نهج ترمب يستهدف باكستان
ونوهت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتأزم فيها علاقات البلدين إلى أقصى حد، رغم أن تحالفهما أسهم إلى حد كبير في الفشل المريع للغزو السوفياتي لأفغانستان، وفي تقليم أظافر تنظيم القاعدة، كما أقامت الدولتان شراكة إستراتيجية بعيد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لهزيمة الجماعات الإسلامية المسلحة التي شجعتها ورعتها الدولتان خلال المعركة ضد موسكو.
وترى كاتبة هذا التقرير لور ماندفيل أن باكستان إنما تمارس مع أميركا شكلا من أشكال التحالف "الفصامي"؛ حيث تتهم أجهزة الاستخبارات الباكستانية بأنها تواصل دعم حركة طالبان في "محاولتها لزعزعة استقرار الأراضي الأفغانية".
وحتى في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فإن ماندفيل تؤكد أن علاقات البلدين شهدت توترا كبيرا، خاصة بعد الغارة التي نفذتها واشنطن على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوتاباد، فأميركا ظلت مقتنعة بأن أجهزة الاستخبارات الباكستانية كانت تغض الطرف عن وجود العدو رقم واحد على أراضيها، فضلا عن ريبة واشنطن من الروابط الغامضة لباكستان مع شبكة جلال الدين حقاني الجهادية التي "تسهم في زعزعة أفغانستان".
والسؤال الذي يطرح نفسه، حسب الكاتبة، هو "هل سيذهب ترمب أبعد من أسلافه في محاولاته للي ذراع شريكه "الغامض"؟
هذا ما استبعدته مندفيل، إذ تنقل عن خبراء قولهم إن أميركا لا تستطيع أن تتخلى كلية عن باكستان، "تلك الدولة المعقدة التي تمتلك أسلحة نووية وتوجد بها حركات إسلامية متشددة"، والتي تتوجس واشنطن من إقامتها محورا مع الصين، خاصة بعد أن دعَّمت علاقاتها مع الهند بشكل منقطع النظير.
لكن الكاتبة حذرت من التقليل من شأن رغبة ترمب في تعطيل اللعبة لإعطاء فرص لنجاح الإستراتيجية الأفغانية، معتبرة أن ذلك التقليل سيكون خطأ، مشيرة إلى تعامل ترمب مع ملفي إيران وكوريا الشمالية، فضلا عن السياسة المعلنة لترمب، رجل الأعمال السابق، التي تدعو لوقف دعم واشنطن لحلفائها غير القادرين على رد الجميل، على حد تعبير الكاتبة.
لوفيغارو 2018-01-04
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews