ارتياح روسي "خفي" بعد الضربات على سوريا
جي بي سي نيوز :- فيما ردت موسكو على الضربات الجوية الغربية التي قادتها الولايات المتحدة ضد سوريا، فجر اليوم السبت، بالكثير من الكلام المنفعل، بدءاً بتصريحات سريعة وغير مسبوقة للرئيس فلاديمير بوتين، أعرب فيها عن إدانته للهجوم، متهماً واشنطن بالتسبب في تفاقم الوضع الإنساني، إلا أن هناك أيضاً شعوراً واضحاً بالارتياح.
وبعد ساعات قليلة من الضربات الغربية على سوريا، أصدرت وزارة الدفاع الروسية، التي لم تشتهر بردود الفعل السريعة، بياناً تؤكد أن أياً من الصواريخ المجنحة لم يدخل منطقة الدفاعات الجوية الروسية في سوريا، التي تحمي قاعدتي حميميم وطرطوس.
أدوار مدروسة
ويقول المحلل العسكري الروسي، ونائب رئيس تحرير مجلة "يزهيندلي زهورنال"، الكسندر غولتس، في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز: "يبدو أن كلا الطرفين يلعبان حسب أدوارهما المحددة، ونجحا في الحد من الضرر الناتج عن هذا النوع من المواجهة، لن تكون سوريا نقطة البداية لأية مواجهة عالمية".
وكان السفير الأمريكي في روسيا، جون هانتسمان، أصدر بياناً أكد فيه أن "الجانبين اتخذا خطوات قبل الهجوم للتأكد من تجنبهما أي التماس، للحد من خطر أي إصابات روسية أو مدنية".
وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن الهجوم الأخير يربط روسيا أكثر من أي وقت مضى بالرئيس السوري بشار الأسد. والحقيقة أنه لم يكن هناك رد فعل روسي فوري على تصريحات الرئيس ترامب القاسية حول هذا التحالف، تشير إلى أن الكرملين قبل التكاليف المترتبة على ذلك.
"الدرع البشري"
وأصبح الأسد "الدرع البشري" الذي يحد من خيارات روسيا، كما أشار المحلل المستقل في الشؤون الخارجية فلاديمير فرولوف.
ومن المعروف عن الرئيس الروسي، أنه لا يتعجل في إصدار أي بيان يخص أزمة دولية، إلا أن إصداره لبيان في غضون ساعات من الضربات، يشير إلى أن الكرملين يعتبره وضعاً حرجاً.
ودعا بوتين إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الهجوم، واقتصر على تكرار الادعاءات الروسية بنفي أي هجوم كيماوي في دوما السورية، وأن واشنطن لا تؤدي إلا إلى تفاقم أزمة إنسانية كارثية.
مخاوف روسية
إلا أن بعض المواقع الإخبارية الروسية، في الوقت الذي تحاول فيه تسليط الضوء على حالة الذعر في سوريا، قدمت أيضاً نصائح عملية، مثل كيف تحمي نفسك من الهجوم النووي.
في الأسابيع التي سبقت الهجوم، أصدرت موسكو تحذيرات متكررة، خاصة من الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس أركان القوات المسلحة، بأن الكرملين سـ"يتخذ تدابير انتقامية".
ولم يكتمل الهجوم قبل أن تندفع وزارة الدفاع من بيانها مؤكدة أن قاعدتيها الرئيسيتين في سوريا، القاعدة الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، لم تتعرضا لأي تهديد.
ارتياح الكرملين
غير أن أحد المحللين، قال إن الكرملين ربما كان مرتاحاً إلى حد ما، وإن كان في السر، حيث أن الولايات المتحدة ضربت أهدافاً بعيدة كل البعد عن المناطق الرئيسية للسيطرة الروسية.
وقال ألكسي ماكاركين، من مركز التكنولوجيا السياسية، بحسب تقرير نيويورك تايمز إن "روسيا لديها منطقة مصالح خاصة بها في سوريا، التي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط".
وتابع: "الولايات المتحدة ضربت أهدافاً خارج هذه المنطقة، بالطبع روسيا منزعجة، لكن هذا مجرد عنصر من عناصر الحرب الباردة الجديدة، فقط عنصر واحد من بين عدة عناصر، بما في ذلك العقوبات، التي تمثل مشكلة أكثر خطورة بالنسبة لروسيا".
في إشارة دلالة على عدم الإلحاح بشأن سوريا، أصدر مجلس الاتحاد ، مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي ، بيانا قال فيه إنه سيبحث الضربات الجوية "الأسبوع المقبل".
أهداف بوتين
وبحسب التقرير، فإن بوتين لديه هدفين في سوريا. أولاً، معارضة تغيير النظام السوري تحت حكم بشار الأسد. وثانياً، يرى أن سوريا هي وسيلة لاستعادة موسكو "القوية"، ليس فقط لدورها كوسيط قوي في الشرق الأوسط، بل أيضاً عالمياً,وفق 24.
من جانبه، يقول محلل الشؤون الخارجية فرولوف، إن بوتين سيقبل بضربات محدودة ضد سوريا، ولا يزال الكرملين يأمل في عقد قمة مع ترامب، لذلك سيتجاهل إلى حد كبير تعليقات الأخير حول بوتين، لا يزال هناك بعض الأمل المتبقي في أن اجتماع القمة قد يغير الأمور".
وكان الروس زعموا بأن أنظمة الدفاع الجوي السورية تمكنت من إسقاط نحو 10 صواريخ كروز، باستخدام معدات "صنعت منذ أكثر من 30 عاماً في الاتحاد السوفييتي" ، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء انترفاكس. ولم يؤكد جيش الولايات المتحدة أو ينفي هذا النبأ.
ولفت عدد من المحللين الروس، إلى أن الخطر هو أنه في مرحلة ما، قد يحدث شيء غير متوقع تماماً وعفوي، على سبيل المثال، يمكن أن يضيع الصاروخ هدفه ويضرب شيئاً حساساً".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews