجعية الحالية، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية السبت إن الاتفاق النووي مع إيران يجب أن يبقى المرجعية الجوهرية الوحيدة لأي مفاوضات لاحقة بشأن هذا الملف.

وتعليقا على المواقف الأوروبية رأى أستاذ تسوية النزاعات الدولية محمد الشرقاوي أن هناك تذبذبا أوروبيا، ففي حين كانت تصريحات الزعماء الأوروبيين تسير بدعم استمرار اتفاق النووي القائم مع إيران فإنهم لا يلبثون أن يغيروا موقفهم عند لقائهم ترمب، وهذا ما حدث للموقفين الفرنسي والألماني.

عيوب الاتفاق
ويرى ترمب ثلاثة عيوب في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وهي: عدم معالجة برنامج إيران للصواريخ البالستية، والشروط التي يمكن بموجبها للمفتشين الدوليين زيارة المواقع النووية الإيرانية المشتبه بها، والبنود التي تنتهي بموجبها القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني بعد عشرة أعوام.

وكانت وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن اجتماعات خلف أبواب مغلقة على مدى ثلاثة أشهر سوف تتمخض عن حزمة من الإجراءات المنفصلة قد تتخذ ضد إيران على أمل إرضاء ترمب والحفاظ على الاتفاق.

وفي هذا السياق، قال المسؤول بالخارجية الأميركية برايان هوك الذي يخوض المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث بشأن الاتفاق النووي "لم نحقق ما نتطلع إليه بعد، لكننا حققنا بعض التقدم".

ويكشف دبلوماسيون غربيون أن هناك تقدما في المفاوضات الأوروبية الأميركية بشأن مسألة الصواريخ البالستية ومسألة التفتيش، لكن البنود الخاصة برفع القيود عن إيران بعد عشرة أعوام لا تزال دون حل.

المصدر : الجزيرة + وكالات