شكسبير والتغيير
جي بي سي نيوز:- بقدر ما أحدث الاديب العبقري الانجليزي ويليام شكسبير من تغيير وتطوير في تاريخ الثقافة والقصة والمسرح في بريطانيا والعالم بقدر ما أحدث كريج شكسبير المدير الفني الجديد من تغيير وتطوير في أداء ونتائج فريق ليستر سيتي مؤخرا بعد إقالة سلفه الايطالي كلاوديو رانييري.
لكن التغيير الكروي العجيب في ليستر سيتي لا يمكن ان يكون مجرد صدفة او انقلاب فور إقالة مدرب وتعيين مساعده.. بل يشتمل الامر على لغز لن يظهر سريعا وقد تكشفه الايام لاحقا.. وهو ما يثير التساؤلات ويضخم الشائعات التي انطلقت داخل النادي والصحافة الانجليزية عن الدور السلبي الذي نفذه عدد من اللاعبين من نجوم الفريق للاطاحة برانييري الذي خطف الاضواء من الجميع بعد تتويج الفريق بطلا للدوري الانجليزي الموسم الماضي في كبرى مفاجآت كرة القدم خلال العقد او القرن الحالي وربما على مر العصور.. وربما كان اختيار رانييري للفوز بجائزة الفيفا أحسن مدير فني في العالم عن عام 2016 في ظل غياب تام لكل لاعبي الفريق عن تلك الحفلة المبهرة القشة التي قصمت ظهر البعير.
وبحثا عن ذلك اللغز علينا أن نذهب أولا الى لغة الارقام التي لا تعرف الكذب.
ليستر سيتي الذي قهر الكبار في انجلترا قبل شهور قليلة وحقق المعجزة بتتويجه بطلا لبريميرليج تقهقر في الترتيب في الدوري الحالي بعد نهاية المرحلة الرابعة والعشرين حتى وصل الى المركز السابع العشر بفارق نقطة واحدة أعلى من الفريق الثامن عشر الذي يهبط صاحبه مباشرة الى الدرجة الثانية..
وبمجرد إقالة رانييري وتولي مساعده الانجليزي شكسبير مهمته مؤقتا حتى صعد الفريق تدريجيا في الترتيب ووصل الى المركز الخامس عشر بفارق ست نقاط كاملة عن هال سيتي القابع في المركز الثامن عشر.. وهو نفس الفارق الذي يبعده عن صاحب المركز التاسع مما يشير الى تواجده في منطقة الامان.
الإقالة المريرة لرانييري والتي وصفها البعض بنكران الجميل من ليستر سيتي لأفضل مدرب في تاريخ النادي جاءت في الاسبوع الرابع من فبراير بعد هزيمة متوقعة جدا للفريق في اسبانيا امام سيفيل بطل الاتحاد الاوروبي 2 - 1 في ذهاب ثمن نهائي شامبيونزليج.. وهي نتيجة جيدة للفريق الانجليزي بكل المقاييس ولكن التربص بالمدرب الايطالي كان قد وصل الى ذروته.. وفور الاقالة التي جاءت بعد خمس هزائم متتالية بالدوري في عام 2017 (الذي خلا من اي فوز) من تشيلسي وساوثهامبتون وبيرنلي ومانشستر يونايتد وسوانزي سيتي انقلبت الامور رأسا على عقب مع شكسبير من هزائم متتالية الى انتصارات متتالية بغض النظر عن الملاعب والمنافسين.. وهو أمر أقرب الى الخيال منه الى الواقع.
وفاز ليستر في كل مبارياته الثلاث التي خاضها مع شكسبير في الدوري محققا افضل النتائج في البطولة خلال تلك المراحل.. فاز في ملعبه على ليفربول ثالث الترتيب وقتئذ 3 - 1 ثم خارج ملعبه على هال سيتي 3 - 1 وبعدها في لندن على وستهام 3 - 2 وأكمل ليستر انتصاراته المذهلة بتعويض خسارته امام سيفيل وهزمه بهدفين نظيفين وتأهل للمرة الاولى في تاريخه الى ربع نهائي شامبيونزليج ليصبح ممثل انجلترا الوحيد في كبرى مسابقات اوروبا بعد الخروج المتتالي لتوتنهام وارسنال ومانشستر سيتي.
هل يمكن ان تكون كل الهزائم مع رانييري طبيعية؟،
ثم هل يمكن ان يكون ذلك التحول طبيعيا.
استاد الدوحة القطرية 2017-03-22
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews