لهذه الأسباب علينا التحدث مع طهران
جي بي سي نيوز :- «آية الله العزيز»، يتوسل لاري ديفيد في مسودة الرسالة التي بدأ كتابتها وتخلى عنها، وانتقل إلى محادثة عبر السكايب مع القنصل العام في لوس انجلوس، في إحدى حلقات مسلسله «التهدئة». ديفيد تشاجر مع جوليات من طهران. وما يقلقه هو استمتاع المشاهدين.
يجب على بنيامين نتنياهو أن لا يخشى أو يتوسل. فإسرائيل دولة قوية لا مثيل لها في محيطها، مع قوة كبيرة لديها غواصات في البحر وطائرات اف 35 في الجو وبطاريات مضادة للصواريخ واستخبارات اختراقية ووحدات خاصة وأحلاف استراتيجية واقتصاد متطور وميزانية دفاع كبيرة، لكنها تمتص هبة سنوية تبلغ 4 مليارات دولار. من موقف القوة هذا، لا تستطيع إسرائيل أن تتحدث فقط مع نظام آيات الله ـ الحديث مع هذا النظام يعتبر واجبا، ويشكل خيانة لهذا الواجب الاكتفاء بوصف إيران كشيطان أكبر. كاريكاتور مثل تلك القنبلة في الأمم المتحدة، نتنياهو كبطل كوميديا، كابتن إسرائيل (ومقابله المشرفة على الطعام الحلال من المكان المخصص للبعثة ـ المرأة المدهشة له).
في خطابه أمس الأول بدد ترامب الآمال الأخيرة لنتنياهو في أن يخرج من الرئيس الأمريكي الأكثر فشلا في تاريخ الولايات المتحدة أزمة جديدة مع إيران. «ما تم فعله لا يمكن التراجع عنه»، اعترف ترامب، كل ما بقي هو تفاصيل، وكونغرس مناكف. إن رجل الصفقات في نظر نفسه انتقد إدارة أوباما بكونها «دفعت كل شيء مسبقا»، أمال رأسه أمام الحقيقة الأساسية في الدبلوماسية، الاستمرارية الحكومية في احترام الاتفاقات.
هذا الدرس تعلمه نتنياهو على جلده عندما لم يتجرأ على إلغاء اتفاق أوسلو أ أو ب، الذي عقدته حكومة رابين برغم معارضة حزبه. ولكنه فقط حاول المناورة داخل الإطار. إنه هو الذي أعطى الفلسطينيين الخليل. لقد كان من السهل عليه أيضا التصريح ضد أوسلو، والتعهد في الانتخابات بتحسينه، والعيش معه عندما وصل إلى السلطة.
قبل أسبوع نشرت الذراع البرية في الجيش الأمريكي صيغة محادثة غير سرية، لـ «الدليل الميداني 3.0» وهو الكتاب الأساس للنظرية القتالية له. القارئ المرمى لها، لو أنه قرأ أكثر من 140 حرفا، هو كما يبدو ترامب.
لقد طرحت في توصيفات خطيرة لمواجهات عسكرية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران. ليسوا أعداء بحجم طالبان، بل حروب طويلة ومعارك شديدة لفرق ـ من الآن الفرق الأساسية بدلا من الألوية في أيام أفغانستان والعراق ـ وحتى تجمع قوات من فرق فما فوق، على شاكلة الحرب العالمية الثانية، مع آلاف القتلى الأمريكيين أسبوعيا. الانتصارات الباهرة التي يتخيلها ترامب، لن تكون قصيرة ورخيصة، القيادة تستهدف ردع الرئيس وصده عن أوهامه بدل تحويل تلك الأوهام إلى تعليمات ملزمة. يوجد لها حلفاء في الكونغرس، برلين، لندن والقيادة العسكرية في تل أبيب، هذا إذا لم يكن في القدس.
إن سياسة إسرائيلية حكيمة عليها البحث عن حديث فعلي، سري في البداية، مع آيات الله. الزعيم الأعلى علي خامنئي، هكذا تذكر ضابط رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية، كان رئيس إيران في الثمانينيات، في فترة قضية «إيران كونتراس»، وعلاقات أمنية أخرى بين تل أبيب وطهران. الرئيس الحالي حسن روحاني يواجه بشجاعة حرس الثورة الإيراني. ليس هناك عداء أبدي. الشاه المكروه، الصديق المشروط لإسرائيل، طرد قبل أربعة عقود، ماذا يهم الجيل الجديد. من أجل تبديد التعبيرات العملية للعداء، وإيجاد مجالات اتفاق ومصالح مشتركة، يحتاج الأمر إلى قنوات. بدائل لا تنقص. في الأمم المتحدة، بين السفراء، برعاية السكرتير العام، أو في كاليفورنيا، بين منظمة «القادمين من إيران» والقنصل، محاور لاري ديفيد، الأكثر تفضيلا ـ بوساطة الصديق المشترك لبيبي وروحاني، فلادمير بوتين. هذا ليس أكثر خياليا مما كان عليه التلمس السابق مع أنور السادات في الظلام.
هآرتس 2017-10-16
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews