نظام الأسد على بؤرة الاستهداف
جي بي سي نيوز :- اصطدم عنصران استراتيجيان كما كان متوقعا أمس في الجبهة الشمالية لإسرائيل. التصميم الاستراتيجي الإيراني على بناء قوة عسكرية متطورة في سوريا ولبنان، التقى مع التصميم الإسرائيلي لوقف الميل الإيراني. كانت هذه مفاجأة استراتيجية، ولكن التوقيت التكتيكي قرره الإيرانيون هذه المرة.
لقد كان تقدير الإيرانيين هو أن حسم الحرب الأهلية لصالح نظام الأسد، يسمح بتغيير قواعد اللعب في سماء سوريا وعلى أرضها. ورأت إيران وحزب الله، بعيون متعبة هجمات متكررة من سلاح الجو الإسرائيلي بهدف إحباط بناء قوتها. وأدت ثقتهما بنفسهما بعد النصر في سوريا إلى اطلاق الطائرة بدون طيار صباح السبت، على إسرائيل.
بعد يوم القتال، من الواضح أن إسرائيل وجهت للسوريين والإيرانيين ضربة شديدة، وبالتأكيد فإن الميزان العسكري والاستراتيجي لنتائج هذا الحدث في صالحها.
تشهد هتافات الفرح من حزب الله وتوزيع الحلويات في شوارع دمشق، في أفضل الأحوال،على عدم فهم ما حصل وفي الحالة المتطرفة، تشهد على الأكاذيب والمعلومات المغلوطة والحرج.
كما أن المحللين الإسرائيليين الذين قلقوا على ما يبدو من إسقاط طائرة العاصفة، راحوا بعيدا في القول إنه «تصدع في التفوق الجوي الإسرائيلي».
ما حصل ، يشير بالضبط إلى اتجاه معاكس: فقد ضربت إسرائيل نموذجا عن قدراتها الجيدة في الدفاع عن سماء الدولة، بإسقاط الطائرة الإيرانية المتطورة بدون طيار، وقدرتها على أن تبقي دمشق مكشوفةً بعد تدمير عناصر مركزية في دفاعها الجوي. كما أثبتت اسرائيل تفوقا استخباريا مهما سمح لها أن تضرب لأول مرة مباشرة عناصر قوة إيرانية في سوريا.
لكن الرسالة الأهم أرسلت إلى طهران وموسكو وتتعلق بأن «مشروع إنقاذ نظام الأسد» ـ ذاك الجهد الاستراتيجي الذي أداره الروس والإيرانيون وحزب الله في السنوات الأخيرة ـ في خطر عمليا. ليست إسرائيل المعارضة السورية الضعيفة، ويمكنها أن تضرب النظام السوري وجيشه، بشكل يؤدي إلى إسقاطه. يبدو أن هذا الفهم تسلل بسرعة شديدة إلى منظومة الاعتبارات التي أدت لاحتواء الحدث، في المدى القصير على الأقل.
سيدخل الطرفان الآن في عملية دراسة في المدى الفوري. وفي مركز الدراسة عندنا يجب أن يكون تحقيق في إسقاط الـ إف 16. فإسقاط طائرة العاصفة المتطورة لا يغير الميزان الاستراتيجي، وفي كل معركة يوجد عدم يقين ومفاجآت وأخطاء لها ثمن. ومع ذلك، من الواجب أن نفهم لماذا أسقطت طائرة ذات قدرات متطورة بهذا القدر من صاروخ قديم بهذا القدر.
في المدى المتوسط، إسرائيل ملزمة بالاستعداد لردود فعل إيرانية وسورية من نوع لم يستخدم حتى اليوم. وبالأساس: الهجوم بصواريخ بعيدة المدى. ويجب أن يهدد الرد الإسرائيلي في المرة التالية مباشرة نظام الأسد: كل منظومة الدفاع الجوي، ولكن أيضا سلاح الجو، والأساس، القوات الموالية للنظام. إضافة إلى ذلك، على إسرائيل العمل على تشكيل ائتلاف مضاد للمحور الشيعي، إلى جانب كل الدول التي لن تذرف دمعة إذا ما انتهى النظام الإجرامي: الولايات المتحدة وتركيا والسعودية.
من واجبنا على المدى الطويل، أن نتذكر بأن هذه المرة تم احتواء الحدث، ولكن الصدام والعناصر الاستراتيجية بانتظارنا، عندما يتحقق تهديد ذو مغزى أكبر بكثير من الطائرة الإيرانية من دون طيار في المستقبل، ذاك هو المصنع للصواريخ الدقيقة التي تبنيه إيران لحزب الله في لبنان.
يديعوت 2018-02-12
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews