فرحنا كثيراً بفوز المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على اليابان بنتيجة 1-صفر وتأهله إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وفرحنا أكثر لأنه أصبح لديه هوية فنية وإدارية داخل وخارج الملعب، وهذا يحسب للاتحاد الجديد الذي حافظ على استقرار المنتخب وشكله الفني الذي صنعه اتحاد كرة القدم السابق، ومع هذا العمل التراكمي المميز الذي يحسب للطرفين، توقعنا أن يستمر "الأخضر" بالفريق نفسه، الأسماء الإدارية والفنية واللاعبين أنفسهم لتكون مشاركتهم في كأس العالم تتويجاً لهم ولمساهمتهم في هذا الإنجاز، وليخوضوا معها تحدياً جديداً ربما ينقلنا لمرحلة فنية أفضل.

ولكننا تفاجأنا بعاصفة تغيير مدوية اجتاحت "الأخضر" من دون سابق إنذار، إذ استبدل اتحاد الكرة إدارة المنتخب بإدارة جديدة، وأمين الاتحاد بأمين جديد، إضافة عدم التجديد مع المدرب الهولندي بيرت مارفيك والتعاقد مع الأرجنتيني ادقاردو باوز لقيادة الدفة الفنية في كأس العالم؛ والغريب أن التغيير جاء بعد إنجاز وليس بعد إخفاق.

في هذه الزاوية لا تعنيني الأسماء التي قادت أو ستقود المنتخب بقدر ما يعنيني العمل الذي تحول من عشوائي طوال الأعوام الماضية إلى عمل احترافي قدمته كوادر إدارية وفنية مميزة استطاعت أن تصنع من خلاله إنجازاً كنا نراه إعجازاً، فلماذا نفرط في هذه المكاسب بتغييرات ربما تكون مناسبة ولكنها بالتأكيد ليست في التوقت المناسب إذ أن الأمور تسير بشكل جيد وناجح ووضع المنتخب مستقر ولا يحتاج لأي تغيير فني أو إداري.

أختم بنصيحة لاتحادنا الموقر، منتخبنا هو معيار نجاح أي عمل وطالما أنه حقق إنجازاً طال انتظاره فهذا يعني أننا نسير في الطريق الصحيح والسير في الطريق الصحيح هو أكبر المكاسب فلنحافظ على مكاسبنا ولا نفرط فيها بسهولة.

الرياض    2017-09-17