Date : 26,04,2024, Time : 09:54:29 AM
3719 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 19 ربيع الأول 1439هـ - 08 ديسمبر 2017م 12:26 ص

إعلان ترامب يشكل فرصة لعباس للقيام بتغييرات داخلية

إعلان ترامب يشكل فرصة لعباس للقيام بتغييرات داخلية
هآرتس

جي بي سي نيوز :- الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل هو فرصة للقيادة الفلسطينية من أجل التحرر من طرق عملها وتفكيرها، التي تحجرت وحجرتها. هل هذه الفرصة سيتم استغلالها من أجل عملية ديمقراطية داخلية، قبل كل شيء من أجل تحسين العلاقات الداخلية الفلسطينية بين نخبة غير منتخبة مسيطرة منذ بضعة عقود والجمهور (ليس فقط في الضفة الغربية وغزة، بل أيضا في الشتات)؟ نأمل ذلك. والخوف هو أن هذه الفرصة لن يتم استغلالها. وعندما ستستيقظ من صدمة التغيير الرمزي في السياسة الأمريكية – رمزي مع إمكانية انفجار حقيقي – ستقول القيادة الفلسطينية إن هذه مشكلة إسلامية عامة، وعربية وأوروبية أيضا. وستكون على حق، كما هو معروف. كما أن القيادة الفلسطينية ستقول أيضا إن الفلسطينيين هم الحلقة الأضعف، وأنهم لا يستطيعون أن يواجهوا وحدهم مشعل الحرائق في البيت الأبيض.
يمكننا قول ذلك بشكل آخر: تغيير الموقف الأمريكي يمكن القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من إجراء تغييرات تبين لشعبها أنها لم تتمسك حتى الآن بالمسار الدبلوماسي المشروط بالتنسيق الأمني والاقتصادي مع إسرائيل فقط من أجل تحقيق المصالح الشخصية والاقتصادية الآنية لها ولجهات محيطة بنخبة فتح وم.ت.ف. «الترويج شخصي» هو أحد التفسيرات المنتشرة حول حقيقة أن عباس يتملص من الانتخابات، حيث أنه في داخل فتح أيضا كانت الانتخابات مطبوخة ومملاة من الأعلى الى درجة أنهم يفضلون عدم الحديث عنها، وأنه يتملص أيضا من التغيير في تركيبة الحكومة من أجل أن تمثل هذه على الأقل كل التنظيمات السياسية وليس هو فقط.
بعد الاستيقاظ من الصدمة سيقول محمود عباس ورجاله، وبحق، إن التغيير الأمريكي لا يعني بالضرورة فشل المسار الدبلوماسي الفلسطيني، بل هو يبرهن على عدم الحيلة لجهات عقلانية في الحزب الجمهوري، حيث أن التحدي ليس موجه فقط ضد الفلسطينيين بل ضد المسلمين، ومن بينهم دول تعتبر حكوماتها حليفة للولايات المتحدة، وضد الفاتيكان وضد أوروبا. وهم يستطيعون القول أيضا وبحق، إن جرأة ترامب تحطم التفاهمات الدولية ليس في مجال واحد فقط. فهو واليمين الاقتصادي والافنجلستي (evangelist) الذي يخدمه ويمثله حقق انتصارين كبيرين آخرين: زيادة الهدايا للرأسمال الكبير على شكل تقليصات في ضرائب الشركات وإعلان المحكمة العليا الأمريكية أنه يمكن أن يسري فورا منع دخول مواطني الدول الإسلامية الست. لذلك سيقول عباس ورجاله إنه لا توجد علاقة بين الوضع الفلسطيني الداخلي والمواجهة الدُّولية مع سياسة ترامب.
المسار الدبلوماسي – الاعتراف الدُّولي الرمزي بدولة «فلسطين» – الذي تم شقه ببطء، حظي بعدة إنجازات مبهجة مثل الموافقة على قبول العضوية في عدد من المؤسسات الدولية والتوقيع على عدد من المواثيق الدولية، الذي تم ايقافه أمام البوابة الأمريكية. هذا المسار أغضب إسرائيل وبحق، لكنه استنفد نفسه ولم يغير الحقائق على الأرض: حكم ذاتي محدود من قبل السلطة الفلسطينية، المقسمة بين عدد من الجيوب المنفصلة، الذي يعفي إسرائيل من أية مسؤولية برغم كونها القوة المحتلة. الدول الغربية أعطت وتعطي المصادقة الشرعية للقيادة الفلسطينية غير المنتخبة وغير المحبوبة من قبل الجمهور، بسبب تعهدها بكبحه والحفاظ على الهدوء الأمني مع إسرائيل، واستعدادها للتظاهر بوجود «عملية» وأن هذه العملية ستؤدي الى إقامة الدولة. إن الخطر في خطوة ترامب سيعزز فقط مطالبة أوروبا بأن يواصل عباس وأجهزته الأمنية لجم الجمهور مقابل استمرار قبولهم كقيادة شرعية.
الولايات المتحدة تقوم بتقديم مساعدة سخية لوكالة غوث اللاجئين والأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتحصل على واقع الجيوب: هذا قبل ترامب بزمن طويل. هذه هي رسالة تمويلها لتحسين الشوارع بين القرى كبديل للشوارع السريعة والواسعة التي أغلقت إسرائيل معظم طرق الوصول اليها من المدن والقرى الفلسطينية في مصلحة المستوطنين. الدول الأوروبية غير معفاة من المسؤولية عن مساعدتها لواقع الجيوب، ومن خلال منح المساعدات تخفف قليلا الأزمة الاقتصادية المستعصية التي تتسبب بها القيود الإسرائيلية. ولكنها حاولت وتحاول المساعدة على الصمود الفلسطيني في المناطق ج، وقد اتخذت عدة خطوات لم تستكمل تجاه مقاطعة منتوجات المستوطنات، وتستمر في توضيح موقفها بأن المناطق ج هي جزء من الدولة الفلسطينية. وهي على الأقل تدرك دورها السلبي كدول تدعم الاحتلال.
الدول الأوروبية أيضا لن تتوقف بالتأكيد عن دعم الاحتلال الآن – على شكل المساعدة الإنسانية للفلسطينيين – حيث أن خطر الانفجار يزداد. هذا أيضا يعزز منطق الحفاظ على حكم عباس كما هو. إن دعوة فتح لثلاثة أيام غضب من أجل القدس، من دون تغيير في النظام الداخلي، هي مراهنة خطيرة: فهي تعرض للخطر حياة وسلامة آلاف الشباب وتكشفهم للاعتقال الجماعي، عبثا. ولكن في الأساس من شأنها أن تظهر أن الجمهور الفلسطيني لا يلتزم بدعوات حركة فتح والسلطة الفلسطينية لأنه لا يثق بهما. وهو سيعمل في الوقت والصورة المناسبة له. بدلا من ملاحقة كل من ينتقده في الفيس بوك وإسكات الانتقاد عن طريق قانون الإنترنت، فإن عباس والجهات التي تحيط به، يستطيعون الآن اتخاذ عدة خطوات أولية لتهوية الجهاز السياسي الذي قاموا بتشكيله في ظل عملية اوسلو. يصعب تخيل كيف ستبدو هذه التهوية بسبب التكلسات المتراكمة لمؤسسات م.ت.ف والسلطة الفلسطينية. ولكن في كل الاحوال، فانها تقتضي تعاون في التفكير والعمل في أوساط واسعة جدا. شيء نسيت قيادة فتح وم.ت.ف منذ زمن كيفية القيام به.

هآرتس  2017-12-08

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد