Date : 30,04,2024, Time : 08:56:15 AM
6456 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 06 ربيع الأول 1439هـ - 25 نوفمبر 2017م 12:08 ص

تحولات أردوغان

تحولات أردوغان
مصطفى زين

ليس من الحكمة التمسك بقول «لا» في العمل السياسي. عبارة تبدو مستلة من كتاب «الأمير» لمكيافيلي، لكن قائلها هو أردوغان رداً على سؤال إذا كان مستعداً للقاء الأسد. فما الذي تغير خلال السنوات الست الماضية عندما كان الرئيس التركي أكثر المتشددين في رفض بقاء الأسد على رأس السلطة في دمشق، لا في المرحلة الانتقالية ولا في ما بعدها، بعدما استيقظت لديه كل أحلام السلاطين، ففتح الحدود أمام المسلحين الوافدين من مختلف الأنحاء، فضلاً عن السوريين المعارضين، وأقام مراكز تدريب وتسليح، واستضاف مؤتمرات المعارضة وداعميها الدوليين، وأصبحت له الكلمة الفصل في كل شاردة وواردة؟ وهكذا تحوّل أردوغان من شريك للأسد في حلم «فتح البحار الأربعة» على بعضها والتوجه إلى الشرق، من دون معاداة الغرب، إلى ألدّ أعدائه وأكثرهم فاعلية في محاولات إطاحته.

اليوم يراجع الرئيس- السلطان سياساته ولن يقول «لا» للقاء العدو- الصديق، والتفاهم على ترتيبات ما بعد الحرب في سورية، وقد يجد فيه حليفاً قوياً ضد طموح الأقليات في البلدين، بعد أن يثبت حضوره في ما كانت إسطنبول تريد ضمه إليها من أراض ومدن سورية في عشرينات القرن الماضي، وتخلت عنها بضغوط فرنسية وبريطانية، مكتفية بلواء الإسكندرون، من دون أن تتخلى عن حلم العودة حتى لو أدى الأمر إلى تدمير ما تريد ضمه، مثلما حصل في حلب وفي مدن أخرى، برضا أميركي وأوروبي.

نستطيع أن نحدد ثلاثة متغيرات دفعت أردوغان إلى تغيير موقفه من الأسد ومن الأزمة السورية:

- المتغير الأول يتمثل في دخول روسيا عسكرياً وديبلوماسياً على خط الأزمة. فمنذ اتخذت موسكو قرارها بالتدخل العسكري والسياسي، فتحت المجال في الوقت نفسه أمام تركيا كي تكون شريكاً في ترتيبات ما بعد الحرب. وبعد أن تبين لأنقرة أنها لا تستطيع مواجهة الكرملين على الأرض، حتى لو رغبت في ذلك، لم يعد أمام أردوغان سوى الإذعان للواقع والسير والتطلع إلى تسوية تؤمن لبلاده نفوذاً في ما بعد الحرب، معتمدة على قوات سورية «معتدلة» موالية لها، وعلى إمكان التفاهم مع موسكو وطهران، صاحبتي اليد العليا لضمان هذا النفوذ، حتى أصبح هذا الثلاثي يشكل تحالفاً يأخذ على عاتقه إيجاد تسوية سياسية. وما القمة الأخيرة التي عقدها الرؤساء الثلاثة في سوتشي الروسية، بعد لقاء بوتين الأسد، سوى مؤشر إلى تفاهمهم على الخطوط العريضة التي وضعها خبراؤهم لمستقبل سورية.

- المتغير الثاني داخلي: وجد أردوغان نفسه في مواجهة معارضة داخلية قوية تهدد وحدة تركيا. فالأكراد الذين يتلقون الدعم من أميركا في سورية، هم جزء من «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضد أنقرة منذ ثمانينات القرن الماضي راح ضحيته عشرات الآلاف من الأكراد. ووجد هذا الحزب في الحروب السورية والفوضى العراقية فرصة ذهبية لمزيد من التسلح، والكثير من الحرية في التنقل عبر الحدود ونسج التحالفات مع المسلحين الإرهابيين «والمعتدلين»، وأصبح يشكل خطراً على أنقرة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أن الأقليات الأخرى (العلويون مثلاً) بدأت تتساءل عن مصيرها بعد هذه الفوضى التي تضرب الشرق الأوسط وستمتد إلى داخل تركيا.

- المتغير الثالث لا يقل أهمية عما سبق: وجد أردوغان نفسه معزولاً في الإقليم، بعدما فشلت مغامرات «الإخوان المسلمين» في مصر وفي تنظيم الصفوف لخوض الحرب في سورية. وكان الرجل يراهن على هذا الحزب وقواه في الداخل السوري لتغيير كل المعادلات لمصلحته. أما خارجياً فوجد نفسه في مواجهة الولايات المتحدة التي أصرت على دعم الأكراد. ووجد أن الحليف الآخر، أي الاتحاد الأوروبي، يقف مع واشنطن، ويطالبه بتحقيق المطالب الكردية وبوقف الاعتقالات التعسفية للآلاف بتهمة المشاركة في الانقلاب عليه. أما الحلف الأطلسي فلم يظهر عنصريته وعداءه لأنقرة كما فعل قبل أسبوعين حين وضع قادته صورتي أردوغان وأتاتورك هدفاً لمناورات بالذخيرة الحية في النروج، فرفض الاعتذار وقال: «هناك أخطاء لا يرتكبها مجانين بل أنذال».

«الأنذال» هؤلاء هم حلفاء أردوغان على جانبي الأطلسي، ما زالوا ينظرون إليه وريثاً لأعدائهم التاريخيين. وما زال هو يعيش تلك الحقبة. ولو كان في استطاعتهم التخلي عنه لما تأخروا، لكنهم يراهنون على تغييرات في الداخل، وما دعمهم الأكراد سوى محاولة لثنيه عن التوجه نحو روسيا وإيران، لفك عزلته الداخلية والخارجية.

الحياة  2017-11-25




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد