التفاؤل قائم بتطوير السوق المالية
عدم تفاعل السوق المالية بما رشح من مبادرة مستقبل الاستثمار خلال منتصف الأسبوع المنصرم ومع ما أعلنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع نيوم وباستثمارات تصل إلى نصف تريليون دولار لا يبعث على القلق بقدر ما يبعث على التفاؤل.
التفاؤل يتركز بالاهتمام بالظاهرة الغريبة التي تمر بها السوق المالية، خاصة أن عمليات التطوير لهذه السوق مستمرة، ولم تتوقف بعد، وبالتأكيد فإن ما ظهر من أداء هزيل سيكون له أهميته في البحث عن الأسباب التي لم تفسح المجال للسوق في إثرائها بما تستحقه من أداء يناسب ضخامة المشروعات المعلنة وبالتالي تظهر المكاسب المستحقة التي من شأنها أن تترجم مقولة إن سوق المال في أي دولة هي رئة اقتصادها.
أدرك بأن الاهتمام بهذه السوق المالية من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سيأتي بنتائج مهمة خلال المرحلة القادمة والمتزامنة مع تنفيذ رؤية المملكة 2030، وما جاء فيها من خطط لتطوير القطاع المالي الذي من ضمنه سوق المال والطموح بجعلها من أهم عشر أسواق مالية في العالم، كما أدرك بأن ما صاحب السوق من أداء ضعيف وغير مرضٍ سيكون له وقعه وسيعزز من الاهتمام بها مستقبلاً.
مازلت أرى أن الاستعانة بخبراء أجانب لتطوير السوق المالية السعودية ليست مَنقَصَة، خاصة أن هناك إقبالاً كبيراً متوقعاً على الاستثمار في السوق المالية خلال الفترة التي تلي طرح وإدراج أسهم أرامكوا، وسبق أن كتبت بأن الأسواق المالية المتقدمة أو التي سبقتنا دائماً ما تسعى إلى مواجهة ازدياد أعداد المستثمرين الجدد بالمزيد من رفع حاجتها إلى التنظيمات السليمة التي تعزز من كفاءتها.
الوجه الحقيقي للسوق المالية السعودية لم يظهر بعد ولم يترجم قوة ومتانة اقتصاد المملكة، لكنني من المتفائلين بأن هذه السوق ستكون مقصداً مهماً للمستثمرين في العالم في الفترة المقبلة تواكباً مع توالي تطويرها، وما سوف تحفل به بلادنا من مفاجآت مقبلة لمشاريع اقتصادية عملاقة تعزز من فرص النمو في كافة المجالات.
الرياض 2017-10-27
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews