Date : 30,04,2024, Time : 04:08:50 AM
2839 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 27 جمادي الآخر 1438هـ - 26 مارس 2017م 12:27 ص

مشروع الوحدة الأوروبية لم يعد خطا أحمر

مشروع الوحدة الأوروبية لم يعد خطا أحمر
طارق القيزاني

جي بي سي نيوز:- سيكون من الأجدر أن تخوض وسائل الإعلام الأوروبية في أسباب نزوع الجيل الثاني والثالث للمهاجرين نحو التطرف بدل اللهث وراء التقصي بشأن أصول هؤلاء وإلصاق التهم ببلدان منشأ الآباء والأجداد.

تتغافل أوروبا عن حقيقة أن الغالبية العظمى من الشباب المتشدد والمورّط في أعمال إرهابية هو شباب صنعته البيئة الأوروبية ولا علاقة له بدول قدم منها آباؤهم قبل عقود طويلة.

كما تصرّ أوروبا على أن تظل مغمضة العينين وغير مبالية بما يدور في ضواحي مدنها وبحالات التشرذم الاجتماعي لفئات واسعة من مواطنين تلقوا التعاليم والقيم الأوروبية ذاتها مع غيرهم ممن يشاركونهم الوطن واللغة، ولكنهم بعد سنوات من الاندماج يجدون أنفسهم على الهامش.

مع ذلك تبحث أوروبا حتى اليوم مع كل حدث إرهابي أو اضطرابات اجتماعية عن أصول مواطنيها الذين قدموا منذ عقود من وراء البحار ليعيدوا بناء اقتصادها المنهار في الوقت الذي تثار فيه الأسئلة أكثر فأكثر بشأن السياسات الاجتماعية في غرب القارة على وجه الخصوص ومسائل الإدماج المهني والاندماج الاجتماعي وفرص العمل المتكافئة والحدود الممكنة للرأسمالية السائرة نحو المزيد من التوحش والتجرد من الإنسانية.

يعيش في دول الاتحاد الأوروبي الملايين من المواطنين من بين المهاجرين المندمجين منذ سنوات طويلة، مع ذلك لا تزال هذه الفئة تشكل ورقات انتخابية ووقودا لبرامج الأحزاب اليمينية على شاكلة رابطة الشمال الإيطالية والجبهة القومية اليمينية في فرنسا وحزب الحرية في هولندا، وبدرجة أقل جماعات النازيين الجدد في ألمانيا.

وربما يحيل التململ الاجتماعي والسياسي الحالي في أوروبا إلى الأذهان المناخ الذي ساد في القارة خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، وإن كان من المستبعد جدا توقع انفجار مماثل لسبتمبر 1939.

ولكن أوروبا اليوم في المنعرج. هناك رهانات انتخابية مصيرية هذا العام وهي تأتي دون شك في ظل سياق قاتم بشأن مستقبل المجتمعات متعددة الأعراق والثقافات، وأوروبا المنفتحة ومؤسسات الاتحاد فضلا عن نقاشات حول اتساع الهوة بين الحكومات ومواطنيها أيا كانت أصولهم.

في دول القاطرة الأوروبية مثلا تتخبط ألمانيا كما فرنسا في سجالات انتخابية داخلية بالتوازي مع أزمة الهجرة واللجوء وتزايد تحديات الإرهاب الذي ضرب البلدان بعنف وساهم في تعديل سياسات الحكومات بصفة آلية باتجاه اليمين.

واليوم بينما تحفل أوروبا بالمزيد من الخطابات الشعبوية تبدو الأحزاب اليمينية في صعود مستمر كما الجبهة القومية اليمينية فرنسا أو حزب الحرية في هولندا، وإن لم يفز الأخير في الانتخابات، وجميع هؤلاء يطمحون إلى كنس المهاجرين من أوروبا وفض الشراكة مع مؤسسات الاتحاد.

والثابت أنه مع دخول دونالد ترامب القصر البيضاوي أصبح المستحيل ممكنا في أوروبا. لم تعد فكرة عودة اليمين إلى الحكم فكرة سخيفة، فلا أحد يستبعد رؤية لوبان في الإليزيه أو مرشح البديل من أجل ألمانيا اليميني في قصر المستشارية هذا العام، بل إن الاعتقاد السائد لدى أنصار هذه الأحزاب أنها اليوم أقرب من أيّ وقت مضى إلى دوائر الحكم.

وحتى في حال عدم توفق اليمين في الصعود إلى الحكم فإن نبرة جديدة يتوقع سماعها في خطابات الحكومات الائتلافية الهشة وفي المشهد السياسي الأوروبي بشكل عام، كما حدث الأمر في هولندا وألمانيا. فلا أحد من الأحزاب الكبرى يريد ترك الساحة لليمينيين بمفردهم في استقطاب الجماهير واللعب على وتر الاقتصاد والهجرة والإرهاب، حتى وإن دفع الأمر إلى مجاراتهم في الشعبوية.

لم يتأخر الأمر كثيرا فهناك تبدل ملموس في خطاب الحكومات الأوروبية وشعاراتها الحافلة بالمزيد من الصرامة والتشدد بشأن سياسات الهجرة وإجراءات الترحيل، بجانب سباق محموم، إن كان بشكل جماعي أو منفرد، نحو عقد الصفقات مع دول الجنوب.

كان لزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الشمال الأفريقي على سبيل المثال أكثر من تبرير مع احتدام النقاش الداخلي حول المهاجرين غير الشرعيين والصخب المستمر في الإعلام حول أحداث التحرش في كولن وحادثة الدهس الإرهابية في برلين، ولكن الخلفيات الانتخابية من وراء الزيارة كانت أكثر وضوحا بلا شك.

وما يبدو للخبراء في ألمانيا من وراء الزيارة هو بحث عن تسويات وهمية على الأرض لملف اللاجئين في ظل وضع مضطرب ومعقد في شمال أفريقيا، والخلط المتعمد بين سياسة الباب المفتوح مع لاجئي الشرق الأوسط مقابل الجدل المفتعل حول مهاجرين لا يتعدون نسبة واحد بالمئة من الوافدين غير الشرعيين عبر المتوسط.

في كل الأحوال لا يتعين على التحالف المسيحي الحاكم في ألمانيا ترويض الرأي العام الداخلي قبل موعد الاقتراع القادم بعد خيبة الانتخابات في الولايات فحسب ولكن سيكون هذا التحالف ومن ورائه الجبهة الأوروبية المناصرة للاتحاد ملزمين أكثر على حبس أنفاسهم إلى حين الوقوف على ما ستؤول إليه الانتخابات الفرنسية.

فأحد أكثر الملفات المركونة على المحك الفرنسي ترتبط بمستقبل الاتحاد الأوروبي برمته وهو أمر أصبح محل نقاش بأكثر جرأة وشكوكا حول مدى الاستفادة الفعلية للفرنسيين والأوروبيين من التحول إلى منطقة اليورو. فمنذ لطمة البريكسيت لم يعد مشروع الاتحاد الأوروبي خطا أحمر وهذا في حد ذاته تهديد مستمر للمحور الألماني الفرنسي وأوروبا عامة.

العرب اللندنية 2017-03-26




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد