على الدروز تجنب المواجهة بين ولائهم للطائفة وولائهم للدولة
جي بي سي نيوز :- في ضوء انفجار سيارة مفخخة داخل القرية سببت بالقتل والفزع بين الدروز وكأن الثوار في سوريا يوشكون على احتلال القرية وإجراء مذبحة ضد الدروز، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا. كان نصه هو أن «الجيش الإسرائيلي جاهز ومستعد لمساعدة سكان القرية وسيمنع المس أو الاحتلال للقرية انطلاقا من الالتزام تجاه السكان الدروز». وبرأيي، فإن القول إن للجيش الإسرائيلي «التزاما تجاه السكان الدروز»، بائس، على أقل تقدير.
أعلل وأشرح: أولا، من هم أولئك السكان الدروز الذين لنا التزام تُجاههم؟ السكان في قرية الحضر؟ السكان الدروز الكثيرون الذين يسكنون في جبل الدروز في جنوب سورية؟ رأيت غير قليل من التفسيرات التي ردت على هذا بالإيجاب، ونائبة واحدة تحمست بأن لدينا حلف دم مع الدروز وواضح أن هناك حاجة للهرع لنجدتهم. ولكن هذا جنون. فإذا ما هوجم الدروز في السويداء في جبل الدروز، هل سنستخدم سلاحنا الجوي كي نساعدهم؟ لدولة إسرائيل التزام تجاه السكان الدروز في دولة إسرائيل، وفقط هناك، بالضبط مثل التزامها تجاه كل مواطن في الدولة.
ثانيا، دولة إسرائيل انتهجت حتى الآن سياسة متوازنة وحذرة من عدم التدخل في الحرب الدموية في سوريا. كان لذلك استثناءات واضحة ومعلنة: مساعدة إنسانية في إسرائيل لمصابي الحرب؛ رد بالنار على تسللات النار إلى هضبة الجولان؛ ومنع نقل وسائل قتالية إيرانية نوعية إلى حزب الله. في كل هذه الاستثناءات الثلاثة، لم تضع إسرائيل نفسها طرفا يساعد عمليًا إحدى الطوائف المتقاتلة في سوريا، وليس كمن يساند النظام السوري أو الثوار على أنواعهم. في موضوع الحضر والمساعدة للسكان الدروز، وضعت إسرائيل نفسها في الطرف المستعد للقتال من أجل طائفة في سوريا؛ من أجل طائفة، لأسبابها هي، تدعم نظام الأسد، إيران وحزب الله. الحظ هو أن حاليا هذه مجرد كلمات، ولكن ماذا سيكون إذا ما جاءت لحظة الاختبار؟ هل سنقاتل في الحضر؟
ثالثا، الحضر هي قرية معادية لإسرائيل، قاعدة لحزب الله، منها انطلقت في الماضي عمليات ضدنا. في اللحظة التي نساعدها فيها عمليا، فإننا نطلق النار على أنفسنا مرة أخرى: فنحن فقط نساعد إيران وحزب الله ونحن نثير ضدنا الثوار الذين يسيطرون حاليا على طول الحدود في هضبة الجولان تقريبا. فهل نحتاج لأن يبدأوا إطلاق النار علينا إذا ما ساعدنا الدروز في الحضر؟
رابعا، بالفعل حلف دماء يوجد بين دروز الحضر والدروز في هضبة الجولان والدروز في إسرائيل. للدروز تضامن داخلي قوي للغاية. كتاب شمعون أفيفي، من كبار الخبراء في الموضوع الدرزي، يسمى «من النحاس»، في أعقاب القول الدرزي «الدروز من النحاس؛ ففي كل مكان تنقره يرن كله». كنا شهدنا ذلك في حرب لبنان الأولى، عندما نظم الدروز في البلاد أنفسهم لمساعدة الدروز في لبنان ممن تعرضوا لاعتداءات المسيحية.
خامسا، يبدو أنه يتضاءل الجيل الذي يعرف كيف تورطنا في لبنان في أعقاب هتافات المساعدة من المسيحيين؛ كيف أننا في بداية طريق التورط هتفنا: «لن نسمح لقليعة أن تسقط» (بلدة مسيحية كبيرة قرب مرجعيون في جنوب لبنان)، ووصلنا حتى الحاجة إلى «عدم السماح بسقوط» موقع مسيحي في قمة جبل لبنان.
عموم الأمر: ما يقرر هو المصلحة الإسرائيلية وليس التضامن الدرزي. الدروز كانوا يعرفون دوما أنه مرغوب فيه جدا ألا يصلوا إلى وضع مواجهة بين ولائهم للطائفة وولائهم للدولة.
معاريف 2017-11-10
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews