ليست كاميرات مقدسة
جي بي سي نيوز :- نحن على حق. الحادثة الإرهابية في الحرم كانت حادثة خطيرة جدا. وحقيقة أنه تم تنفيذها على أيدي مواطنين إسرائيليين جعلتها أكثر خطورة وأشد. حقيقة أن الحديث يدور عن عرب مسلمين من أم الفحم من جهة، وعن شرطة دروز من جهة أخرى، جعلت الحادثة حساسة جدا. فالشارع العربي في إسرائيل متردد ومشوش في رده. و»القائمة المشتركة» فيها خلاف بين «حداش» التي تريد التنديد وبين «بلد» التي ترفض ذلك. وإخلاء باحات الحرم كان أمرا مبررا من الناحية الأمنية، لكن إعادة الوضع إلى سابق عهده كان أمرا حيويا لمنع حدوث صدع مع الدول العربية التي توجد لنا اتفاقيات سلام معها. جهاز كشف المعادن لم يتم وضعه في الحرم من اجل تغيير الوضع الراهن، بل لمنع ادخال السلاح إلى الحرم. وهناك اجهزة كهذه موجودة ايضا على مدخل حائط المبكى. والهدف ليس الحاق الضرر بالمسلمين، بل منع الاحداث الإرهابية.
اذا كنا مذنبين فإن الذنب ينبع من أننا لم نفعل ما كان يمكننا فعله من اجل التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين، ومن ضمن ذلك حل موضوع القدس والبلدة القديمة. وبدل ذلك فضلنا توجيه الانتقاد للطرف الفلسطيني بسبب عدم وجود اتفاق (الذي لم يفعل كل ما في استطاعته ايضا من اجل التوصل إلى الاتفاق النهائي). ولكن هذا لا يفسر أو يبرر الأعمال العنيفة التي حدثت في يوم الجمعة الماضي.
المشكلة ليست الشعور بأننا على حق، بل الحاجة إلى التصرف بحذر وحكمة ومنع اندلاع موجات اخرى من العنف، يكون سببها الاساسي بلا أهمية (الحادثة في غزة عشية الانتفاضة الاولى أو الزيارة الاستفزازية لرئيس المعارضة في حينه اريئيل شارون للحرم عشية اندلاع الانتفاضة الثانية).
يجب على الأغلبية في إسرائيل أن تدرك أنه في اوساط الاقلية الإسلامية التي تعيش هنا يوجد كثيرون مقتنعون أن المؤسسة الإسرائيلية تريد اجراء تغييرات على الوضع الراهن في الحرم. وهناك تحريض يعتبر أن كل ظاهرة هي اشارة على تغيير كهذا. ويوجد في اليمين (في الكنيست والحكومة) من لا يخفون نيتهم تغيير الوضع القائم، الذي توجد فيه مركبات يصعب تفسيرها، وتوجد ايضا أمور غير عادلة.
أعتقد أن الكثير من المسلمين يفهمون أن هدف جهاز كشف المعادن هو منع ادخال السلاح إلى الحرم، لكن حقيقة أن هذه الاجهزة لم تكن موجودة هناك حتى يوم الاحد الماضي، تعطي للمتطرفين أداة ممتازة «لإثبات» أن توجه إسرائيل هو تغيير الوضع القائم. لا يجب أن يكون المرء مؤرخا كبيرا من اجل معرفة عدد المواجهات العنيفة التي حدثت بين اليهود والمسلمين خلال المئة سنة الماضية حول الحرم وحائط المبكى.
قبل بدء الحرب العادلة على جهاز كشف المعادن تجدر ازالته، خاصة أن هذا الجهاز سيقوم بالفحص العشوائي اثناء ذهاب المسلمين للصلاة في الحرم. وسيتسبب بالضغط والاكتظاظ على أبواب الحرم. ومن المحتمل أن تفسر ازالة هذه الاجهزة بعد وضعها على أنها خضوع إسرائيلي، لكننا لسنا الطرف الضعيف هنا، ومن الافضل الاسراع والقيام بذلك من اجل منع المواجهة التي لا حاجة اليها، وتحويل هذا الجهاز إلى جزء من قداسة المكان.
إسرائيل اليوم 2017-07-20
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews