لا تنتظروا القتل التالي!
أحيانا يأتي المسيح رقصا، وأحيانا دمعا. مزرعة جلعاد كان ينبغي تسويتها منذ زمن بعيد، وليس فقط بأثر رجعي في أعقاب قتل الحاخام رزئيل شيفح. على الرغم من ذلك، ففي الظروف القائمة، هذا قرار جدير وجيد. صحيح أنه لا يزال تصريحيا واختبار التنفيذ المركب لا يزال أمامه، ولكن الحكومة أشارت أمس لكل إرهابي بصفته هذه، بأن هناك أيضا شارة ثمن استيطانية لقتل اليهود، وأنه في المكان الذي تقطع فيه الحياة، ستضاف حياة، مثابة بدمائك حياتي.
المهام، مع ذلك، لا تزال كثيرة. مزرعة جلعاد هي فقط قطرة في بحر «غير المسواة»: عشرات عديدة من الأحياء، البؤر الاستيطانية وأماكن الاستيطان في أرجاء يهودا والسامرة، حيث أقيم نحو 7 آلاف منزل سيف الهدم يحوم فوقها. ومؤخرا فقط، بعد تأخر طويل، أقامت الحكومة فريقا برئاسة بنحاس فلرشتاين، مهمته تطبيق سلسلة من القرارات التي اتخذتها لجنة التسوية القانونية متعددة الوزارات. وقد أقر معظم هذه القرارات المستشار القانوني مندلبليت، وهي تنتظر التطبيق.
اسم اللعبة هو «الطب الوقائي». من لا يريد أن يجد نفسه بعد سنة مع قرارات محكمة حاسمة على نمط قرار محكمة العدل العليا في قضية نتيف هأفوت في غوش عصيون، يجب أن يعمل بسرعة وبمهنية. فمدى عمر الحكومة هذه وكذا إدارة ترامب التي تنسق معها (خيرا كان أم شرا) ليس معروفا، وقصة حفات جلعاد وعائلة شيفح هي قصة آلاف أخرى من العائلات في أرجاء يهودا والسامرة.
على مدى السنين كانت حكومات إسرائيل شريكا شبه كامل لإقامة منازلها. فقد استثمرت وزارة الاسكان مئات ملايين الشواكل، وإقامة وزارة الأديان الكنس والمطاعم. وشقت دائرة الاستيطان الطرق والشوارع. وكل جهة سلطوية ذات صلة تقريبا كانت مشاركة. لحكومة إسرائيل دين أخلاقي تجاه آلاف العائلات هذه، ولا حاجة لانتظار أحداث إرهابية كي تسدده. للحكومة، على الأقل وفقا لسياستها المعلنة، توجد أيضا مصلحة صهيونية حقيقية في تعزيز وترسيخ الاستيطان في يهودا والسامرة و «غير المسواة» هي جزء لا يتجزأ منه.
والى جانب ذلك، يجب أن نتذكر أيضا «الكتلة الحرجة» التي ينبغي إنتاجها في الكتل الاستيطانية التقليدية؛ كتلة تمنع كل تفكير بالاخلاء في المستقبل. وبشكل عبثي، فإن سنوات التجميد الطويلة مست بهم أكثر مما مست بالبلدات في أعماق المنطقة، وبشكل عبثي، لا تزال الكوابح هناك فاعلة. وسبب ذلك هو الالتزام للأمريكيين. حان الوقت ـ وينبغي أن نقول هذا أيضا ـ للتحرر من هذا الالتزام؛ الحديث عن ذلك في داخلنا، وبعد ذلك مع الأمريكيين أيضا.
اسرائيل اليوم 2018-02-06
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews