هل يعيد ترامب للأمم المتحدة أمجادها القديمة؟
جي بي سي نيوز :- الولايات المتحدة والأمم المتحدة لا تعيشان بسلام الواحدة مع الأخرى. ليس من اليوم وليس بسبب الرئيس دونالد ترامب. ولكن بالذات لترامب، العدو الأكبر للأمم المتحدة ولكل مؤسسة دولية أخرى، فرصة تأريخية لتحسين أداء المنظمة العالمية، تقليص الميزانيات المضخمة وإدخال النظام إلى الجهاز المعقد. السؤال هو كيف يفسر ترامب التوقيت التأريخي.
في حديث مع دبلوماسيين ومحافل رفيعة المستوى في المقر الرئيس للمنظمة في نيويورك يطرح على نحو شبه إجماعي السؤال إذا كان تأييد السفيرة الأمريكية نيكي هيلي لتقليص 285 مليون دولار من ميزانية المنظمة هو دليل على العقاب الذي أوقعه ترامب مع المنظمة عقب التصويت ضد اعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل، أم دليل على أن البيت الأبيض والسفيرة يقصدان بجدية العمل على تحسينها. او بكلمات أخرى، هل أعلن ترامب الحرب على المنظمة الدُّولية بهدف إخضاعها والإملاء عليها لأعمال تستوي مع المصالح الأمريكية أم أنه يسعى بالفعل إلى نجاعة عملها؟
لقد كان تأسيس الأمم المتحدة تجسيدا لحلم أمريكي. وقد تشوش الحلم وأصبح من ناحية الولايات المتحدة كابوسا في مجالات معينة مهمة لكل إدارة. لقد كان تأسيس المنظمة العالمية أمنية للرئيس الاسطوري فرنكلين دنانو روزفيلت. في نظره، كان تأسيس المنظمة الدُّولية النهاية المناسبة للحرب العالمية الثانية ومرساة لحماية السلام والاستقرار. ويدعي مؤرخون أمريكيون بأن روزفيلت أحب تأسيس منظمة عالمية بحيث أنه من أجل نيل موافقة ستالين على الفكرة تنازل روزفيلت لمطلب ستالين السيطرة على بولندا ومنحها للهيمنة السوفييتية.
لقد تأسست المنظمة في سان فرانسيسكو وأسهم الملياردير نيلسون روكفلر بالأرض الغالية على ضفاف الهدسون لإقامة المبنى الذي نقوم فيه حتى اليوم المقر الرئيس للأمم المتحدة. ولكن فور شهر العسل القصير بين المنظمة والولايات المتحدة تبين للإدارات في واشنطن بأن الأمم المتحدة لا تؤدي بالضبط الغاية التي أعدت لها. بمعنى أنها لا تطيع السياسة الخارجية الأمريكية.
كلما ازداد عدد البلدان في الأمم المتحدة، ازداد في الإدارات في واشنطن الإحساس بالاغتراب عن الأمم المتحدة. وعن حق، فكيف لا يمكن أن يغاظ المرء حين تكون دولة عدد سكانها يساوي او حتى أقل من عدد الأمريكيين الذين يسكنون في حي واحد في بروكلين، تتمع بحق التصويت الذي يكون حاسما أحيانا في موضوع مهم للولايات المتحدة، التي تمول 22 من مئة من ميزانية الأمم المتحدة.
هذا ليس جديدا أن الأمم المتحدة بحاجة إلى سلسلة إصلاحات. ومنذ سنين تسمع في المداولات في أوساط السفراء اقتراحات لتحسين عمل المنظمة وتقليص ميزانياتها. ولكن هذه المداولات كانت تنتهي دوما بلا شيء. وعلى حد قول بعض الخبراء، فبرغم الانطباع السائد بأن روسيا هي التي تفيد من عدم نجاعة المنظمة، فبرأيهم أن القوى العظمى الغربية بالذات غير متحمسة للدفع بالاصلاحات إلى الأمام. وقال دبلوماسي كبير في وفد لدولة جنوب أمريكية إن «الدول الغربية تخشى من أن تمس تغييرات مهمة في أداء المنظمة بمكانتها المركزية في ساحة الأمم المتحدة. فبريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الهند، اليابان وبالطبع روسيا تستمتع بالوضع الحالي».
الرئيس ترامب لا يحب القوى العظمى الغربية. لا يخفي اغترابه عن روسيا ولا يتردد في إبداء موقف الاستخفاف تُجاه الصين أو اليابان. وهو بالذات يمكنه أن يكون الرئيس الأمريكي الذي يجدد للأمم المتحدة أيامها كما كان في السابق او في الأقل يدفع إلى الأمام بعض النجاعة في المؤسسة.
يديعوت 2018-01-12
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews