عن ظهور قاسم سليماني على الحدود السورية العراقية
ظهور قاسم سليماني على رأس قوة من ميليشيا "فاطميون " وهي ميليشيا شيعية أفغانية ، على الحدود السورية العراقية لا يعني أن إيران تمكنت من هذه الحدود ، مهما قيل عن سيطرة القوات العراقية على معبر القائم أو غيره كما أعلنت السبت.
فالصورة التي انتشرت لسليماني عبر وكالات الأنباء هي صورة " رامبوية " بالتأكيد ، لأن الخط البري الإيراني العراقي السوري اللبناني لم يكتمل بعد ، ولا زال في الأفق حروب وسنوات من القتال ، وذلك لاختلاط الأوراق وما أكتنف القضية السورية من تدويل ، إلا إذا أرادت الولايات المتحدة حسم وجود الميليشيات " بالقرب " من الحدود ببضعة أيام ، ولكن ، ما هو الموقف الأمريكي الحقيقي من مثل هكذا تطور ؟؟ .
الجيش الأمريكي ، وقبل ثلاثة أيام ، قام بتحريك راجمات صواريخ من نوع HIMARS "هيمارس" وهي الأقوى والأبعد في العالم ( 300 كيلو متر ) من داخل الحدود الأردنية إلى داخل سوريا ، وذلك عقب هذا التطور ، ( التقارير تقول إن الميليشيات بعيدة بما يقرب من 45 كيلو مترا ) وإذا كان هناك من تفسير لذلك ، فإن هذه الراجمات لم يتم إدخالها جزافا ، ولربما نشهد قريبا استخدامات لهذا النوع من الصواريخ سواء ضد تنظيم داعش في الصحراء مترامية الأطراف أو الميليشيات الأيرانية وقوات النظام المتحالفة معها إذا لم تردعها التحذيرات من الإقتراب من المنطقة التي تعتبر محمية أمريكية ويوجد فيها ضباط وقوات وأجهزة تخدم القوة العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق ، دون أن يفوتنا التذكير بانزعاج روسيا من هذه الخطوة الأمريكية .
ولأن "أفلام " الإيرانيين لا تتوقف ، فإن أبو مهدي المهندس ، قائد ميليشيا الحشد الشعبي والذي أعلن أنه يفتخر بكونه جنديا في قوات قاسم سليماني لم يستطع تسويق تواجده على الحدود بعد أن أعلن حيدر العبادي بأنه لا قوات عراقية ولا قوات للحشد داخل الأراضي السورية ، ومن ثم خرج علينا المهندس نفسه ليقول بأنه مستعد للدخول إلى العمق السوري بعد أن قال إنه دخل وانتهى الأمر والتقط لنفسه وميليشياته صورا تذكارية ، تماما كسيده سليماني الذي تواجد بالقرب من الحدود ، ولكن : أية حدود ، ومن أية جهة ؟.
ولأننا كتبنا أكثر من مرة عن المشروع الأيراني لربط الدولة الفارسية برا بلبنان فالمتوسط ، فإننا لن نضيف شيئا إذاما قلنا إن هذا المشروع الإيراني الإستراتيجي يسعى ملالي طهران لتحقيقه بأي ثمن ، ولكن أمام هذا المشروع عقبات كبيرة ، وإذا ما قال قائل بأن الولايات المتحدة قد تساوق إيران في أمر خطير كهذا لتستمر في ابتزاز العرب ،وهو أمر وارد ، فإن إسرائيل لن توافق عليه ولن تسمح بوجود إيراني بري ولا بقاعدة بحرية في المتوسط ، ولعل هذا الأمر هو فقط من سيجعل الولايات المتحدة ضالعة في الرفض ، وليس بسبب رغائب ومخاوف شركائها العرب الذين لا تمانع في بيعهم بالمجان وفقا لمصالحها .
ستمنع الولايات المتحدة إيران من تحقيق هدفها ، بغض النظر عن عنتريات الإيرانيين وأفلامهم المحروقة ، فطهران لم تعد تقاتل خارج حدودها بعد أن بدأت تتلقى ضربات عسكرية على الحدود من مختلف الجهات ، ويكفيها عارا وفشلا أنها تلقت مؤخرا ضربة في الصميم من قبل داعش اعتبرها الخبراء أكبر فضيحة أمنية في تاريخها منذ حكم الخميني ، وذلك عندما هاجم انتحاريو التنظيم الإرهابي أعز نقطتين سياديتين لديها في قلب طهران : قبر الخميني ، ومجلس شورى الملالي التابع لخامنئي .
هل كانت صورة سليماني لرفع المعنويات بعد الضربة الداعشية ..
لماذا لا يكون الأمر كذلك ؟ .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews