الوحدات..بعد رحيل بيكاسو
العلاقة الحميمة التي تربط ما بين جماهير الوحدات وببيكاسو الكرة "رأفت علي"..لا تكفيها الجمل أو العبارات..
لن اتحدث هنا عن الانتماء ولا عن الوفاء ولا عن تلك الروح، سأتحدث عن لاعب فيه من المهارة ما تكفيه، من الرؤية داخل ارضية الملعب بشكل استثنائي.
أيقونة الوحدات، ومصدر إلهام النجوم على أرض الملعب، امتاز بالعزيمة والصلابة، والقدرة على القيادة، إلى جانب الدخول كعنصر حسم لا يجارى بمراوغاته الرائعة، وصناعته للأهداف، وتسجيلها، وبشكل يجعلك تظن أن أكثر من لاعب يحمل ذات الرقم 13 الذي تحدى به أسطورة النحس، فبات علما من أعلام كرة الوحدات الأخضر.
الجماهير بعد اعتزال أقونتهم التي تغنوا بها كثيرا.. اصبحت كاليتيم الذي فقد والده.. كالناي التي توقف شدوها مع فقدان عازفها.. كالارض القاحلة التي لم تجد من يرويها.
هي قصة جميلة عاشها جمهور المارد الأخضر على مدى 17 عاما...فما الذي حدث بعد اعتزال بيكاسو الكرة؟
ماكينة الاهداف تعطلت، وهيبة الوحدات خفتت، وكرة الأخضر تدحرجت وتقهقرت، استفحل المرض في جسد المارد.. فبات هينا سهلا على الخصوم، لم يعد يخيفهم كما كان.
يوم وداع رأفت علي، لم يكن كباقي المهرجانات، بكت العيون وكأن القلوب تتوجس لما سيأتي من أيام، وخفقت كثيرا من سواد يغلف نهارات الأخضر التي باتت قاتمة، رغم سطوع الشمس.
رأفت علي، أعطى داخل الملعب، ووهب نفسه للجماهير التي بادلها الحب بحب أكبر، وكافأته بحمله على الأكتاف والأعناق يوم وداعه للفريق وهو في قمة المجد..
الوحدات بحاجة الآن، لأكثر من رأفت علي، للنهوض من سباته محليا وآسيويا، والعودة إلى مكانه الطبيعي، منافسا عنيدا وقويا، لا يهاب الآخرين، فاسمه صنع تاريخا من المجد، يحتاج لرجال يقبضون عليه، كما يقبضون على الجمر.
إعلامي أردني
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews