في المستنقع السوري
بعد اتصالات مكثفة ومفاوضات سرية، أعلن الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في نهاية الاسبوع الماضي عن وقف النار المنشود في جنوب سوريا. كما أعلن الزعيمان عن اتفاق الاردن هو الاخر جزء منه بهدف اقامة منطقة «تخفيف توترات» في محافظتي القنيطرة ودرعا، اللتين توجدان على مقربة من الحدود الاسرائيلية والحدود الاردنية.
هذه المنطقة (واحدة من بين أربع اتفق حولها في شهر ايار/مايو في الاستانه) مخصصة لوضع حد للعنف بين قوات الاسد والثوار في المنطقة المتفق عليها وتوسيع نفوذ الدول المجاورة في داخل المنطقة. لم تكن اسرائيل جزءا من الاتفاق، ولكنها اطلعت على كل تفاصيله، ويبدو أنه بعد أن تحقق سمع في تل أبيب تنفس للصعداء. فبعد الايام المتوترة في نهاية حزيران/يونيو وبداية تموز/يوليو، فإن الانباء عن وقف نار في جنوب سوريا وعن الاتفاق الذي كل هدفه هو ابعاد حزب الله وإيران عن الحدود الاسرائيلية، هي انباء مشجعة بالتأكيد.
المشكلة هي أن في الاتفاق، الذي لم يتفق بعد على بعض من تفاصيله، توجد ثغرات عديدة. فمن جهة، ستسمح المنطقة المذكورة لقوات الثوار المعتدلين بحكم ذاتي بدعم من الاردن، ومثلما كتب ذلك في الصحف العربية، بل وبدعم من اسرائيل.
ومن جهة اخرى، لن تكون هذه المنطقة محصنة تماما، إذ سيكون بوسع نظام الاسد أن يعمل في داخلها ضد جهات «جهادية متطرفة». وعندما نعرف بأنه حسب تعريف الاسد تكاد تكون كل المعارضة السورية هي من «الجهات الجهادية المتطرفة»، نفهم بأن احتمالات ان يسود وقف النار على مدى الزمن ليست عالية. بشكل رسمي، اتفقت القوى العظمى، بل وقبل ذلك، في شهر ايار، بما في ذلك روسيا، تركيا وإيران، بحكم الامر الواقع على تقسيم سوريا بحيث انها قبلت فكرة أربع مناطق تخفيف التوتر ـ في إدلب، في الغوطة الشرقية، في حمص وفي الجنوب ـ في درعا وفي القنيطرة. ولكن يبدو ان خلق هذه المناطق بالذات، بخلاف مناطق الفصل التي تحدث عنها قبل بضعة اشهر الرئيس ترامبن سيساعد نظام الاسد في اضعاف الثوار، احاطتهم، قطعهم وأخيرا السيطرة على معظم الاراضي السورية.
كما أن السؤال من سيحرس هذه المنطقة لم يصل إلى حله بعد. فقد عرضت روسيا خدماتها، وعلى ما يبدو رفضت اسرائيل العرض، بينما لم يعجب موسكو العرض لنشر قوات أمريكية في جنوب سوريا. قبل شهرين، بعد الاعلان عن اقامة مناطق تخفيف التوتر في الاستانة، اعلنت الحكومة السورية بأنها لن توافق على أن تكون قوات الامم المتحدة مسؤولة عن تنفيذ الاتفاق.
هل من سينشر قواته في محافظتي درعا والقنيطرة سيتمكن في نهاية المطاف من منع تسلل قوات إيرانية او وحدات لحزب الله؟
فهذه القوات تسيطر منذ اليوم في دولة البعث على مسافة 3 كيلو مترات فقط عن الحدود مع اسرائيل. أفلن يؤدي هذا الاتفاق في نهاية المطاف إلى سيطرة اكثر مغزى للمحور الشيعي ـ إيران وحزب الله ـ على اراضي سوريا؟ مهما يكن من امر، فإن المخاطر في كل ما يتعلق باسرائيل عالية جدا. ينبغي فحص امكانية تعزيز الجهات المحلية انطلاقا من العشائر السنية التي توجد قريبا من الحدود مع اسرائيل.
معاريف 2017-07-14
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews